ترك الحبل على غـاربه من الأهالي تحصـده الـمدارس .. عدم الـتـقيـد بالـدوام والتدخين والمشاغبة ظواهر غريبة في مدارسنا

ترك الحبل على غـاربه من الأهالي تحصـده الـمدارس .. عدم الـتـقيـد بالـدوام والتدخين والمشاغبة ظواهر غريبة في مدارسنا

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٧ مارس ٢٠١٨

طلال الكفيري   
الانضباط الطلابي المفقود داخل أسوار مدارسنا هذه الأيام يعيدنا بالذاكرة إلى طلاب السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات الذين كانت لغتهم الطلابية والمدرسية التربية والأخلاق قبل التعليم، أما الآن، وتحت مسوغ الجملة التربوية، ممنوع الضرب بالمدارس بات معظم مدارسنا (عنوانها)الرئيس المشاغبة وعدم التقيد بالدوام وعدم احترام مدرسيهم، فالتدخين، وللأسف الشديد، انتقل من السر إلى العلن ومن مشتراتهم سيجارة إلى شراء علبة كاملة.
ظاهرة مستفحلة
ظاهرة عدم الانضباط المكتسحة صفوفنا الطلابية يبدو أنها لم تقتصر على المشاغبة والتدخين، حيث تعدى ذلك ليصل، وفق مدير مدرسة نايف جربوع الثانوية للبنين شادي فلحوط، إلى أكثر من ذلك فمعظم الطلاب يأتون إلى المدرسة وجعبتهم مملوءة بالأجهزة الخلوية، علماً أن ذلك ممنوع والسؤال المطروح هنا بقوة: مادام هذا الطالب هدفه التعلم.. فلماذا يصطحب معه الخلوي؟ هل ذلك من باب التسلية والإساءة لزملائه من خلال التواصل الاجتماعي؟ والمسألة المهمة التي لم يغفلها فلحوط هي قدوم بعض الطلاب وحقائبهم المدرسية بداخلها أدوات قتال فردية، ففي معظم الأحيان نقوم بمصادرة عدد من هذه الأدوات التي تدل على سلوك عدواني عند الطالب، مضيفاً أن ساحة المدارس باتت تشهد مشاجرات متعددة بين الطلاب يستخدم خلالها سكاكين، وهذا السلوك لم نعتد عليه من قبل، وهنا نقول كيف يسمح الأهل لأولادهم بحمل مثل هذه الأشياء المؤذية لهم ولغيرهم؟ عدا عن ذلك، فالظاهرة اللافتة للنظر والمستغربة، هي التدخين داخل أسوار المدارس، طبعاً هذا السلوك ما كان له ليستمر لولا مباركة بعض الأهل لأولادهم هذه التصرفات، فكثيراً ما نقوم بمصادرة علب سجائر كانت في حوزتهم، والأهم عندما يتعرض الطالب المخطئ للعقوبة فالمعاناة تكون مع الأهل الذين لا يقبلون عقاب أولادهم وأول ما نسمعه منهم الضرب ممنوع ليبقى المدرّس على خطأ والطالب على حق.
إضافة لذلك، ووفق أحد المدرسين في المدرسة ذاتها، أنه وبسبب السلوك غير السوي الذي يمتاز به معظم طلابنا نضطر أحياناً للحضور مع المدرّس في الدرس بغية ضبط الشعبة، ومنع الطلاب من المشاغبة، عدا عن ذلك والكلام هذه المرة للمدرس شادي فلحوط أنه من الملاحظ أن معظم طلابنا يأتون فقط ليس رغبة بالعلم، بل للحصول على مصدقة تأجيل عن الخدمة الإلزامية.
بصراحة، إن هناك طلاباً أصبح العلم آخر همهم، واللافت في الموضوع هو عدم متابعة الأهل لأبنائهم خلال المدرسة وخارجها، فهناك الكثير من الطلاب شعارهم الدائم التأخر عن الدوام والهروب من المدرسة تحت مسوغات متعددة منها/شتاء-برد/وغير ذلك عدا عن انقطاعهم المبكر، علماً أن المنهاج لم ينته بعد ما قد ينعكس عليهم سلباً، ولاسيما أثناء الامتحان، والظاهرة الغريبة هي قيام بعض الطلاب بتحطيم المقاعد والنوافذ والأبواب، وهذا سلوك تخريبي، والسؤال: أين ثقافة المحافظة على الموجودات المدرسية؟.
ما قاله المدرس شادي فلحوط لم يخفه، مدير مدرسة الحرية للتعليم الأساسي حلقة ثانية طارق كنعان الذي أكد اصطحاب بعض الطلاب إلى المدرسة أراكيل إلكترونية، وهذه ظاهرة دخيلة على مدارسنا، فهل يعقل أن يقوم الطالب بجلب أركيلة معه؟ وعندما يتم التواصل مع الأهل يكون ردهم نعلم ذلك، متناسين أن للمدرسة قدسيتها، أضف إلى ذلك، غياب الطلاب المستمر وعدم التزامهم بالدوام، إضافة للشغب الملازم لهم، والسؤال المطروح بقوة: مَنْ المسؤول عن سلوك هؤلاء الطلاب هل هو عدم متابعة الأهل لأولادهم أم انعدام رادع الخوف نتيجة منع الضرب ومعاقبة المذنب؟.
عدم متابعة الأهل أبناءهم
الموجهة الإدارية لدى مدرسة نايف جربوع الثانوية لينا حاطوم قالت: هناك عدة أسباب لسلوك هؤلاء الطلاب، أولها ترك الحبل على غاربه لهم من قبل الأهل، والوقوف معهم دائماً سواء كانوا على حق أو محقوقين ضد المدرس، إضافة لذلك فهناك الكثير من الطلاب بات اعتمادهم الأساسي على الدروس الخصوصية، لذلك يأتون إلى المدرسة لتمضية الوقت.
وأمام ذلك الواقع، علينا أن نعيد ترتيب البيت المدرسي وأن نعيد مدارسنا إلى سابق عهدها وأن تكون العلاقة بين المدرس والطالب مبنية على الاحترام، وأن نؤكد للأهل وللأبناء ضرورة المحافظة على موجودات المدرسة وأن نجنبهم الانجرار وراء التدخين حتى لا يقعوا في المحظور.