الجعفري: روسيا أنقذت مجلس الأمن من التلاعب بآليات أممية وحافظت على نزاهة أحكام ميثاق الأمم المتحدة

الجعفري: روسيا أنقذت مجلس الأمن من التلاعب بآليات أممية وحافظت على نزاهة أحكام ميثاق الأمم المتحدة

أخبار سورية

الجمعة، ١٧ نوفمبر ٢٠١٧

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن تصويت روسيا ضد مشروع القرار الأمريكي حول تمديد مهمة الآلية المشتركة للتحقيق باستخدام الأسلحة الكيميائية في سورية أنقذ مجلس الأمن من التلاعب بآليات أممية وحافظ على نزاهة أحكام ميثاق الأمم المتحدة.

وقال الجعفري في كلمته أمام مجلس الأمن عقب “فيتو” روسي ضد مشروع القرار الأمريكي الليلة “كي تدركوا ما يدور اليوم في هذه القاعة من مناقشات مهمة أدعوكم إلى البحث عن تقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية في شهر كانون الثاني 2013 ثم سحبته حينئذ من التداول على موقعها الالكتروني والذي تضمن عرضا لرسائل الكترونية متبادلة بين مسؤولين كبار في شركة “بريتام ديفينس البريطانية” حيث عرض فيه مخطط وافقت عليه واشنطن آنذاك مضمونه أن قطر وبالتعاون مع تركيا ستمول وتدعم قوات المتمردين في سورية لاستخدام الأسلحة الكيميائية واتهام الحكومة السورية بذلك وهذا التقرير نشرته صحيفة بريطانية وليست صحيفة سورية عام 2013″.

وأضاف الجعفري “من المؤسف أن البعض في هذا المجلس يتعامل مع ما جرى من تبريرات باطلة لغزو وقح للعراق وليبيا وكأنه مجرد حدث عابر قابل للنسيان في ذاكرة هذا المجلس.. حدث قابل للتكرار أينما كان مع الإفلات من العقاب.. كلا كلا.. لحسن الحظ أن هناك في هذا المجلس بعض من لا تزال ذاكرته قوية لا تنسى”.

وتابع الجعفري “روسيا اليوم لم تعرقل عمل مجلس الأمن بل عملت على منع تكرار مأساة العراق وليبيا وحافظت على نقاء ونزاهة أحكام الميثاق في زمن لا نزاهة فيه ولا نقاء.. وتصويت الاتحاد الروسي ينقذ هذا المجلس من التلاعب بآليات أممية يفترض برئيسها على الأقل أن يملك جرأة رئيسي لجنة الاينسكوم “راف ريكلس السويدي وريتشلد بلاتر الاسترالي” اللذين رفضا أن يشرعنا العدوان الأمريكي البريطاني على العراق”.

وقال الجعفري “إننا في الجمهورية العربية السورية الدولة العضو المؤسس في هذه المنظمة ما زلنا نعتقد أن للأمم المتحدة دورا أساسيا في إيجاد حلول للأزمات عندما تلتزم الدول الأعضاء بمقاصد الميثاق وفي مقدمته صون السلم والأمن الدوليين وهي المهمة الرئيسية الموكلة لهذا المجلس”.

ولفت مندوب سورية الدائم إلى أن واقع الحال يؤكد مرة بعد أخرى أن هناك ثلاث دول دائمة العضوية تنتهج سياسات الهيمنة والعدوان ولا ترى في الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلا مكتبا إداريا وشركة تجارية لتحقيق أهدافها ولحسن الحظ أن في مجلس الأمن دولتين دائمتي العضوية تتصديان مع دول أخرى لجموح قوى الهيمنة والعدوان ولولا هذه الدول الحريصة على أعمال أحكام الميثاق لكان عالمنا قد شهد اليوم المزيد من الدمار والنزاعات والحروب مشيرا إلى أن حكومات هذه الدول الثلاث أوجدت “جبهة النصرة” منذ أن قررت أن تجعل من دعم الإرهاب وتمويله سلاحا في وجه كل من يعارض سياستها التدخلية.

وقال الجعفري “إننا في الجمهورية العربية السورية ما زلنا نعتقد أن مبادئ القانون الدولي ومقاصد الميثاق هي التي يجب أن تحكم العلاقات الدولية وما زلنا نؤمن أن الحق والقانون هما اللذان سيسودان في النهاية لأن البديل الوحيد منهما هو الفوضى وانطلاقا من ذلك تعاونت حكومة بلادي مع الأمم المتحدة وهيئاتها ولجانها ومبعوثيها المتعددين”.

وأضاف الجعفري “عندما ارتكبت المجموعات الإرهابية المسلحة جريمة خان العسل بتاريخ 19 آذار عام 2013 أول استخدام للكيماوي في سورية قرب حلب كانت الأمم المتحدة هي الجهة الوحيدة التي لجأت حكومة بلادي إليها لطلب المساعدة في التحقيق بجريمة استخدام مواد كيميائية في تلك البلدة والتقيت أنا شخصيا بعد ساعات فقط من وقوع تلك الجريمة بالأمين العام السابق بالأمم المتحدة بان كي مون حيث طلبت منه إرسال بعثة عاجلة لمساعدة الحكومة السورية في التحقيق في استخدام المواد الكيميائية السامة وتحديد الجهة التي استخدمتها”.

وتابع الجعفري “بعد عدة ساعات من لقائي بالأمين العام السابق قام بالتشاور مع الدول المؤثرة في هذا المجلس كما قال لي شخصيا وعاود الاتصال بي ليعلمني أن الأمم المتحدة ستساعد فقط في تحديد فيما إذا تم استخدام مواد كيميائية ولكنها غير قادرة على المساعدة في تحديد هوية مرتكبي تلك الجرائم ورغم موافقتنا فورا على هذه الولاية المنقوصة فقد استغرق الأمين العام مدة أربعة أشهر حتى يرسل لجنة للتحقيق برئاسة البرفيسور “سيستروم” السويدي ورغم كل هذا التأخير غير المبرر لم تذهب اللجنة المذكورة حتى هذه اللحظة إلى خان العسل وذلك نتيجة افتعال حادثة الغوطة قبل دقائق من الموعد المحدد لانطلاق البعثة إلى خان العسل”.
واستخدمت روسيا حق النقض “فيتو” ضد مشروع القرار الأمريكي حول تمديد مهمة الآلية المشتركة للتحقيق باستخدام الأسلحة الكيميائية في سورية.

وصوتت بوليفيا ضد مشروع القرار في حين امتنع كل من مصر والصين عن التصويت.

وقبيل التصويت على مشروع القرار الأمريكي أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن الجانب الروسي يسحب مشروع قراره حول هذا الموضوع بسبب عدم موافقة مجلس الأمن على إجراء التصويت حوله بعد مشروع القرار الأمريكي.

وكانت روسيا استخدمت “فيتو” الشهر الماضي ضد مشروع قرار أمريكي مماثل.

يذكر أن التفويض الممنوح لآلية التحقيق المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ينتهي اليوم.

وفي وقت سابق اليوم أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مشروع القرار الأمريكي غير مقبول ولا فرص لتبنيه مشيرا إلى ضرورة إدخال تعديلات في آليات التحقيق وهذا ما ينص عليه مشروع القرار الروسي الموزع بين أعضاء مجلس الأمن.

وقال لافروف “إذا رفضت الولايات المتحدة وحلفاؤها في مجلس الأمن الدولي مشروع قرارنا فإن ذلك سيعني أنهم لا يسعون إلى كشف الحقيقة والأطراف المسؤولة عن استخدام السلاح الكيميائي بل إلى الحفاظ على آلية التلاعب بالرأي العام والأعضاء الآخرين في مجلس الأمن”.