انخفاض تهريب الفروج يرفع سعره ويخرجه من حسابات المواطن مجدداً.. مربون: لا علاقة لـ«التموين» بتخفيض السعر خلال الفترة الماضية

انخفاض تهريب الفروج يرفع سعره ويخرجه من حسابات المواطن مجدداً.. مربون: لا علاقة لـ«التموين» بتخفيض السعر خلال الفترة الماضية

أخبار سورية

الثلاثاء، ٦ مارس ٢٠١٨

ربما «داب التلج وبان المرج» كما يقال وبات الجزم مؤكداً بأن انخفاض أسعار الفروج في الفترة الماضية حينما وصل إلى 850 ليرة لحماً، لم يكن من إنجازات وزارة «التموين» كما روجت بل السبب شاحنات الفروج التركي المهرب التي أغرقت الأسواق في تلك الفترة، فقد عاد الفروج للارتفاع تدريجياً بعد نفاد تلك الكميات.. أحد مربي الدواجن أكد ارتفاع سعر الفروج بنسبة 80% عن الفترة السابقة، مرجعاً السبب إلى انخفاض عمليات التهريب بحدود 90% مستبعداً علاقة الوزارة من قريب أو بعيد بتخفيض السعر سابقاً، في حين تمنى مدير الأسعار في الوزارة نضال مقصود النظر لعمل الوزارة بعين إيجابية وأن السعر منطقي، مع التزام التجار بنشرة الأسعار، متسائلاً: بكم كان المواطن يشتري البروستد العام الفائت؟.
 
وعود لم تدم
لم ننس بعد وعود وزير التجارة الداخلية باستمرار انخفاض سعر الفروج ليحلق مجدداً متجاوزاً 80%، فيعود مدير الأسعار في الوزارة للتبرير بأن القضية عبارة عن عرض وطلب وأن الوزارة لا يمكنها وضع نشرة أسعار ثابتة على مدار العام لذا تقوم بتحديد نشرات دورية له كل 3 أيام تقريبا ً.
يقول مقصود: تكلفة الفروج تحسب بكل خطوة في إنتاجه ابتداء من وجوده في المزارع وانتهاء بوجوده في الأسواق، موضحاً: يخضع سعر البيض و الفروج لنشرات «التموين» التي تسعر من قبل مديريات التجارة الداخلية في المحافظات في ضوء العرض والطلب، لكن الوزارة تدخلت لوضع أسس تسعير الفروج انطلاقاً من فروج الريش وانتهاء بآخر عملية لتصنيعه كالبروستد والشاورما.
وأضاف مقصود: «قبل ما يكون في صك سعري يكون في ضمير شوي عند «البني آدم»، فهل من المعقول أن نقرأ في إحدى الصحف عن سعر الجاكيت بـ75 ألفاً، هذا ما بدو تموين هذا بده التاجر يكون حقاني شوي».
وعلى الرغم من ارتفاع سعر الفروج لكن مقصود رآه ضمن السقف المعقول، وعلل سبب غلائه بارتفاع سعر الصوص من 550 إلى 775 ليرة بسبب قلة الأعداد لعزوف المربين عن التربية بينما كانت أفواج الفروج وفيرة في الشهر السابع العام الفائت، مشيراً إلى دور وزارة الزراعة «الغائب» في توجيه المربين للتربية بشكل منظم منعاً من الفوضى سواء في التربية او السعر.
80% انخفاض التهريب
المربي حكمت حداد لم تكن الأسباب التي عدّها المسؤولة عن ارتفاع سعر الفروج بعيدة عما وجده مقصود من أسباب، فعزوف 30% من المربين عن التربية نتيجة الخسائر المادية في الفترة السابقة ساهمت بذلك، إضافة إلى البرد وانخفاض نسبة التهريب، فعلى الرغم من كل الضبوط التموينية اليومية التي تسجلها الوزارة بالفروج المهرب، فقد رأى حداد أن نسبة التهريب انخفضت بحدود 80 إلى 90%، هذا بدوره ساهم في تحسين السعر في السوق، قائلاً: لا يزال التهريب مستمراً لكن بالمقارنة مع الأيام الماضية خفت نسبته كثيراً. ورفض حداد أن تكون الوزارة هي من خفضت سعر الفروج سابقاً، فالقضية عبارة عن عرض وطلب مثلها مثل الخضر والفواكه عند انخفاض السعر يكون العرض كبيراً، بينما يرتفع السعر في حال قل العرض،  مؤكداً أن السعر الحالي ليس مرتفعاً بل هو مرضٍ للمستهلك والمربي في آن واحد لكن انخفاضه الكبير في الفترة الماضية جعل المواطن يلمس هذا الفرق في السعر.
دعم غائب
وحسب زعمه لم يلحظ حداد طوال عمله أي دعم حكومي يذكر للمربي لتشجيعه على التربية حتى في مجال تقديم القروض له ، فبعد أن توقف المصرف الزراعي عن منح القروض لأصحاب المداجن، لجاً المربون الذين لا يستطيعون الدفع «كاش» إلى مكاتب تمويل خاصة «وهي مستغلة» تقوم بتقديم العلف والدواء والصوص بالدين مقابل نسبة من الربح، وأغلب هذه المكاتب لا تحتاج إلى أوراق رسمية ومعاملات روتينية صعبة تقدم تلك المساعدات لمن تعرفه فقط وبالتالي عملية تحصيل الدين تكون مضمونة.
وفيما إذا وفت السورية للتجارة بوعدها للمربين بشراء الفروج منهم وتخزينه لطرحه ضمن صالاتها أكد حداد أن ذلك لم يتم وإن تم فبكميات قليلة لا تذكر.
من مصدر أوروبي!
مدير المؤسسة العامة للدواجن سراج خضر رأى أن سعر أي سلعة في السوق يحكمه العرض والطلب، إضافة إلى أن تربية الفروج في فصل الشتاء مكلفة بسبب التدفئة وتزداد حالات النفوق عما هي في الصيف.. هذه الأسباب يمكن أن تكون على حد قوله مسؤولة عن ارتفاع سعر الفروج.
وأكد خضر تعاقد المؤسسة مؤخراً بحسب خطتها السنوية مع إحدى الشركات لاستيراد 50 ألف بيضة تفريخ أمات البيض من مصدر أوروبي بهدف تأمين قطيع جديد من أمات البياض الذي سيؤمن حاجة المؤسسة وحاجة القطاع الخاص من صوص التربية للفرخات البياضة التي بدورها تعطي بيض المائدة، كما طرح خضر حلاً لمشكلة تهريب البيض والفروج بالتوازي مع دور الجمارك في قمعها وهو أن تكون تكلفة إنتاج الفروج والبيض موازية لتكلفة إنتاجه في دول الجوار وهذا في رأيه يمنع التهريب بشكل كامل.