تحسين الوضع في غزة: مهلة للمصريين حتى نهاية الشهر

تحسين الوضع في غزة: مهلة للمصريين حتى نهاية الشهر

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٣ أكتوبر ٢٠١٨



تحاول «حماس» والفصائل الفلسطينية عكس الضغط الموجّه عليها بسبل دبلوماسية، عبر تحديد موعد نهائي للوسيط المصري من أجل تنفيذ التحسينات الموعود بها، في وقت تواصل فيه الأطراف كلها سياسة خنق الغزيين

غزة | لا تزال الجماهير الفلسطينية، بدفع من الفصائل والتنظيمات، تواصل ضغطها الميداني على الاحتلال الإسرائيلي عبر فعاليات «مسيرات العودة»، وآخرها المسير البحري بجانب إطلاق البالونات الحارقة، وذلك في وقت أبلغت فيه حركة «حماس» وفداً مصرياً من «المخابرات العامة» زار أمس قطاع غزة مجدداً، بموعد «نهائي» لحسم المماطلة في تقديم التحسينات المتفق عليها مع القاهرة والأمم المتحدة، علماً بأن هذا الوفد كان قد غادر قبل أسبوع إثر سخونة الوضع الأمني، وتقرر آنذاك أيضاً تأجيل زيارة وزير المخابرات عباس كامل.

يقول مصدر مطلع لـ«الأخبار» إن المصريين طلبوا من «حماس» المحافظة على الهدوء وتجنب استفزاز الاحتلال الذي بات في «أعلى استعداداته للمواجهة العسكرية»، لكن الحركة ردت بأنها «أولاً لا تخشى المواجهة»، وثانياً أن هناك إجماعاً وطنياً على رفض المماطلة في تقديم التحسينات حتى موعد هو نهاية الشهر الجاري. وعلى مدار خمس ساعات، ناقش الوفد الذي يرأسه هذه المرة رئيس الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية، اللواء أحمد عبد الخالق، ومعه العميد همام أبو زيد، عدداً من القضايا مع «حماس»، في مقر رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، كان منها ــــ كما تنقل المصادر ــــ قضية الصاروخين اللذين أطلقا من غزة تجاه مدينة بئر السبع و«ريشون ليتسيون» الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى مفاوضات التهدئة التي تعثرت قبل أسابيع.
النقاش عاد إلى قضية التحسينات الدولية ومشاريع الأمم المتحدة قريباً، لكن التركيز كان على موضوع إدخال الأموال إلى غزة (المنحة القطرية للرواتب)، وإعادة إدخال الوقود إلى محطة التوليد مع زيادته إلى نصف مليون ليتر يومياً لكي تعمل المحطة بكامل طاقتها، بالإضافة إلى تنفيذ التعهدات المصرية بتقديم تحسينات اقتصادية. وكررت «حماس» الشكوى من بطء الحركة وصعوبة استيراد البضائع التجارية من مصر نتيجة بعض المضايقات والمبالغ الإضافية التي تفرضها «جهات سيادية». وبشأن الوضع الميداني، ركز المصريون على ضرورة تخفيف المسيرات ومنع الشبان من الوصول إلى السياج الحدودي، وذلك لتمكين كامل من الضغط على إسرائيل وتسهيل زيارته المفترض أن يتم التنسيق لها في نهاية هذا الأسبوع (الجمعة)، إذ من المقرر أن يجري 4 لقاءات في القطاع. وبينما أبدت «حماس» إيجابية في التعامل، أكدت أنها لا تريد «تهدئة مؤقتة»، بل إنهاءً كاملاً للحصار عن القطاع، ولذلك سوف تستمر المسيرات حتى تحقيق الهدف المطلوب، تكمل المصادر نفسها.

    تقرر مجدداً أن تكون زيارة عباس كامل لغزة يوم الجمعة المقبل


أما بشأن التحسينات في قضية السفر من معبر رفح والطريق في سيناء، فقال المصريون إنها «تجري على قدم وساق»، واعدين ببدء العمل بها نهاية الشهر الجاري. وخلال اللقاء، لم تأخذ قضية المصالحة حيزاً كبيراً من النقاش، وخاصة أن الحركة سبق أن اعترضت على وضع شرط إتمام المصالحة كمقدمة أساسية لتقديم التحسينات، وشددت للمصريين على أن السلطة هي التي تعطل المصالحة بهدف تفجير الوضع في وجه المصريين والإسرائيليين. وهنا جدد المصريون تأكيدهم أن السلطة لن تقطع الرواتب أو تقلصها خلال الشهر المقبل.
وسرت في الأيام الماضية أحاديث سياسية عن نية رئيس السلطة محمود عباس وقف جزء من العقوبات التي تتعلق بالرواتب، لكن ذلك ليس مرتبطاً بتقدم في المباحثات، وإنما كخطوة لتخفيف الضغط الذي يتوقع أن يقع عليه بالتزامن مع نيته حل «المجلس التشريعي» (البرلمان)، كما تفيد بذلك مصادر سياسية. يشار هنا إلى أن سليم الزعنون، وهو رئيس «المجلس الوطني» قال أمس إن مطالبة «المجلس الثوري لفتح»، الموجهة إلى «المركزي» بحل «التشريعي»، ستناقش كبند طارئ على جدول أعمال المجلس.
ميدانياً، تتواصل الفعاليات الشعبية، وأطلق عدد من الشبان أمس عشرات البالونات الحارقة تجاه مستوطنات «غلاف غزة»، ما أدى إلى ثلاثة حرائق وفق وسائل إعلام عبرية، فيما أصيب عدد من المواطنين بجراح مختلفة خلال قمع قوات الاحتلال المسير البحري الـ 13 شمال قطاع غزة. وبشأن التهديدات ضد غزة، قللت «حماس» من قدرها، قائلة إن الحكومة الإسرائيلية استنفدت كل الخيارات. وقال عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، عبر «تويتر»، إن «معظم تصريحات قادة الاحتلال هذه الأيام، لا يمكن أخذها على محمل الجد لأنها موجهة إلى الناخبين الصهاينة... وإن كان عدونا الغدر شيمته، فعدم الاطمئنان إليه واجب».
إلى ذلك، استشهد معمّر الأطرش (42 عاماً) بعدما أطلق عليه جنود الاحتلال النار بدعوى أنه نفذ عمليّة طعن أدت إلى إصابة جندي بجروح طفيفة، وذلك بالقرب من المدرسة الإبراهيمية في الخليل