نكد المرأة الشرقية.. وتهمة سببها الزوج !

نكد المرأة الشرقية.. وتهمة سببها الزوج !

آدم وحواء

الاثنين، ٢٦ ديسمبر ٢٠١٦

يتّهم كثيرون المرأة العربية والشرقية بأنها “نكدية”، خاصّة إذا تمّت مقارنتها بالمرأة الغربية، التي يراها الجميع بشوشة ومنطلقة وسعيدة، وبالطبع “غير نكدية”.
لذا التصقت صفة “النكد” بالمرأة العربية التصاقًا كبيرًا، دون أن يهتم أحد بالحقيقة، أو يطرح على نفسه السؤال المزعج، وهو: هل صحيح أن المرأة الشرقية “نكدية” بطبعها، وما الأسباب؟.
التقرير التالي يحاول أن يجيب عن هذه الأسئلة.
رفضت أستاذة الصحة النفسية وتعديل السلوك الدكتورة شيماء اسماعيل وصف المرأة العربية بـ”النكدية”، مؤكدة أن بعض الرجال “نكديون” أكثر من النساء.
وأضافت في تصريحات خاصة لـ”فوشيا” أن المرأة العربية بطبيعتها ليست نكدية، ولكن هناك عددًا من الأسباب التي تؤثّر سلبًا في شخصيتها، فتحوّلها إلى امرأة حزينة وكارهة للحياة.
ومن أهم هذه الأسباب، كما تقول د.شيماء هو الزوج، التي ترى أنه أكثر إنسان يمكن أن يجعل زوجته سعيدة وبشوشة ومحبة للحياة، وتتمتّع بصحة نفسية وجسدية جيدة، لكن للأسف هناك كثيرون من الأزواج يحوّلون زوجاتهم إلى شخصيات مريضة ويائسة بسبب تعاملهم السيء معهن، فإذا كان الزوج يعاني مثلاً من البخل، فإن هذا سيؤثّر على زوجته التي ستشعر بكل تأكيد بالحرمان، الذي يسبب الإحباط والنكد، وكذلك الأمر بالنسبة للزوج الشكّاك، الذي يشكّ في سلوك زوجته، فيحدّ من حريتها، ويمنع أي تواصل بينها وبين الآخرين، بسبب شكّه المرضي، ما يؤثّر بالطبع على الزوجة التي تصبح أكثر حزنًا، ومن ثم أكثرنكدًا.
والأمر نفسه ينطبق على الزوج الغيور، الذي يمنع زوجته من ممارسة حياتها الطبيعية، ويقوم دائمًا بمراقبتها ومحاسبتها على أي فعل، حتى لو كان صغيرًا، ما يضفي مزيدًا من الحزن والكآبة على زوجته، التي تتحوّل دون إرادتها إلى شخصية نكدية.
وأضافت أستاذة الصحة النفسية أن بعض الأزواج نكديون بطبيعتهم، وهم قليلو الكلام، كثيرو الشجار، قليلو الضحك، غير منفتحين على الآخرين، ويرسمون حدودًا لكل شيء، وكل هذه الصفات للأسف تنعكس تمامًا على المرأة، وتترك لديها أثرًا نفسيًا سلبيًا، وتصبح مع مرور الوقت نكدية مثله.
أما السبب الثاني، كما تقول الخبيرة النفسية، فهو الرومانسية، حيث “إن شخصية المرأة مثل الطفل لأنها تفكّر بعقلها العاطفي، عكس الرجل الذي يفكر بعقله المنطقي التحليلي، وهنا تختلف المشاعر، وعندما تصطدم المرأة برومانسيتها مع مجتمع لا يؤمن بالحب، تتحوّل الأمور عندها إلى مشاعر سلبية، وذلك لأن المرأة حسّاسة بطبيعتها، ويمكن إسعادها من خلال كلمة بسيطة ليس أكثر، كما أن الهدايا شيء مهم في حياتها، بغضّ النظر عن قيمتها المادية، لأنها تشعرها بقيمتها وبتقدير من حولها لها”.
أما السبب الأكثر أهمية، كما تقول الطبيبة، فهو الحرية الغائبة عن المرأة الشرقية عكس الغربية، التي تتمتّع بنسبة كبيرة من الحرية، التي يرفضها مجتمعنا الشرقي، بعاداته وتقاليده، وهو ما يؤدي إلى كبتها وحزنها ومن ثمّ نكدها، وهنا يأتي دورالأسرة في تنشئة البنت قبل أن تنتقل لحياتها الزوجية، لأن تقييد الفتاة، ومنع خروجها واتصالها بصديقاتها، كما تفعل بعض الأسر مثلاً، يجعل منها شخصية منعزلة عن المجتمع، فتشعر بالملل والإحباط والعصبية، وتصبح نكدية وغير سوية.

واختتمت أستاذة تعديل السلوك بأن دور المرأة في المجتمع يلعب أيضًا دورًا كبيرًا في ذلك، لأنها دائمًا ما تشعر أنها رقم 2، بعد الرجل، في بيت أسرتها، وكذلك بعد زواجها، وحتى في المجتمع لا تشعر أنها يمكن أن تصبح موازية للرجل أبدًا، خلافاً للمرأة الغربية، التي لا تشعر بأنها أقل من أحد، وهو ما يؤثّرعلى حالتها النفسية بكل تأكيد.