مخاض لولادة جديدة في جنوب دمشق

مخاض لولادة جديدة في جنوب دمشق

أخبار سورية

الخميس، ٢٦ أبريل ٢٠١٨

تعيش مدينة دمشق منعطفاً تاريخياً، إذ تشهد عملية تطهير في خاصرتها الجنوبية من عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي وغيرها من التنظيمات الإرهابية المتواجدة في بلدات الجنوب الدمشقي.
 
بعد إغلاق ملف الغوطة الشرقية عسكرياً، وبالانتقال لتصفية الإرهاب في الجهة الجنوبية لم تسلم دمشق من قذائف الغدر كحالة مستمرة ومعبرة عن إفلاس الجماعات المسلحة لكنه في ذات الوقت مصدر تهديد أمني للمدنيين في أرجاء المدينة، فبات من الضروري إنهاء عبثيتهم بأمن المواطن الدمشقي وليغدو ذلك من أولويات محور المقاومة المشترك.
 
المبادرات الأهليّة فتحت باب التسوية لكافة بلدات الجنوب الدمشقي، فمن أراد التسوية من حَملة السلاح فله ذلك ومن لا يريد فإدلب موجودة أو جرابلس، وعناصر (داعش) إلى الحدود السورية العراقية.
 
– بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة تعيش هدنة منذ سنوات، وكانت انضمت إلى اتفاق “تخفيف التوتر” في تشرين الأول الماضي، لا زالت ملتزمة بالاتفاق، لكن الوضع في مخيم اليرموك مختلف تماماً فهو المخيم الذي توعده شارون في ثمانينيات القرن الماضي بعد أن لقي وجيشه الصهيوني من رجاله المنخرطين في صفوف الثورة الفلسطينية الويلات في حربه على الشعبين الفلسطيني واللبناني ليتم أسر العديد من جنود العدو في لبنان، واليوم عاد شارون بوجه أخر تمثل في جماعات الإرهاب المنتشرة على المساحة السورية عموماً وعلى مساحة مخيم اليرموك بشكل خاص التي قامت بالاعتداء على قبور شهداء الثورة الفلسطينية من خليل الوزير وفتحي الشقاقي وزهير محسن وطلعت يعقوب وجهاد جبريل، وقامت في مساء يوم الخميس الواقع التاسع عشر من شهر نيسان بانقلاب حوّل التسوية إلى عملية عسكرية متكاملة.
 
وجاء الرد عليهم مزلزلاً من الجيش السوري بالتعاون مع القوى الرديفة وكان لابدَّ من اجتثاث الإرهابيين بشكل كامل من جنوب دمشق.
 
شهدت محاور الجنوب الدمشقي الرافضة لعمليات التسوية (القدم – العسالي – مخيم اليرموك – التضامن – الحجر الاسود) تقدماً ملحوظاً بعد معارك ضارية تزامنت باستهداف المقاتلات الحربية وسلاح المدفعية لمواقع وتحصينات وأنفاق التنظيمات الإرهابية، حيث قطعت الطرق الإمداد الرئيسية لهم، كالطريق المؤدي إلى حي الزين والطريق المؤدي إلى الحجر الأسود وطريق الواصل بين مخيم اليرموك ويلدا والتضامن، بالإضافة إلى إلقاء القبض على عدد من متزعمي التنظيمات الإرهابية ومنهم المدعو “وسيم غنيم”، ناهيك عن مقتل العشرات من قادة المسلحين ومن أبرزهم: الإرهابي سليمان حمزة “أبو سامر الشلمونة” قيادي في (جيش الإسلام)، الإرهابي شادي السعد القيادي في (هيئة تحرير الشام) والإرهابي علي منصور القائد العسكري في تنظيم (داعش).
 
وتيرة العمليات العسكرية تشدد يوماً بعد يوم، بالتزامن مع تعالي نباح من تاجر وتباكي على المدنيين وهذا نفاق، فَجُلُ ما يخشون عليه هو أن تخرج إمارتهم عن سيطرتهم والتي بنوها من دماء أبناء الجنوب الدمشقي كاملاً، وليس همهم المدنيين الذين رفضوا الخروج من مخيمهم تمسكاً به وبرمزيته والذي حوله تنظيم (داعش) إلى بؤرة تعج بالسواد وتهدد أمن العاصمة.
 
الإرهاب في جنوب دمشق يلفظ أنفاسه الأخيرة، مستغيثاً بالدول الداعمة والممولة له في الخارج من أمريكا و (اسرائيل) وغيرهم، وقلناها سابقاً بأن داعش هو ذراع بني صهيون بتر في الشرق وسيكون مدفنه في مخيم اليرموك.
 
مخيم اليرموك سيعود عاصمة للشتات الفلسطيني وسننطلق منه نحو تحرير فلسطين ولن يكون مرتعاً للتطرف والتكفير والإرهاب.