بعد فراس طلاس : فضيحة «لافارج» تتوالى و تكشف المزيد من الأسرار والخفايا.

بعد فراس طلاس : فضيحة «لافارج» تتوالى و تكشف المزيد من الأسرار والخفايا.

أخبار سورية

الأربعاء، ١٨ أكتوبر ٢٠١٧

بعد فراس طلاس : فضيحة «لافارج» تتوالى و تكشف المزيد من الأسرار والخفايا.

باريس | لا تزال فصول وتطورات «فضيحة لافارج»، التي يحقق فيها القضاء الفرنسي، تتوالى منذ شهر حزيران/ يونيو الماضي، كاشفة عن المزيد من الأسرار والخفايا. آخر التسريبات في هذا الملف وثائق ومحاضر تحقيقات كشفت عنها، هذا الأسبوع، جمعية Sherpa غير الحكومية، التي حركت الدعوى القضائية. وثائق جعلت التهم المتعلقة بالتمويلات غير الشرعية، التي يُشتبه في أن شركة «لافارج» الفرنسية قد دفعتها لتنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة»، تطاول وزير الخارجية السابق لوران فابيوس، وسفيرين فرنسيين سابقين في سورية، هما إيريك شوفالييه وفرانك جيليه.

وكانت هذه الفضيحة قد أطاحت، خلال الصيف الماضي، بكريستيان هيرو، الرجل الثاني في شركة «لافارج» الفرنسية، التي تعد عملاق الصناعات الإسمنتية في أوروبا، إثر اعترافه بدفع أموال لـ«جبهة النصرة» ثم لـ«داعش»، في الفترة ما بين 2012 و2014، لضمان عدم التعرض لمصنع الإسمنت التابع للشركة، قرب الرقة.

وحسب جمعية Sherpa، فإن الوثائق التي تم تسليمها للمحققين، دفعت القضاء إلى استدعاء الوزير فابيوس والسفيرين المذكورين لاستجوابهم، على خلفيات ما ورد في تلك الوثائق والمحاضر على لسان نائب رئيس شركة «لافارج»، كريستيان هيرو، الذي قال، قبل تنحيته، في مراسلات ومحاضر اجتماعات داخلية للشركة إنه كان يجتمع كل ستة أشهر مع السفير المكلف بالملف السوري، للتشاور معه بخصوص مصنع الشركة في الرقة، «وفي كل مرة كان السفير يؤكد لي أن تعليمات وزارة الخارجية تقضي بضرورة إبقاء المصنع في الرقة مفتوحاً، لأنه يعد أكبر استثمار لنا في سورية، مع التوصية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين عمل المصنع، لأنه في النهاية يحمل علم الدولة الفرنسية».

هذه المعلومات جعلت المحققين يشتبهون في الأموال التي دفعت لـ«النصرة» ثم لـ«داعش» بهدف تأمين عمل المصنع تمت بعلم وموافقة الوزير لوران فابيوس، والسفيرين المكلفين بالملف السوري، وهما ايريك شوفالييه، الذي بقي مكلفاً بإدارة الملف انطلاقاً من باريس، منذ إغلاق السفارة في دمشق في مارس/ آذار 2012، قبل أن يخلفه في المنصب ذاته السفير فرانك جيليه، في صيف 2014، علماً بأن مصنع «لافارج» في الرقة ظل مفتوحاً إلى غاية نهاية سبتمبر/ أيلول 2014.

لكن صحيفة «لو موند» نقلت عن مصادر في وزارة الخارجية أن الوزارة سلّمت المحققين وثائق تثبت أنها لم تكن على علم بدفع أي أموال إلى تنظيمات إرهابية من أجل تأمين عمل مصنع «لافارج» في الرقة. ووفقاً لما نشرته «لو موند»، فإن من بين تلك الوثائق محضر اجتماع عُقد في السفارة الفرنسية في عمان مع فريدريك جوليبوا، مدير مصنع «لافارج» في الرقة، لمساءلته حول مدى صحة التسريبات الصحافية المتعلقة بدفع أموال سرية لتنظيمات مسلحة بهدف تأمين مصنع الرقة، و«هو ما نفاه جوليبوا بشكل قطعي، خلال ذلك الاجتماع، ما جعل وزارة الخارجية تسمح بالاستمرار في إبقاء المصنع مفتوحاً».

لكن جمعية Sherpa، قالت إن محاولات وزارة الخارجية استعمال محضر ذلك الاجتماع الذي عقد في عمان لتبرئة ذمتها من تهم تمويل الإرهاب تفتقر إلى الصدقية، لأن الاجتماع المذكور عقد في وقت لاحق لإغلاق مصنع «لافارج» في الرقة. وبالتالي لا يمكن استعماله كحجة لتبرير توصية الوزارة بإبقاء المصنع مفتوحاً طوال أكثر من عامين، بعد سيطرة «النصرة» ثم «داعش» على المنطقة التي يقع فيها، قرب الرقة.

أما المساءلة التي تعرّض لها مدير المصنع، فقد اقتصرت، وفقاً لجمعية Sherpa، على ما يتعلق بما أثير بخصوص دفع أموال لمقاتلين أكراد منضوين في صفوف «قوات سوريا الديموقراطية»، بهدف حماية المصنع من أي هجومات محتملة للمتطرفين «الجهاديين». أما الأموال التي دفعت لـ«داعش»، فلم يدر الحديث عنها في أي اجتماعات أو تحقيقات وزارية قبل تفجير فضيحة «لافارج» في وسائل الإعلام، بمبادرة من جمعية Sherpa، ثم فتح تحقيق قضائي بشأنها في مطلع الصيف الماضي.