مسلحون ينتحلون صفة «ضباط أمن»… وأجانب «موظفين أمميين» … سوريون يتعرضون لمحاولات نصب واحتيال

مسلحون ينتحلون صفة «ضباط أمن»… وأجانب «موظفين أمميين» … سوريون يتعرضون لمحاولات نصب واحتيال

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٣ أكتوبر ٢٠١٨

يتعرض سوريون داخل البلاد لمحاولات نصب واحتيال يقوم بها أشخاص محسوبون على المعارضة أو الميليشيات المسلحة ينتحلون صفة ضباط أمن، ومن أشخاص ينتحلون صفة موظفين أمميين وموظفين في بنوك أجنبية، وذلك بهدف الحصول على مبالغ مالية.
وتروي إحدى العائلات في محافظة القنيطرة المحررة ولديها شاب خطفته تنظيمات إرهابية، بأنها تلقت اتصالاً مؤخراً من شخص ادعى بأنه ضابط رفيع في أحد الأجهزة الأمنية المختصة بالتنسيق مع لجان المصالحة الروسية والتركية، وسألها عن ابنها المخطوف، لأن السلطات المختصة ستقوم في فترة زمنية قريبة بعملية تبادل مع تنظيم داعش الإرهابي، وأن اسم ابنها سيدرج في قائمة من ستتم مبادلتهم ولكن الأمر قد يحتاج إلى دفع مبلغ مالي.
وأوضحت العائلة، أن المتصل طلب منها تزويده بمعلومات إضافية عن ابنها المخطوف الأمر الذي بادرت إلى عمله ولكن بحذر، ولفتت إلى أنها وبعد عملية تقصي قامت بها مع أقارب لها، علمت أن المتصل سبق أن اتصل بأحدهم وأخذ معلومات تفصيلية عن الشاب المخطوف، وبعد ذلك قام بالاتصال بها.
وأوضحت العائلة، أن هذا الأمر أثار الريبة والشكوك لديها، ودفعها إلى إبلاغ الجهات المختصة بالأمر وتزويدها برقمي هاتف خليوي استخدمها المدعي أنه ضابط أمن رفيع في دمشق، ليتبين أن الأخير كان يتحدث من منطقة شمال قلعة المضيق التي يسيطر على تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وميليشيات مسلحة متحالفة معه.
وذكرت العائلة أن الجهات المختصة أبلغتها، بأن عدد من العائلات جرى النصب عليها بهذه الطريقة، من خلال طلب المتصل إرسال «وحدات» للهاتف النقال، وأن إحدى العائلات تعرضت للنصب بهذه الطريقة بمبلغ وصل إلى نصف مليون ليرة عبر إرسالها «وحدات» على دفعات إلى شخص كان يقوم بالاتصال بها.
وحذرت الجهات المختصة العائلة من ضرورة تنبيه السيدات فيها من عدم الرضوخ لعمليات الابتزاز لأنها الأكثر عرضة لذلك والتي قد تتأثر بعد اللعب على عواطفها واستغلال صلة القرابة وخصوصاً إذا كانت أم أو شقيقة المخطوف أو المفقود.
وفي السياق ذاته قال أحد الأشخاص لـ«الوطن» إنه تلقى رسالة عبر «الماسنجر» من سيدة ادعت أنها أحد الجنود العاملين بـ«قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة» في سورية، مشيراً إلى أن السيدة أرسلت له صورتها وهي ترتدي بزة عسكرية.
وأوضح الشخص الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن السيدة طلبت منه التخاطب معه عبر بريده الإلكتروني للحفاظ على سرية الاتصال، وبعد أن فاتحها برسالة ردت عليه برسالة جوابية زعمت فيها أنها لديها مبلغ 5.6 ملايين دولار أميركي حصلت عليها خلال واحدة من مهمات الإنقاذ في سورية، وأنها أودعت المبلغ لدى عامل في اللجنة الدولية للصليب الأحمر بسبب قانون الأمم المتحدة.
وأطلع الشخص المستهدف، «الوطن» على نص الرسالة التي تلقاها مع صورة للضابطة المشار إليها، وفيها طلبت الأخيرة «أخذ المال من موظف الصليب الأحمر والاحتفاظ به في حسابك المصرفي الخاص لأنني لا أثق بعامل الصليب الأحمر مقابل نسبة 30 بالمئة من مجموع الأموال»، ولفت إلى أنها سوف تلتقي به مع اقتراب انتهاء مهمتها في سورية وتأخذ المبلغ.
وقال الشخص ذاته أنه تلقى نصائح من اختصاصيين مصرفيين، من أن الجهة التي تدعي أنها سيدة وتريد الحصول على رقم حسابه ما هي إلا جهات محترفة بالنصب والاحتيال عبر شبكات الإنترنت وخصوصاً بعد حصولها على أرقام الحسابات المصرفية لضحاياها.