عزز مواقعه في محيط ضاحية الأسد … الجيش يزيد الضغط على الإرهابيين في محيط إدارة المركبات

عزز مواقعه في محيط ضاحية الأسد … الجيش يزيد الضغط على الإرهابيين في محيط إدارة المركبات

أخبار سورية

الأحد، ١٩ نوفمبر ٢٠١٧

تدور اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش العربي السوري ومسلحي التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة المشاركة في الهجوم على إدارة المركبات بحرستا، لليوم السادس على التوالي، وتمكن الجيش من استعادة عدة كتل كان قد خسرها في أول أيام الهجوم. جاء ذلك بالتزامن مع قصف مدفعي وجوي مكثف طال الخطوط الخلفية للمسلحين، بالإضافة لمستودعات ومقرات قيادة في غوطة دمشق الشرقية.
مصدر ميداني أكد لـ«الوطن»، أن الجيش تمكن خلال الساعات الماضية من استعادة عدة كتل داخل إدارة المركبات وقتل مجموعات بأكملها من المسلحين المهاجمين، لافتاً إلى أن الاشتباكات شهدت صعوبات بادئ الأمر بسبب استعمال المسلحين لعدة أنفاق واتخاذ آلية الهجوم عبر الموجات المتتالية من المسلحين ما تسبب ببطء العمليات الهادفة لإغلاق الخرق الذي تمكن من خلاله المسلحون من دخول الإدارة والسيطرة على كتل من الأبنية داخلها».
المصدر، أوضح أن زخم الهجوم وقوته كان في محاولة من المسلحين لتطبيق فكرة يا «بتصيب يا بتخيب» مع تمنيات بأن يتمكنوا من السيطرة على الإدارة أو على القليل القسم الأكبر منها، ورغم حصولهم على جزء من مبتغاهم إلا أنهم تعرضوا لخسائر بشرية كبيرة الأمر الذي دفعهم لمحاولة التمترس في النقاط التي سيطروا عليها، لكن الجيش لم يعط لهم المجال لتحقيق هذا الأمر.
وكانت ميليشيا «فيلق الرحمن» وميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» وتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي ومن خلفهم، كما أشارت مصادر من داخل الغوطة، «جيش الإسلام»، شنوا يوم الثلاثاء الماضي، هجوماً عنيفاً على إدارة المركبات بعد استخدامهم لعدة أنفاق مكنتهم من التسلل إلى داخل حرم الإدارة والسيطرة على عدة نقاط. في سياق متصل، لفتت مصادر إلى استقدام الجيش العربي السوري لتعزيزات عسكرية لدعم القوات المتواجدة في إدارة المركبات، إضافة لتعزيزات أخرى باتجاه محاور «متوقعة» في محيط حرستا ودوما، كما تم تعزيز مواقع الجيش في محيط ضاحية الأسد (الملاصقة لحرستا ودوما) لصد أي محاولة هجوم جديد قد تفكر به الميليشيات داخل الغوطة، مع الأخذ بالحسبان أنها قد تحاول فتح ذلك لتخفيف الضغط عن مسلحيها في محيط إدارة المركبات. تعيش الغوطة الشرقية وخاصة المناطق التي انطلقت منها هجمات الإرهابيين، تحت وطأة ما ارتكبته المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، حيث شهدت مناطق (محيط إدارة المركبات– حرستا– مديرا– عربين) قصفاً مدفعياً وصاروخياً مركزاً على مدار 6 أيام استهدف مقرات ومستودعات وخطوطاً خلفية للمسلحين والإرهابيين، هذا القصف لم تشهده المنطقة منذ إعلان ما يسمى بـ«مناطق تخفيض التصعيد».
ولوحظ خلال هذه المعارك تواجد فعال ومستمر لسلاح الجو، حيث نفذ العشرات من الطلعات الجوية استهدف خلالها مواقع معادية وأنفاقاً محتملة قد تستخدمها الميليشيات والتنظيمات في هجومها، إن كان على إدارة المركبات أو على محاور أخرى.
هذا الرد كان متوقعاً لكن ما زاد عليه هي الطلعات الليلية للطيران القاذف الذي سمع هديره بوضوح في العاصمة دمشق، حيث يعتبر ذلك تطوراً نوعياً جديداً، في رسالة واضحة للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة المتواجدة في الغوطة أن أفعالكم لن تبقى الردود عليها محصورة بمستوى معين عسكرياً مهما لزم الأمر.
الرد العنيف على الخرق الذي افتعلته المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية المتواجدة في الغوطة، كان قاسياً عليهم ما دفع ناشطي التنسيقيات لمحاولة خلق تبريرات لأهالي الغوطة الذين كانوا بمنأى عن كل ما حصل لولا الهجوم الفاشل لميليشياتها على إدارة المركبات، حيث أكدت مصادر من داخل الغوطة أن الأهالي يشعرون بسخط كبير على ما أقدمت عليه هذه الميليشيات، معتبرين أن ما حدث هو تخريب للحالة الآمنة التي كانت تعيشها الغوطة خلال الفترة الماضية.