مزارعو التفاح يصابون بنكبة من العيار الثقيل بعد أن «ضُرب» موسمه.. تـركوه يسقط من دون قطاف!

مزارعو التفاح يصابون بنكبة من العيار الثقيل بعد أن «ضُرب» موسمه.. تـركوه يسقط من دون قطاف!

أخبار سورية

الأحد، ١٤ أكتوبر ٢٠١٨

دانية الدوس:
حال الفلاح الذي زرع تفاحاً هذا العام كما المثل القائل «طلع من المولد بلا حمص» فحبات البرد والأمطار الغزيرة التي سقطت في شهر أيار أصابته حد التلف فأودت بقيمته الشرائية إلى أقل من سعر التكلفة، ورغم ذلك بقي الفلاح محافظاً على هدوء أعصابه، فهذا شيء رباني خارج عن سيطرته، لكن، وكما يقال، من أين سيجدها هذا الفلاح «المشحر» أم من أين، فصندوق التخفيف من آثار الجفاف المعني بمساعدته في مثل تلك الكوارث كان اسماً على مسمى، كما أكد مديره فهو وجد للتخفيف ليس أكثر فلم ينب الفلاح من تعويضاته إلا القليل المستدعي للسخرية كما أكد الفلاحون، بينما اشترطت المؤسسة السورية للتجارة التي من المفترض أن تستجر التفاح من الفلاح لمساعدته في شراء كيلو تفاح مضروب من الفلاح مقابل كيلو من النوع الأول والثاني، وهنا السؤال: ماذا يفعل الفلاح الذي ليس لديه كيلو «صاغ» سليم في بستانه؟ ومَنْ سيعوضه؟.
دعمه بصناعة الخل
أحد الفلاحين في ريف دمشق توقع أن حظه من السماء بعد أن حظي بلقاء وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك أثناء جولته إلى هناك ليشرح معاناته بإصابة جميع محصوله عن «بكرة أبيه» وعدم وجود أي كيلو سليم يقايض فيه المؤسسة السورية للتجارة ليخيب ظنه برد الوزير «يلي ما عندو تفاح سليم يروح يدبر حاله ويجبلي تفاح نظيف».
بينما ترك شادي محصول التفاح على الأشجار يسقط وحده على الأرض فتكاليف تقطيفه وتوضيبه أكثر بكثير من بيعه بأقل من سعر التكلفة فجميع محصوله مضروب هذا العام، متسائلاً: إذا لم يكن هنالك حل في تسويق التفاح المضروب، فلماذا لا يتم أخذ هذا التفاح وصناعته خلاً كجزء من تعويض الفلاح «المشحر»!؟.

لا يزال التصدير
أسامة أحد تجار سوق الهال أكد أن 70% من موسم التفاح هذا العام مصاب وأن هذه الإصابة نتيجة عوامل جوية سيئة، لذا فتجد سعر التفاح هذا العام منخفضاً ويتراوح بين 50-200 ليرة، بينما رأى تاجر آخر أنه بالرغم من كل تلك الأضرار التي أصابت موسم التفاح هذا العام، لكن ذلك لم يؤثر في التصدير إطلاقاً، فيومياً يتم تصدير حاوية أو حاويتين بمعدل 50 طناً إلى مصر، إضافة إلى تخزين كمية كبيرة من التفاح ضمن البرادات.
المضروب بـ100 ليرة
مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة عبد المعين قصماني أكد أن نسبة الضرر التي أصابت الأشجار المثمرة عموماً وشجر التفاح بشكل خاص أكبر من العام الماضي، لكن وعلى الرغم من الإصابات الكبيرة التي مني بها موسم التفاح هذا العام بسبب البرد والأمطار الغزيرة التي أصابته خلال فترة الحمل، فالإنتاج أفضل بكثير من العام الماضي، حيث بلغ هذا العام 329 ألف طن في حين لم يتجاوز 285 ألف طن العام الماضي، مشيراً إلى أن محافظتي ريف دمشق والسويداء هما أكثر المناطق تضرراً هذا العام.
وأضاف: رغم كل هذا الضرر لا يزال وسطي سعر التفاح يتراوح بين 300-350 ليرة بينما يباع التفاح المضروب بـ100 ليرة ولو كانت نسبة الضرر كبيرة جداً لوصل سعر كيلو التفاح إلى 700 ليرة، فمثلاً في مثل هذا الشهر من العام الماضي كان سعر التفاح أعلى من هذا العام حيث وصل سعر التفاح إلى 400 ليرة، مشيراً إلى قدرة الفلاح على الاستفادة حتى من التفاح المضروب من خلال تصنيع الخل فما يميز التفاح القدرة على الاستفادة منه أياً كانت نوع الإصابة.
وعن اختلاف كمية إنتاج التفاح هذا العام عن العام الماضي حسب مناطق الإنتاج، فقد بلغ إنتاج ريف دمشق العام الماضي 65986 طناً بينما هذا العام 65459 وبالنسبة للقنيطرة فقد بلغ إنتاج العام الماضي 536 طناً والعام الحالي 405 أطنان، وفي محافظة السويداء بلغ إنتاج العام الماضي 30052 طناً والعام الحالي 70194 طناً، وأما محافظة حمص فقد وصل إنتاج العام الماضي إلى 111445 بينما وصل هذا العام إلى 102511 طناً، وفي الغاب كان الإنتاج في كلا العامين متقارباً ففي العام الماضي وصل إلى 146، بينما وصل العام الحالي إلى142، وفي طرطوس كان الإنتاج العام الماضي 22067، وأما العام الحالي فوصل إلى 24496 ، بينما وصل الإنتاج في محافظة اللاذقية العام الماضي إلى 32727 في حين بلغ 32849 هذا العام، وأما في حلب فقد كانت كمية الإنتاج نفسها 3722.

للتخفيف ليس أكثر!
صندوق التخفيف من آثار الجفاف التابع لوزارة الزراعة كان اسماً على مسمى فلم يستطع سوى التخفيف من نكبة الفلاح، مدير الصندوق محمد البحري أكد أن التعويض يتم وفق معايير وأسسس محددة أولها أن تكون المساحة المتضررة أكثر من 5% من المساحة المزروعة وثانيها أن تتجاوز نسبة الضرر 50% من الإنتاج، ويتم الكشف عن ذلك من خلال لجان خاصة تقدر نسبة التعويض، حيث يتم التعويض وفق 3 شرائح ففي حال كان الإنتاج المفقود عند الفلاح أكثر من 50 إلى 69% يتم تعويضه بـ10% من تكلفة وحدة المساحة، وإذا كان الإنتاج المفقود يزيد على 70 إلى 89% يعوض الفلاح بـ 15% من تكلفة وحدة المساحة، وأما إذا تجاوز الإنتاج المفقود 90% فأكثر يتم تعويض الفلاح بـ20% من تكلفة وحدة المساحة .
وأشار إلى أن هذه التعويضات قد تم رفعها مؤخراً بنسبة 100% بسبب تحسن موارد الصندوق فقد كانت منذ شهر بين 5و10 و15% فقط.
وأكد البحري أن أضرار الأشجار المثمرة هذا العام كانت فادحة وشملت أكثر من محصول، فهناك الكرمة والتفاح والتبغ تدنت قيمتها التسويقية بعد تعرضها للبرد، مشيراً إلى أن أكثر المحافظات تضرراً بموسم التفاح محافظة السويداء لذا تم صرف أكبر تعويض لها. وأضاف: تم تعويض ريف دمشق بمبلغ بـ 337 مليوناً و434 ألفاً بعد تقييم نسبة الضرر 20-100% ، وأما حمص فتم تعويضها بـ214 مليوناً و89 ألفاً عن نسبة ضرر بين 40-90%، وفيما يخص محافظة حماة فقد تم تعويضها بـ 70 مليوناً 917 ألفاً عن تضررها بنسبة 40- 90%، وفيما يخص حلب فقد تم تعويضها بـ 32 مليوناً 472ألفاً عن نسبة ضرر بين 50-90%، وأما محافظة طرطوس فقد تم صرف بـ 265 مليوناً و389 ألفاً عن تضررها بنسبة 40-100%، وبالنسبة لمحافظة اللاذقية فقد تم تعويضها بـ 451 مليوناً و185 ألفاً عن نسبة ضرر 20-100% بينما تم تعويض القنيطرة بـ 80 مليوناً و576 ألفاً، ودير الزور بـ 23 مليوناً و389 ألفاً، في حين نالت محافظة السويداء الحصة الأكبر من التعويض الذي قدر بمليار و250 مليوناً و954 ألفاً عن نسبة ضرر 40-100%. وعن آلية عمل الصندوق أكد البحري وجود لجان على مستوى المناطق تقوم بتعويض الفلاح فور تقدمه بطلب تعويض، فتقوم اللجنة بالتأكد من الضرر وتقييم نسبته ثم تنظم قوائم بإعداد المتضررين وتناقش بدوائر الصندوق في المحافظة لتقر أخيراً ويتم صرفها للفلاح.
«بالمنية والجميلة»
السورية للتجارة عدت أن ما تقوم به من إجراءات متفق عليها في اللجنة الاقتصادية مساعدة كبيرة للفلاح بغض النظر فيما إذا استفاد جميع الفلاحين أو بعضهم فيكفي أنها تخلصه من تحكم التاجر.
وعن ماهية تلك المساعدة بينت معلومات المؤسسة قيامها باستجرار كيلو تفاح مضروب مقابل كيلو من النوع الأول والثاني يتم شراء النوع المضروب من الفلاح بثلاثة أضعاف ما يعطيه التاجر، ففي سوق الهال يضطر الفلاح لبيع الكيلو من هذا النوع بـ25 ليرة في حين أن السورية للتجارة تشتريه منه بـ75 ليرة، مشيراً إلى أن الأسعار التأشيرية لكل أصناف التفاح تمت بناء على دراسة تكاليفها مع نسبة ربح للفلاح من خلال لجنة مشتركة من اتحاد الفلاحين ووزارة التجارة الداخلية والاقتصاد حيث حددت سعر النوع الاكسترا بـ 250 ليرة والنوع الأول بـ230 والثاني بـ200 ليرة.
وعن الفلاح الذي لا يوجد في بستانه كيلو «صاغ» سليم يقايض به المؤسسة السورية للتجارة قالت المعلومات : لا علاقة للمؤسسة بذلك فهي تنفذ توصية اللجنة الاقتصادية التي تتضمن استجرار الكميات بالتساوي بين الأصناف، فموسم التفاح كبير هذا العام والتسويق ضعيف، ومع ذلك تقوم السورية باستجرار كميات معقولة من المحصول لطرحه ضمن صالاتها وتخزينه في براداتها كمساعدة منها في التصريف، وعلى الفلاحين المتضررين كثيراً هذا الموسم أن يقوموا بالتنسيق مع الجمعيات الفلاحية واتحاد الفلاحين.
وأكدت البدء باستجرار التفاح فتم توزيع الصناديق على الفلاحين من خلال الجمعيات الفلاحية لكل منطقة، إضافة لوجود لجان خاصة لاستلام التفاح حيث تم استلام قسم منها في السويداء وحمص وحوالي 200 طن من ريف دمشق.
تشرين