“إدفع لتبقى” – جنود ترامب مقابل أموال الخليج؟

“إدفع لتبقى” – جنود ترامب مقابل أموال الخليج؟

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٧ أبريل ٢٠١٨

لا يفوت الرئيس الأميركي ترامب مناسبة إلا ويذكر فيها قادة دول الخليج بأنهم باقون بفضل أميركا، مطالبا إياهم بدفع الأموال. فهل هذه السياسة توجه أمريكي جديد جاء به ترامب؟ وما الذي كسبه الخليجيون من الأموال التي دفعوها؟
 
* المال مقابل الأمان – أحلام ترامب أصبحت حقيقة بعد ثلاثين عاما
 
“دفعنا 7 تريليونات دولار خلال 18 عاما في الشرق الأوسط وعلى الدول الثرية دفع مقابل ذلك”.
“هناك دول لن تبقى لأسبوع واحد دون حمايتنا. عليهم دفع ثمن لذلك”، في إشارة إلى دول الخليج الغنية.
كلمات قالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء 24 نيسان، خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الفرنسي.
 
هناك من المراقبين من يلخص هذه السياسة التي ينتهجها ترامب بمبدأ “ادفع لتبقى” في تعامله مع دول الخليج. فمنذ حملته الانتخابية وهو يقوم بذلك. ففي 2016 أعلنها ترامب: السعودية “لولانا لما وجدت وما كان لها أن تبقى”. فخطط الرئيس الأميركي بهذا الخصوص تبدوأنها قديمة ومازالت قائمة، وها هو يحولها إلى سياسة واقعية.
فهل السياسة الأميركية في عهد ترامب باتت قائمة على بيع السياسة الخارجية مقابل المال؟ أم أن سياسة واشنطن كانت هكذا دائما على الدوام، والجديد فيها هو أن ترامب جعل الأمر علنيا فقط؟
 
 
 
دول الخليج تتسابق وتحصد الأوهام
لا يألو الرئيس الأميركي جهدا ولا يفوّت فرصة سانحة دون الحديث عن الدفع مقابل الخدمات. وقال صراحة إن “السعودية مهتمة جدا بقرارنا” حول سحب القوات الأميركية من سوريا. وأضاف: “حسنا، إذا كانت الرياض ترغب ببقائنا في سوريا، فيجب عليها دفع تكاليف ذلك”.
المواجهة السعودية مع إيران هي ربما أبرز الدوافع السعودية المعلنة التي تقتضي عقد صفقات قياسية مع الولايات المتحدة. ولكن ما الذي جنته السعودية مقابل ذلك؟
 
* الكاتب السعودي جمال خاشقجي يرى بأن السعودية لم تحصل على ما تريد من أميركا مقابل التزامها بمبلغ 460 مليار دولار.
 
“السعودية تريد إخراج إيران من سوريا. وتريد موقف أميركي من قطر، وكذلك تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية”. ولكن السعودية “لم تحصل على أي شيء من ذلك”. وبالتالي فهذه الأموال والتعهدات -وإن كانت تقدم مقابل خدمات كالاستثمارات أو شراء الأسلحة- إلا أنها لم تحقق شيئا.
الأمر يتطلب موقفا عربيا موحدا -أو خليجيا على الأقل- من أجل الحوار مع ترامب، كما يقول خاشقجي. ولكن المنافسة والتسابق السعودي الإماراتي القطري يمنع ذلك.
 
 
 
جدلية الحماية
الرئيس الأميركي ترامب دائم التصريح بأن الولايات المتحدة هي من تحمي السعودية، وأن عليها دفع المقابل لذلك. ولكن حديث الرئيس الأميركي عن إنفاق 7 تريليونات دولار في الشرق الأوسط “فيه مغالطة” ويجب إيضاحه، لأن هذه المليارات دُفعت بمعظمها في العراق، و”أميركا لم تأتِ مدعوة إلى العراق. ولم نكن سعداء لمجيئها إلى العراق. هذا الأمر يجب أن يقوله مسؤول عربي لأميركا”، كما يوضح جمال خاشقجي.
وعند الحديث عن الحماية فإن “أميركا لم تحمِ المنطقة” برأي خاشقجي. وأي مؤرخ حقيقي عندما يكتب حول كيف تدمر الشرق الأوسط، فلا بد أن يعرج على الدور الأميركي في المنطقة. ويرى خاشقجي بأن أميركا هي من يجب أن تدفع تعويضات لشعوب الشرق الأوسط.
 
نهج غير مسبوق وانتقادات أميركية له
هناك من يصف سياسة ترامب الخارجية بأنها تسير وفق عقلية التاجر، بل وحتى تقديم خدمات عسكرية مقابل المال، كما جاء في مقال إيشان ثارور، المعلق في صحيفة “واشنطن بوست”. ويقول ثارور إن الطريقة التجارية التي تسيطر على ذهنه غالبا ما تقوده للحكم على الأمور. فقد كرر هذا الأسبوع ضرورة مساهمة الدول العربية مثل السعودية وتعويض الولايات المتحدة عن بقاء قواتها في سوريا، وكأن القوات الأميركية “مرتزقة” للاستئجار.
ويرى جمال خاشقجي بأنه لم يسبق أن تصرف أي رئيس أميركي بهذه الطريقة سابقا، مؤكدا أن السياسة لا يجب أن تكون عن طريق المال.
 
 
 
خطط ترامب قديمة
وعموما فإن خطط ترامب هذه لسحب المليارات من الخزائن الخليجية ليست وليدة الأشهر والسنوات الماضية، وإنما تعود إلى 30 ثلاثين عاما خلت.
ففي حوار أجرته معه المذيعة الأميركية الشهيرة أوبرا وينفري، سنة 1988، يقول ترامب: “سأجعل حلفاءنا يدفعون ما عليهم من حصص، إنهم يعيشون كالملوك. أفقر شخص في الكويت يعيش كالملوك ومع ذلك لا يدفعون. نحن نوفر لهم إمكانية بيع نفطهم لماذا لا يدفعون لنا 25 في المائة مما يجنونه؟”. وخلال حملته الانتخابية في عام 2016، قال ترامب: “دول الخليج لا تملك سوى المال سأجعلهم يدفعون، نحن مدينون بـ19 تريليون دولار لن ندفعها نحن، هم سيدفعون”.