أردوغان: سنقيم «الآمنة» سواء لمسنا تعاوناً من حلفائنا أم لا! … إدارة ترامب تتراجع مجدداً وستبقي مئات من قواتها المحتلة في سورية!

أردوغان: سنقيم «الآمنة» سواء لمسنا تعاوناً من حلفائنا أم لا! … إدارة ترامب تتراجع مجدداً وستبقي مئات من قواتها المحتلة في سورية!

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢٤ فبراير ٢٠١٩

في سياق التناقض الذي يسيطر على سياسة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه سورية، أعلنت أنها ستبقي بضع مئات من قواتها المحتلة في سورية، بعد قرارها سحب كامل هذه القوات، في حين هدد النظام التركي بإقامة ما يسمى «المنطقة الآمنة» سواء لمس تعاوناً من حلفائه أم لا.
ووفق وكالة «رويترز» للأنباء، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، الجمعة: إن واشنطن ستترك نحو 400 جندي في منطقتين سوريتين (التنف، وشمال شرق البلاد)، وذلك بعد إعلان ترامب أواخر العام الماضي قراراً بسحب سريع وكامل لقوات بلاده المحتلة من سورية.
لكن ترامب قال الجمعة: إن قراره بالإبقاء على عدد محدود من القوات الأميركية في سورية لا يعنى تغييراً بشأن إعلانه في كانون الأول سحب القوات الأميركية الموجودة هناك، وعددها 2000 جندي.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، الرائد شون روبرتسون، في مؤتمر صحفي، وفق وكالة «الأناضول» التركية: إن القوات الأميركية الموجودة في منطقة التنف شرق سورية، «ستواصل البقاء هناك»، وأوضح أن ما سماه «قوة المراقبة المتعددة الجنسيات ستضمن إرساء الاستقرار في المنطقة الآمنة مع القوات الأميركية، وتمنع عودة تنظيم داعش، وستتشكل بالدرجة الأولى من حلفاء الناتو».
من جانبها، نقلت قناة «سكاى نيوز» الإخبارية عن روبرتسون: أنه «وبينما سيبقى عدد قليل من القوات في شمال شرق سورية، سيستمر الانسحاب (الأميركي) بطريقة منسقة».
وفيما يمكن اعتباره رداً على تصريحات «البنتاغون»، أكد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، عزم بلاده على إقامة ما سماه «المنطقة الآمنة، سواء لمست تعاوناً من حلفائها أم لا».
وقال أردوغان، وفق «الأناضول»: «نتمنى إنشاء المنطقة الآمنة بالتعاون مع حلفائنا، لكن في حال لم يتم توفير مثل هذه التسهيلات لنا، فإننا مصممون على إقامتها بإمكاناتنا الخاصة مهما كانت الأحوال والظروف».
ولوح أردوغان مجدداً للدول الأوروبية بورقة المهجرين، وقال: إن الشعوب الأوروبية تعيش بأمن وسلام في بلدانها بفضل تضحيات تركيا وشعبها، و«لكننا لسنا بصدد تقديم هذه التضحيات إلى الأبد»، ودعا تلك الدول إلى دعمه لإقامة «المنطقة الآمنة» بذريعة أنها ستتيح عودة ملايين السوريين لمنازلهم.
من جانبه، قال وزير دفاع النظام التركي خلوصي أكار لمسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية، وفق «الأناضول»: إنه ينبغي ألا يكون هناك فراغ أثناء انسحاب القوات الأميركية من سورية.
وأضاف آكار: «قمنا بتذكير شركائنا بأنه ينبغي ألا يكون هناك أي فراغ في السلطة بأية حال أثناء الانسحاب» في إشارة إلى محادثاته في الولايات المتحدة مع القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان.
وأعلن أكار، موافقة الجانب الأميركي على الحيلولة دون تأخير تنفيذ ما يسمى «خريطة الطريق» المتعلقة بمدينة منبج، واستكمالها في أقرب وقت، بحسب «الأناضول» التي أشارت إلى أن ذلك جاء في تصريحات أدلى بها أكار حول مباحثاته مع شاناهان، في واشنطن، الجمعة.
وذكر وزير دفاع النظام التركي، أنه التقى مسؤولي «البنتاغون»، وأكد مرة أخرى التزام تركيا «بمكافحة جميع المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها حزب العمال الكردستاني، وحزب الاتحاد الديمقراطي، ووحدات حماية الشعب، وداعش، وغولن».
وأضاف: «رأينا أن الجانب الأميركي ينظر بإيجابية أيضاً حيال إجراءاتنا في هذه المسألة»، وقال: إن الأميركيين «وافقوا على عدم تأخير خريطة طريق منبج، واستكمالها في أقرب وقت، وقالوا إنهم سيدرسون هذا الأمر».
وذكر آكار أن الاجتماع بحث أيضاً موضوع «المنطقة الآمنة»، وأن الجانب التركي أكد لنظيره الأميركي على ضرورة سحب مسلحي «الوحدات» من المنطقة، ووضعها تحت إشراف تركيا.