شويغو يكشف الهدف الجيوسياسي للعملية الروسية بسورية

شويغو يكشف الهدف الجيوسياسي للعملية الروسية بسورية

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢١ فبراير ٢٠١٧

  أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن قرار روسيا استخدام سلاح الجو ضد الإرهابيين في سوريا سمح بتحقيق هدف جيوسياسي تمثل في إيقاف سلسلة ثورات ملونة في الشرق الأوسط وافريقيا.

وفي محاضرة ألقاها ، الثلاثاء 21 فبراير/شباط في معهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية، قال شويغو: "المهم أن نشدد على أننا لا نقضي على الإرهابيين في الأراضي السورية فحسب، بل ونمنع هؤلاء المتطرفين من التسلل إلى بلادنا".

وذكر الوزير الروسي أن الغرب يعتبر "الثورات الملونة" وسيلة لنشر الديمقراطية، والتي تتمثل في إسقاط "أنظمة غير ديمقراطية" دون استخدام العنف. لكن تحليل الأحداث في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يظهر، حسب شويغو، أن القوة العسكرية جزء لا يتجزأ من "الثورات الملونة".

واستطرد قائلا :"إن عامل القوة العسكرية حاضر خلال كافة مراحل تصعيد "الثورات" والنزاعات الداخلية التي تؤدي إليها تلك "الثورات".

وأوضح أن تحالف الدول الساعية لإسقاط نظام لا يروق لها في دولة معينة، يبدأ بالضغط على هذا النظام بصورة علنية باستخدام قدراته العسكرية، بغية منع الحكومة من استخدام الأجهزة المعينة لاستعادة القانون والنظام في أراضي البلاد. وبعد إطلاق المعارضة عمليات عسكرية ضد الحكومة، يبدأ التحالف المذكور بتقديم الدعم العسكري والاقتصادي للمتمردين.

ولفت إلى أن "الثورات الملونة" تؤدي إلى عواقب عسكرية وسياسية واقتصادية سلبية في مختلف مناطق العالم.

وتابع: "سلسلة الثورات الملونة تسببت بتغيرات كبيرة في السياسة الدولية وتوازن القوى في العالم والأقاليم. يوغوسلافيا وجورجيا والعراق وليبيا وأوكرانيا وسوريا - إنها قائمة غير كاملة للدول التي اُختبر فيها سيناريو الثورات الملونة".

وحذر شويغو من خطر توسع النطاق الجغرافي للثورات الملونة، وربط استخدامها كوسيلة جيوسياسية بفعاليتها فيما يخص تحقيق أهداف سياسية. وأوضح أن إثارة مثل هذه الأحداث يتيح سحق دول إقليمية لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية معينة، بأقل الخسائر وباستخدام محدود للقوات العسكرية للدول التي تقف وراء تلك الأحداث.

وذكر بأن التشكيلات المسلحة غير الشرعية في الشرق الأوسط، ولاسيما في سوريا تتزود بالأسلحة والذخيرة من الخارج دون انقطاع. وتابع أنه حسب تقييمات وزارة الدفاع الروسية، استولت تلك التشكيلات خلال النزاعات المسلحة في سوريا والعراق واليمن وليبيا، على قرابة 2450 صاروخا محمولا مضادا جويا، و1750 صاروخا مضادا للدبابات، و650 راجمة صواريخ، وأكثر من 24 ألف لغم من مختلف الأنواع، وما يربو عن 600 طن من المتفجرات.

كما اعتبر شويغو أن حالة الدول التي شهدت "ثورات ملونة" لا تختلف كثيرا عن الدول التي تعرضت لعدوان عسكري "بالمعنى التقليدي للكلمة". واستطرد: "إذا نظرنا إلى حالة الدول التي انتصرت فيها الثورات الملونة، فمن المستحيل أن تقول إنها، بعد تغيير النظام السياسي، أصبحت تسير في طريق الازدهار والاستقرار بالإضافة إلى تعزز الأمن الإقليمي".

وشدد الوزير الروسي على أن الطريق الوحيد للتصدي لانتشار هذا الشر، هو التعاون الوثيق للمجتمع الدولي. وأضاف: "كما تعرفون،جرت في أستانا الكازاخستانية في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، مفاوضات حول سوريا بمبادرة رئيسنا. ونعتبر أن صيغة أستانا بالذات قد تصبح آلية فعالة لتسوية الأزمة السياسية الداخلية".