ساعاتُ الحسم الأخيرة في دوما.. ترقبٌ بين خياري العمل العسكري وخروج المسلحين

ساعاتُ الحسم الأخيرة في دوما.. ترقبٌ بين خياري العمل العسكري وخروج المسلحين

أخبار سورية

السبت، ٣١ مارس ٢٠١٨

تعقيداتٌ عديدة تقف في وجه إنجاز اتفاق إجلاء مسلحي ميليشيا "جيش الإسلام" من دوما. هناك تناقض واضح داخل بُنية الميليشيا الإرهابية المذكورة بين المدعو محمد علوش ممثل الجناح السياسي الذي أكد أن المفاوضات جارية مع الجانب الروسي للخروج دون أي وساطة سوى الوساطة الأممية، وبين المدعو حمزة بيرقدار المسؤول عن الجناح العسكري الذي يرفض مغادرة دوما التي ستُعاد لسيطرة الجيش إما بالعمل العسكري أم بالتفاوض حسبما تؤكد المعطيات الميدانية.
 
مصدرٌ مطلع على مجريات الوضع الميداني في الغوطة الشرقية قال لموقع "العهد" الإخباري أنّ "المدعو محمد علوش أشار إلى وجود وساطة أممية في المفاوضات مع الجانب الروسي وهذا أمرٌ غير صحيح إطلاقاً إذ لا علاقة للأمم المتحدة بمسألة التفاوض، فهي مباشرة مع الطرفين الروسي والسوري دون أية وساطة أممية"، لافتاً إلى أنّ "التناقض الحاصل بين قيادات جيش الإسلام أمرٌ طبيعي وحدث ما هو أكثر من ذلك في "فيلق الرحمن" إذ لم تحصل فقط خلافات بل وصل الأمر إلى انشقاقات كبيرة داخل صفوفه ومن الطبيعي أن تحصل خلافات عميقة داخل "جيش الإسلام" في ظرف كهذا من عمر المعركة التي ستؤدي إلى انتهاء هذا التنظيم عملياً في أم معاقله دوما".
 
وأكد المصدر المطلع في حديثة لموقع "العهد" أن "الأخذ والرد بين حمزة بيرقدار ومحمد علوش في ساعاته الأخيرة خصوصاً مع قرب انتهاء الجيش السوري من إجلاء المسلحين من بلدات عربين وزملكا وعين ترما وجوبر ولربما تتبلور الأمور بشكل أكثر وضوحاً خلال الساعات المقبلة، إما عمل عسكري أو وضع النقاط النهائية على اتفاق الإجلاء"، مؤكداً أنّ "هناك أربع مسارات تجسد العملية التفاوضية أولها ما يتعلق بملف المخطوفين لدى "جيش الإسلام" وتقديم معلومات واضحة عنهم للدولة السورية، وثانيها أن مسلحيه لم يحسموا أمرهم بعد، من سيبقى منهم ويسوّي وضعه ومن سيخرج من دوما، والمسألة الثالثة مسألة السلاح، فهناك من طرح مطلباً من داخل جيش الإسلام للسماح لمقاتليه بالخروج من دوما بسلاح متوسط أي أن يصطحبوا معهم أسلحة أكثر من الخفيفة لأنهم يعلمون أنهم سيكونون أمام مواجهات دامية مستقبلاً، وهذا الأمر رُفض من قبل الدولة السورية دون أي نقاش، والمسألة الرابعة هي الوجهة الجغرافية التي سيتوجه إليها هؤلاء المسلحون وبكل تأكيد ستكون الشمال السوري لأن الدولة السورية ترفض أي وجهة أخرى لهم أيضاً، وهناك من طرح مقترحاً بترحيل المسلحين نحو جرابلس ولكن بشكل عام فإن الشمال السوري بغالبيته هو منطقة نفوذ تركية قطرية تسيطر عليه "النصرة" أو فصائل أخرى تابعة لها وبكل تأكيد سيتم طحن أي كتلة قتالية تخرج من "جيش الإسلام" نحو الشمال".
 
وأشار المصدر المطلع خلال حديثه لـ"العهد" الى أنّ "وزارة الدفاع الروسية كانت واضحة تماماً وقالت أنّه سيتم الإعلان عن الاتفاق و سيخرج من يريد أن يخرج من دوما بعد المهلة المُقدمة لهم للاختيار بين الخروج أو العمل العسكري، وهنا تجدر الإشارة إلى الاتهامات التي تُلفّقُ للدولة السورية حول التهجير القسري، إذ لا يوجد مثل هذا الأمر أبداً، من يخرج بملء إرادته ومن يبقى يُسوّى وضعه وإن كان مسلحاً يُسلّم سلاحه للدولة السورية ويخضع للقانون والدستور السوري كأي مواطن آخر".
 
وختم قائلاً إنّ "العمل العسكري للجيش السوري في باقي مناطق الغوطة الشرقية كان دقيقاً ونجح أيضاً في عمله الإنساني وأخرج آلاف المدنيين، وستتبع قواته ذات الأمر في دوما إن استمر مسلحو جيش الإسلام بعنادهم وأصروا على عدم الخروج من الغوطة الشرقية".