نتنياهو لترامب: 5 أفكار للقضاء على الاتفاق النووي!

نتنياهو لترامب: 5 أفكار للقضاء على الاتفاق النووي!

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٣ ديسمبر ٢٠١٦

في خطوة تبدو وكأنها ترمي لإجهاض أي أثر لكلام وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمام منتدى سابان في واشنطن، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أنه يأمل أن يساعده الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لتحقيق حلّ الدولتين.
وكان كيري قد أوضح أن اليمين الإسرائيلي غير معني بالسلام، وأنه شخصياً قلقٌ على مستقبل إسرائيل. ولكن المهم أن كلام كيري زاد من قلق نتنياهو الذي يُؤمن بأن إدارة أوباما التي تنهي مهام عملها في منتصف الشهر المقبل، والتي أيدت المبادرة الفرنسية، قد تقدم على خطوة لا تريدها إسرائيل في الأمم المتحدة.
وقال نتنياهو في برنامج «60 دقيقة» على شبكة «سي بي اس» الأميركية إنه لم يُغير موقفه، وإنه لا يزال يُؤمن بحلّ الدولتين اللتين تعيشان بسلام جنباً إلى جنب ومدعوماً بترتيبات أمنية، مشدداً على اهتمامه بأن يساعده الرئيس الأميركي المنتخب على تحقيق ذلك حال دخوله إلى البيت الأبيض. وقال نتنياهو للصحافية ليسلي ستول: «أنا مستعد للدخول في مفاوضات معهم (أي الفلسطينيين) في أي وقت. ودولتان لشعبين هو ما أنا أركز عليه. ونعم أنا أود أنه حال دخول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، أن يساعدني في ذلك. أنا أريد أن أرى إن كان بوسع الدول العربية أن تساعد في تحقيق ذلك. هذا واقع جديد، فرصة جديدة».
وتناولت ستول اقتراب الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية من الذكرى السنوية الخمسين وسألت نتنياهو عن ذلك. ورد رئيس الحكومة الإسرائيلية «أنا ألغيت الكثير من الحواجز ونحن نحاول إنشاء جسور وطرق رئيسية لتسهيل حركة أكثر حرية». وبحسب نتنياهو، فإن «الفلسطينيين ينظرون إلى حلب في سوريا وإلى اليمن وليبيا وأماكن أخرى. وهم يفهمون أن مقصدنا هو التعايش»، مشدداً على أن السبب الحقيقي لانعدام السلام هو رفض الفلسطينيين الاعتراف بالدولة اليهودية. وحينها سألته ستول هل أن أي دولة من الدول العربية التي أقامت معه علاقات اعترفت بالدولة اليهودية فرد: نعم، إنهم قالوا ذلك بأشكال مختلفة». ولكن ستول واصلت تحديها: «لكنهم أبدا لم يقبلوا ذلك». حينها قال نتنياهو: «هل قالوا ذلك صراحة؟ هذا لم يتم بعد».
وتحدث نتنياهو عن معرفته بترامب والفوارق التي يتوقع حدوثها بعد رحيل الرئيس باراك أوباما. وقال عن ترامب إن «دعمه لإسرائيل واضحٌ جداً. ولديه عواطف ساخنة تجاه الدولة اليهودية وتجاه الشعب اليهودي». ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الخلافات مع إدارة ترامب ستكون أقل مما كانت مع إدارة أوباما، قال «هذا صحيح. كانت لي خلافات مع الرئيس أوباما، خصوصا بشأن إيران». وركز على أن الخلافات مع أوباما لم تكن أبدا خلافات شخصية. وتباهى بأنه «كانت بيننا كيمياء شخصية رائعة. ولكن ماذا؟ هل تظنين أنني لم أكن ملزماً بالوقوف ضد الاتفاق مع إيران، كما فعلت، لأنه عرض وجود إسرائيل للخطر؟». وسئل إن كان نادما لأنه ألقى خطابه أمام الكونغرس ضد إيران فقال: «لا بالعكس. أعتقد أن هذه كانت مسؤوليتي، أن أقف وأتحدث عندما يُهدد مستقبلنا».
وكان نتنياهو قد أعلن أنه سيتباحث مع ترامب عندما يلتقيه في واشنطن في أمر تفكيك الاتفاق النووي مع إيران. ولكن ترامب عين وزيراً للدفاع هو جيمس ماتيس الذي نصح بعدم إلغاء الاتفاق مع إيران. واعترف نتنياهو بأن الإيرانيين لم يكونوا يهرعون نحو القنبلة النووية قبل الاتفاق مبرراً ذلك بخوفهم من رد الفعل. ومع ذلك شدد على أن انتخاب ترامب وفر احتمالات عدة لإبطال الاتفاق.
وسئل نتنياهو عما إذا كانت لديه أي أفكار بشأن كيفية إلغاء الاتفاق، فأجاب في البرنامج التلفزيوني: «نعم .. لدي خمسة أشياء في رأسي». وبعد إلحاح للتوضيح، قال «سأتحدث بشأنها مع الرئيس».
ومع ذلك أقر نتنياهو بأن الاتفاق النووي مع إيران حقق تقاربا بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. وقال: «كل ما بوسعي إخبارك به أن وضع إسرائيل في العالم العربي مختلف وأنها لم تعد تعتبر عدواً بل حليفاً». وطلبت ستول من نتنياهو الحديث عن علاقاته مع دول عربية مثل مصر والأردن. وعندما سألته عن العلاقات مع السعودية كان رده: «لا جواب». ولكن ستول أصرت على سؤالها وقالت: «هل إسرائيل والسعودية طورتا تحالفاً مناهضاً لإيران في الشرق الأوسط؟» رد نتنياهو: «لسنا بحاجة لتطوير أمر كهذا. إنه قائم في كل حال».
ووصف نتنياهو العلاقات مع روسيا بـ «الودية»، مضيفاً أنه «لحظة قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشر قوات في سوريا، سافرت للقائه وقلت له: انظر هذا ما أفعله. أنا لا أتدخل في سوريا. ولكن في الوقت ذاته، إذا حاولت سوريا التدخل في شؤوننا، إذا حاولت إيران استخدام سوريا لمهاجمتنا، فإننا سنوقف ذلك».
وتناولت ستول علاقات إسرائيل مع أوروبا وقالت إنه خلافاً لكلام نتنياهو عن أن إسرائيل أقل عزلة مما كانت عليه في الماضي هي فعلا معزولة في أوروبا، الشريك الطبيعي لإسرائيل. وقاطعته عندما حاول الرد قائلة: «إنهم يعتبرونك استعماريا ومحتلا». فرد نتنياهو: «إنها تسمينا بأسماء كثيرة ولكنها سوف ترضى».
وطبيعي أن كلام نتنياهو عن حل الدولتين غير مرض لليمين الذي يؤمن بأن وصول ترامب إلى البيت الأبيض يعني نهاية «وهم حلّ الدولتين» بحسب زعيم «البيت اليهودي»، نفتالي بينت. وتصدى عضو الكنيست من البيت اليهودي بتسلئيل سموتريتش لكلام نتنياهو عن حل الدولتين معتبراً إياه لا يمثل اليمين الإسرائيلي. وكتب سموتريتش أن «رئيس الحكومة لا ينبغي أن يشعر بالإهانة عندما أقول إنه ليس اليمين. فمن يتوق لإنشاء دولة عربية في أرض إسرائيل ليس يميناً. وكفى».