سورية.. تحرير الحسكة وإدلب عقب الميادين

سورية.. تحرير الحسكة وإدلب عقب الميادين

أخبار سورية

الأربعاء، ١ نوفمبر ٢٠١٧

تكمن الأهمية الأساسية والفعلية للعملية الأخيرة التي قام بها الجيش السوري وحلفاؤه، في فكّ الطوق عن مدينة دير الزور الذي فرضه تنظيم "داعش" الإرهابي عليها على مدى نحو ثلاثة أعوام ونيّف. عملياً، هي ليست مجرد كسر الحصار عن إحدى المدن الاستراتيجية السورية وحسب، بل استكمال لإسقاط الحصار المفروض على كامل حدود البلاد، بعد نجاح القوات السورية في تطهير الحدود اللبنانية - السورية، والمضيّ بالسيطرة على الحدود مع الأردن والعراق.

فقد أثبتت هذه العملية طاقة الجيش السوري وقدرته على التحرُّك في الجهات الأربعة من البلاد، ما يؤشر إلى أنه قادر على استعادة باقي المحافظات الخارجة راهناً على سلطة الدولة في التوقيت المناسب من الناحيتين الميدانية والسياسية.

ولاريب أن العملية المذكورة أسهمت في التمهيد لمشروع تقسيم سورية، خصوصاً أنها تهدد بشكل مباشر إقامة "الكونتون الكردي"، أضف إلى ذلك تطويق الجيش لمحافظة الرقة، رغم سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) ذات الغالبية الكردية عليها، لكنها باتت خالية من السكان، وبالتالي قطع الطريق على التمدُّد الكردي خارج محافظة الحسكة، حيث ماتزال مظاهر الدولة موجودة فيها حتى الساعة، من خلال بقاء مراكز الأمن السوري والشرطة عاملة فيها.

وتعقيباً على ذلك، تعتبر مصادر في المعارضة السورية أن عملية فك الحصار عن الدير لا تمنع وحدها تقسيم البلاد، إلا إذا استكملت القوات السورية تقدُّمها باتجاه الحسكة الواقعة منتصف منطقة الجزيرة شرق سورية، وبذلك تُنهي حلم إقامة دويلة كردية في الشرق السوري، كذلك يتطلب إسقاط هذا "الحلم" قراراً دوليا سياسياً ليس متوافراً في الوقت الراهن.

وتستبعد المصادر نشوء كيان كردي في سورية، في ضوء رفض مشدد من تركيا وإيران والعراق ودمشق لقيام هذا الكيان. وفي السياق عينه، تؤكد مصادر ميدانية واسعة الاطلاع أنه ليس للأكراد عمق استراتيجي، رغم كل الدعم الأميركي لهم، وتعتبر أن المليشيات الكردية قد تتداعى وتنهار أمام أي هجوم ينفذه الجيش السوري وحلفاؤه، بسبب عدم وجود قاعدة استراتيجية لهم، بدليل ما حصل في مدينة كركوك المجاورة، والتي استعادها الجيش العراقي بعد فشل الاستفتاء الذي دعا إليه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني.

وفي الوقت عينه، ترى المصادر أن من المبكّر الحديث عن إمكانية قيام القوات السورية بهجوم على الحسكة أو إدلب، مشيرة إلى أن وجهة تحرُّك هذه القوات المقبلة على الأرجح ستكون مدينة الميادين، استكمالاً لتحرير البادية، والالتقاء مع القوات العراقية في الشطر الثاني من الحدود، لإعادة ربط دول محور المقاومة، وفك العزلة التي حاول فرضها المحور المعادي على المقاومة.

حسان الحسن