هل تبثُ إسرائيل شائعاتها لمنعِ تقارب العرب مع سوريّة

هل تبثُ إسرائيل شائعاتها لمنعِ تقارب العرب مع سوريّة

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٣ يناير ٢٠١٩

 نشرتْ بعض المواقع العبريّة خبراً يزعمُ بأنَّ الرّئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لنشرِ قواتٍ عربية في شمال وشرق سورية، كقوة موازيّة للتّواجد الايرانيّ في سوريّة، وأضافتْ المواقع، أنَّ وفداً عسكريّاً ضمَّ ضباطاّ كبار من الإمارات ومصر، قام مؤخّراً بجولة اطّلاعيّة على مناطق انتشار القوات الأمريكيّة وعناصر ما تُسمى بـ "قوات سوريّة الدّيمقراطيّة"، وفحصوا إمكانية نشر قوات إماراتيّة ومصريّة في المنطقة.
كما أجرى البيت الأبيض اتصالات مع ولي عهد أبو ظبي، الشّيخ محمد بن زايد، والرّئيس المصريّ عبد الفتاح السّيسي، وعدَّ خلالها الرّئيس ترامب بأنْ تقدِّم الولايات المتّحدة مظلّة حماية جويّة للقوات العربيّة التي سيتمّ نشرها في المنطقة، لردعِ أيّ هجوم عليها من قبل روسيا أو سوريّة أو تركيا.
فيما اعتبر مراقبون أنَّ تلك الأخبار التي تعلنها وسائل إعلام صهيونيّة، ما هي إلا شائعات الهدف من ترويجها في الوقت الحالي نسف أيّ جهود يقوم بها بعض العرب من أجل التّقارب مع النّظام السّوري، وذكّر هؤلاء بمقولة عدد من المسؤولين العرب الذين رأوا في الانفتاح على دمشق خطوة صحيحة في مواجهة ما أسموه بالتّغول الإيرانيّ والتّركي على حدٍّ سواء.
في حين يعتقد آخرون بأنَّ التّطورات السّياسيّة الأخيرة والحراك العربي تجاه النّظام السّوري أخاف الكيان الإسرائيليّ، لأنَّ الأوساط العبريّة تروّج لفكرة أنَّ الحرب السّوريّة قرّبت كثيراً بين تل أبيب ودول عربيّة لجهة الاشتراك في العداءِ لإيران، وهذا لوحده كافٍ بالنسبة لإسرائيل من أجل ترويج شائعات كتلك، كما أنَّها لا تريد أيّ تقارب عربي ـ عربي لأنَّ ذلك سيعني التّهدئة الكاملة وإنهاء الحرب السّوريّة وهو أيضاً ما لا تريده تل أبيب.
يقول أحد المحلّلين أنَّ الشّائعة الإسرائيليّة تهدف لأمرين، الأول: هو التّشويش على الجهود العربيّة تجاه دمشق، والثّاني جعل تلك الشّائعة كبالون اختبار لمعرفة ردود الفعلِ أو تأثيرات تلك الشّائعة، ويضيف : إنَّ التّعاون الأمنيّ المصريّ ـ السّوريّ، وزيارة أحد مسؤولي الاستخبارات السّوريّة إلى مصر بدعوة من القاهرة وافتتاح السّفارة الإماراتيّة بدمشق وتجهيز سفارة الكويت، ينفيان أساساً منطقيّة الشّائعة الإسرائيليّة لو كانت نوايا تلك الدّول التّوجه بقواتها إلى شمال وشرق سورية لما أقدمت على ذلك الانفتاح على النّظام في هذه المرحلة.