أسماك تتسكع في شوارعنا ... متحدية الشمس والحرارة .. .. وبسيارات مكشوفة

أسماك تتسكع في شوارعنا ... متحدية الشمس والحرارة .. .. وبسيارات مكشوفة

أخبار سورية

الاثنين، ٢٤ سبتمبر ٢٠١٨

قد لا نستغرب عندما نرى الخضروات والفواكه التي تباع في السيارات المكشوفة ونلبي نداء بائعيها, ونشتري منهم حاجاتنا,بل لا نستغرب هذا النوع الجديد من التجارة والذي راج مؤخراً, واختلفت بضائعه التي لم تعد تقتصر على نوع واحد بل تعدتها لأنواع أخرى كالملابس والأدوات المنزلية ، فبدءاً من : أدوات المطبخ مروراً بأثاث المنزل من كراسٍ وطاولات وحصر وسجاد» وصولاً لأنواع أخرى وكثيرة حتى كاد أن يكون الشارع «سوبر ماركت» متحركاً.
ولكن الغريب في الأمر هو تعدي هذا النوع من التجارة على المواد الغذائية التي لا يمكننا أن نتخيل أنها يمكن أن تباع بهذه الطريقة البدائية, لأنها لا تحتمل البقاء تحت أشعة الشمس لأوقات طويلة.‏
كتلك التي تحتاج للتبريد الدائم, كما هو حال اللحوم أو التي يجب أن تكون مثلجة, كما هو الحال بالنسبة للأسماك, وهذا ما بتنا نراه كثيراً في شوارعنا, سيارات تحمل صناديق خشبية وضعت فيها الأسماك من  دون أدنى وسيلة حماية إلاَّ من خلال قطعة من الخيش المبلول بالماء, هي طريقتهم الوحيدة في حماية بضائعهم التي تبقى لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة, حيث يقومون بين الحين والآخر برشها بالماء فقط...!!‏
خطؤهم ...أم خطؤنا!!‏
الحاجة التي هي أم الاختراع, جعلت من هؤلاء البائعين الجوالين يخترعون مثل هذه الطرق, التي لا تُخفى على أحد أضرارها وأخطارها, ولكن الغاية لا تبرر الوسيلة فالتجارة التي تهدف للربح ولكسب المال, يجب ألاَّ تكون على حساب الصحة العامة وعدم مراعاة شروط السلامة, وخصوصاً لمواد سريعة التلف, وقد يبرر هؤلاء الجوالون الأمر بالقول, إنهم يعرضون بضائعهم لمن يريد, ولا يجبرون أحداً على شرائها, فهم في النهاية تجار،ونحن نقول: هذا صحيح لأن الخطأ الأكبر يقع على المستهلك الذي لا يدرك ما أقدم عليه إلا بعد فوات الأوان. وفي هذه الحالة ألاَّ تقع على عاتقهم مسؤولية التسويق لهذه السلع التي لو لم يجد البائعون من يشتريها لما استمروا في تجارتها.‏
فالمسافات الطويلة التي يقطعونها قد تكلفهم مادياً, ولكنهم بالتأكيد يجنون أضعافاً مضاعفة وآخر همهم صحة المواطن!!!‏
حالات تسمم!!‏
سمعنا مؤخراً كثيراً عن حالات التسمم لعائلات بأكملها, كان السبب فيها لحوماً أو أسماكاً غير طازجة, تمّ شراؤها بطرق مختلفة إما من إحدى السيارات أو من الأسواق, لكن ليس من المحال الخاصة ببيعها بل من العربات أو الباعة الجوالين، والمشكلة أن هؤلاء الأشخاص مجهولو الهوية, لا يعرف لهم أسماء أو عناوين أو حتى أماكن محددة يوجدون فيها باستمرار, وهنا لا يمكن لوم الجهات المعنية لأنها لا تستطيع تتبع الباعة المتجولين في مختلف المناطق وكل اللوم على المواطن.‏
مخالفات واضحة‏
دائرة تموين مصياف تقول:‏ إنّ عملنا محدد بوجود مخالفات واضحة مثل عدم الإعلان عن التسعيرة أو مخالفات في التسعيرة, أو مدى مطابقة المواد المعروضة للشروط الصحية, كما هو الحال بالنسبة للحوم والأسماك, أما السيارات الجوالة, فهي بالتأكيد ستكون مخالفة إذا لم تكن طريقة حفظها للأسماك ضمن برادات أو في الثلج, وفي حال صادفنا مثل هذه الحالات ننظم الضبوط التموينية بحق المخالفين, كما حدث معنا في يوم رأس السنة حيث تمت مخالفة أكثر من سيارة لم تحفظ فيها الأسماك بطريقة صحية, وعندما نشك بمادة ما أو تأتينا شكوى عن تلف مادة ما “كالسمك” مثلاً نرسل عينات إلى مكتب الصحة الحيوانية في مديرية الزراعة, حيث يتم الكشف عليها للتأكد من سلامتها وصحتها من التلف.‏
ظاهرة غير مقبولة‏
 مكتب الصحة الحيوانية في زراعة مصياف، أكد لنا على لسان أحد الأطباء البيطريين أنّ هذه الظاهرة غير مقبولة بتاتاً, والخطأ أولاً وأخيراً من المواطن الذي يُقبل على شراء هذه المواد, من دون مراعاة الشروط الصحية لحفظها، واللحوم بشكل عام يجب أن تحفظ بالتبريد, والسمك بالأخص يجب أن يحفظ في الثلج من أماكن صيده إلى أماكن استهلاكه، وللسمك مواصفات خارجية تدل على صلاحيته من حيث الشكل والرائحة واللون.‏
في الشكل الخارجي علينا التأكد من اللمعة التي تظهر عليه, ومن سلامة الحراشف, والانتباه إلى لون الغلاصم التي يجب أن تكون وردية قريبة للاحمرار, أما إذا كانت غامقة ومكمدة فهذا دليل على أنها فاسدة, كما يجب أن يكون السمك مجلداً ناشفاً تماماً, أما أهم صفة للسمك الفاسد هو عدم وجود الليونة أو المرونة, أي يمكننا فحصه عن طريق لمس السمك بإصبع اليد فإذا بقي مكان اللمس واضحاً فهذا دليل على فساده, وإذا عاد موضع اللمس كما كان فهذا دليل على سلامته, أيضاً الرائحة دليل على فساده فإذا كانت رائحته عفنة فهو فاسد, أما اللون فنشاهد أنّ السمك الفاسد لونه غامق, وللخبرة الشخصية أهميتها في معرفة السمك الطازج من الفاسد.‏
أمراض حُمِّيْة!!‏
د.ابراهيم الأحمد رئيس قسم الداخلية في مشفى مصياف الوطني يقول:‏
معظم حالات التسمم التي تحدث من أكل اللحوم الفاسدة, تكون تسممات بسيطة وتتم المعالجة عن طريق الحمية لمدة /24/ساعة, من دون مراجعة المشفى ،وأما أعراض التسمم فهي:‏
ارتفاع درجة الحرارة والإحساس بالصداع يرافقها الإقياء والإسهال وآلام بطنية, أما المعالجة فتكون بتعويض السوائل والشوارد والمضادات الحيوية, والسلمونيلا هو أحد أهم أمراض اللحوم والتي قد تتحول إلى «حمى قاتلة» في حال تأخر المريض عن المعالجة.‏
كلمة أخيرة‏ :
لم أرتح لمنظر السمك فرميته في القمامة بعد شرائه, رائحته لم تعجبني, لونه لم يكن طبيعياً, عبارات ترددت كثيراً على مسامعي من أشخاص أعرفهم, ولكنهم تلافوا خطأهم برميه قبل استهلاكه, وآخرون وجدوه مقبولاً للاستهلاك, ولكن أليست الصحة خطاً أحمر ممنوع التلاعب أو التهاون فيها, لأن الإهمال والخطأ قد لا يتكرر لأنه سيكون المرة الأخيرة, فدعونا نتفق على ألاّ يكون غياب ضمير بعضهم شماعة, نلقي عليها أخطاءنا لأننا نحن المعنيين الأساسيين بصحتنا.
ازدهار صقور - الفداء