الأمم المتحدة تشكك في نجاعة المناطق الآمنة في سورية

الأمم المتحدة تشكك في نجاعة المناطق الآمنة في سورية

أخبار عربية ودولية

السبت، ٤ فبراير ٢٠١٧

 أعلن رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي الجمعة 3 فبراير/ شباط أن فكرة المناطق الآمنة لن تنجح داخل سوريا في حماية النازحين .

وأشار رئيس مفوضية اللاجئين عبر مؤتمر صحفي في بيروت إلى أنه لا يرى الظروف مناسبة في سوريا لإقامة مناطق آمنة "في ظل التشظي وعدد الأطراف المتقاتلة ووجود جماعات إرهابية فهو ليس المكان الصحيح للتفكير في مثل هذا الحل".

ونفى غراندي الذي أنهى زيارة إلى سوريا أن تكون وكالته تواصتل معها أطراف بشأن خطط المناطق الآمنة، وليس لديها أي تفاصيل عما قد يشكل منطقة آمنة وكيفية تنفيذها قائلة: "دعونا لا نضيع الوقت في التخطيط لمناطق آمنة.. لن تقام لأنها لن تكون آمنة بما يكفي للناس للعودة.. دعونا نركز على التوصل للسلام حتى يصبح كل شيء آمنا".

وكان الرئيس اللبناني، ميشيل عون قال خلال اجتماع مع جراندي إن القوى العالمية يجب أن تعمل مع حكومة دمشق لإنشاء مناطق آمنة في سوريا حتى يتسنى للاجئين العودة إلى بلادهم.

يذكر أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب قال الأسبوع الماضي إنه "سيقيم بالتأكيد مناطق آمنة في سوريا" للفارين من العنف وإن أوروبا أخطأت حين أدخلت ملايين اللاجئين إليها.

ووفقا لوثيقة اطلعت عليها رويترز فمن المتوقع أن يأمر ترامب البنتاغون ووزارة الخارجية بوضع خطة لإقامة مناطق آمنة وهي خطوة قد تزيد من التورط العسكري الأمريكي في سوريا.

ولم يدل ترامب بتفاصيل عن المناطق المقترحة فيما عدا القول إنه سيجعل دول الخليج تدفع تكلفتها. ذاكرا أن حراسة المناطق الآمنة مهمة وصعبة في منطقة حرب تنتشر فيها الجماعات المسلحة.

وكانت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية أشارت أوائل الشهر الجاري إلى أن زعماء دول الخليج وافقوا على خطط ترامب لإنشاء مناطق آمنة في سوريا، فيما يعتقد الخبراء أنها تحمل مخاطر تقسيمها إلى مناطق نفوذ بحسب الصحيفة.

وتقول "نيزافيسيمايا غازيتا" إن الرئيس الأمريكي طرح موضوع إنشاء هذه المناطق أثناء مكالمته مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز السعود وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. ووفقا للمكتب الصحفي للبيت الأبيض، فإن الزعيمين الخليجيين أيدا هذه الإجراءات.

وأعلن الجانب الروسي في وقت سابق أنه يدرس خطة الرئيس الأمريكي. وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف إنه "سوف يستوضح من الجانب الأمريكي جوانب هذا الموضوع"، وأشار إلى أن هذا الموضوع المطروح يختلف عن الأفكار، التي كانت تطرح في المراحل السابقة للأزمة السورية، والتي كانت تفترض إنشاء ساحة ما على الأراضي السورية تكون مقرا لحكومة بديلة وتُستخدم نقطة انطلاق لإسقاط النظام السوري.

وفي تعليقه على مبادرة ترامب بشأن "المناطق الآمنة" في سوريا، قال سيرغي لافروف: "الهدف الأمريكي من إنشاء مناطق آمنة في سوريا، كما أفهمه أنا، هو تسهيل حياة اللاجئين السوريين، والحد من سفرهم إلى الدول المحيطة وأوروبا. وإذا كان الحديث يعني هنا تحديدا مسألة إيجاد حل لأزمة المهاجرين، فإن هذا يمكن حله عبر التنسيق مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وغيرها من المنظمات المختلفة التابعة لهيئة الأمم المتحدة"... "بالطبع، إن مبدأ إنشاء مناطق آمنة، وكذلك تفاصيله بحاجة إلى موافقة حكومة الجمهورية العربية السورية".

وكان الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي في عام 2013 قد قيم تكاليف إنشاء المناطق الآمنة بحوالي مليار دولار شهريا، هذا إضافة إلى أن بعض موارد الجيش الأمريكي يجب أن "تتحول" بدلا من الحرب ضد تنظيم "داعش" إلى الدفاع عن هذه المناطق الآمنة.

وقد يسلط الضوء على مخططات ترامب ما جاء في مقابلته مع صحيفة "بيلد" الألمانية، حيث أفصح عما يدور في خلده بالقول إن على "بلدان الخليج أن تسدد ثمن ذلك، لأنها في نهاية المطاف تمتلك مالا وفيرا لا وجود لمثله عند أحد آخر". وفي لقاء مع قناة "إي بي سي نيوز"، أوضح ترامب أنه لا يرغب بأن تتكرر في الولايات المتحدة أزمة الهجرة، التي حدثت في أوروبا قبل عام. وعلى ما يبدو، فإن مسألة إنشاء مناطق آمنة، تنسجم مع فهمه لكيفية مكافحة تدفق المهاجرين.

وتقول الحكومة السورية إن أي محاولة لإقامة ما يسمي بمناطق آمنة للاجئين والنازحين دون تنسيق مع دمشق هو "عمل غير آمن" ويشكل انتهاكا للسيادة السورية.