هل بدأت المواجهة التركية السورية أم أن الحدث عابر؟

هل بدأت المواجهة التركية السورية أم أن الحدث عابر؟

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٦ فبراير ٢٠١٨

مع التصعيد الذي تشهده الجبهات السورية اليوم، بدأ الحديث يدور حول تحديد موعد مباحثات أستانا-9، حيث أعلن وزير خارجية كازاخستان خيرت عبد الرحمانوف، أن أطراف عملية أستانا للتسوية السورية، يحضرون لعقد الجولة التاسعة من المحادثات مرجحاً انعقادها خلال شهر شباط الجاري.
 
بالمقابل بدأ التصعيد يأخذ شكلاً مختلفاً حيث شهدت الجبهات للمرة الثانية استهدافاً حكومياً للقوات التركية بالقرب من إدلب، حيث نقلت مصادر متطابقة لـ سناك سوري يوم أمس استهداف القوات الحكومية لنقطة تمركز الجيش التركي في تلة العيس، بينما كان الأتراك يستعدون لبناء نقاط استطلاع في المنطقة المذكورة، وصباح اليوم تناولت عدة صحف مقربة من الحكومة السورية هذه الأنباء نقلاً عن مصادر محلية ومنها جريدة الوطن.
 
وبحسب صحيفة الأخبار اللبنانية فإن إنشاء نقطة المراقبة التركية في بلدة العيس هو الأهم بهذه المرحلة بالنسبة لأنقرة، وتهدف من العملية إلى تجميد أي اشتباكات مرتقبة على هذا المحور، خصوصاً وأن امتداد هذا المحور جنوباً يشهد اشتباكات كثيفة بين القوات الحكومية وهيئة تحرير الشام، وربما هنا يكمن السر في عدم سكوت دمشق على إنشاء الأتراك هذه النقطة وهي التي سكتت سابقاً عن كل الانتهاكات التركية بحق الأراضي السورية مكتفية بإطلاق التصريحات النارية على عكس اليوم.
 
مايعزز وجهة النظر تلك هو قيام القوات الحكومية سابقاً باستهداف رتل عسكري تركي في ريف إدلب خلال الأسبوع الماضي، بينما لم تتعرض القوات الحكومية للقوات التركية التي تواصل عدوانها على عفرين السورية منذ أكثر من 15 يوماً، وسط شائعات جديدة تفيد بتدخل القوات الحكومية مؤخراً وإرسالها تعزيزيات للكرد إلا أن الأمر مايزال يدور في فلك الشائعات دون أي تأكيدات رسمية.
 
القصف السوري على موقع الجيش التركي أسفر عن مقتل جندي تركي وإصابة 5 آخريين بحسب وكالة أنباء الأناضول، بينما قالت المصادر المحلية إن القوات التركية ردت باستهداف بلدة الحاضر وتلة عران بصواريخ موجهة خرجت من داخل الأراضي التركية.
 
انعقاد أستانا-9 في ظل هذه الظروف
 
في ظل هذه الأجواء المتوترة أعلن وزير خارجية كازاخستان “خيرت عبد الرحمانوف”، أن بلاده تحضر لعقد جولة تاسعة من محادثات أستانا، وأضاف في تصريح صحفي له: «الموعد قد يكون في الثلث الأخير من فبراير الحالي، لكن هذه المعلومات تتطلب تأكيداً نهائيا من الدول الضامنة».
 
ويرى مراقبون أن حادثة إسقاط الطائرة الروسية في إدلب ومسارعة هيئة تحرير الشام لتبني العملية، والصمت الروسي الحالي تجاه الأمر قد يوحي بموجة تصعيد جديدة ستشهدها إدلب التي كان سكانها قد تنفسوا الصعداء حينما أعنت كمنطقة خفض تصعيد منتصف العام الفائت، تلك الموجة من الواضح أنها بدأت اليوم فالمعلومات تقول عن استهدافات روسية غير مسبوقة للمدينة التي يكلل السواد مصير أهلها المدنيين الذين سيدفعون وحدهم الثمن في كل مايجري.