فارق السن بين الزوجين: جدلية أزلية تبددها مشاعر خفية..!

فارق السن بين الزوجين: جدلية أزلية تبددها مشاعر خفية..!

آدم وحواء

الاثنين، ٢٦ ديسمبر ٢٠١٦

ليس من الغريب أن يصادفك مشهد فتاة شابة فائقة الجمال في العشرينيات أو الثلاثينيات من عمرها برفقة زوج ستيني في عمر أبيها، لكن الغرابة أنك لاتستطيع منع نفسك من التساؤل حول سرّ توافق هذين الزوجين مع أنهما ينتميان إلى جيلين مختلفين كليًّا!، هل حقًا جمعهما الحب والمشاعر الصادقة؟، أم الأفكار والاهتمامات المشتركة أم هي علاقة مصلحة ليس إلا؟

يضج عقلك بالأسئلة ولا تجد بدًا من التسليم بأنه ربما القدر الذي جمع بينهما لسبب لا يعلمه إلا صاحبا العلاقة.
والأمثلة كثيرة ومتعددة عن هذا النوع من الزيجات، فقبل أشهر قليلة سمعنا بزواج الملياردير المصري أسامة فتحي رباح الشريف، البالغ من العمر 62 عامًا، من عارضة الأزياء السابقة زينيا ديلي المولدوفية ذات الـ 26 عامًا!.

في طبيعة الحال فإنّ فارق السن بـ36 عامًا كافٍ بأن ينفّر أي فتاة عاقلة من الارتباط بالرجل، لكن إذا تمعنتم في الأمر قليلاً ستجدون أن العريس من النوع الوسيم والمقتدر ماديًا ويشغل منصب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة الشركة القابضة “أدميرال”، لذا من المستبعد أن يكون محل رفض بالنسبة للعروس. وبالرغم من ذلك من الخطأ الجزم بأنه زواج مصلحة بالنهاية لأن لا أحد يعلم خفايا هذه العلاقة إلا الزوجين!
أضف إلى ذلك العديد من الزيجات المشابهة في العالم الغربي مثل تجربة الممثلة كاثرين زيتا جونز 47 عامًا مع زوجها مايكل دوغلاس البالغ من العمر 72 عامًا، أو حتى الفنانة الكندية سيلين ديون التي كانت تصغر زوجها الراحل رينيه أنجليل بـ 26 عامًا ولم تعرف الحب إلا معه.
لكن دراسةً أخيرة من جامعة إيموري في أتلانتا كشفت السن المثالية التي ينبغي أن تكون بين الزوجين من أجل علاقة ناجحة ودائمة. الدراسة التي أجريت على 2000 شخص بينت بأنه كلما زاد فارق السن بين الزوجين  قلت نسبة التفاهم بينهما، وخاصة إذا كان الموضوع يتعلق بفارق جيلين أو ثلاثة، فالأزواج بفارق 5 سنوات كانوا عرضة للطلاق بنسبة 18% وارتفعت هذه النسبة لـ 39% بالنسبة للأزواج بفارق 10 سنوات فيما بلغت النسبة بين زوجين بفارق 20 عامًا 95%. وأخلصت الدراسة بأن السن المثالية لإنجاح أي علاقة زوجية هي 4 سنوات.

بالتأكيد لا يمكننا الاعتماد على نتائج هذه الدراسات بشكل كلي لأننا نتعامل هنا مع حالات إنسانية وغالبًا ما تكون هناك حالات استثنائية لزيجات ناجحة. وبالرغم من أن أحد عوامل إنجاح العلاقات الزوجية هو عنصر التكافؤ في العمر، وفي المستويين الاجتماعي والثقافي حتى يتحقق دوام الألفة والانسجام والود بين الزوجين، ويترسخ الاستقرار الأسري على المدى البعيد، إلا أن هناك عوامل أخرى نفسية خفية هي التي تحقق الانجذاب بين الرجل والمرأة مهما كبر فارق العمر بينهما مثل الراحة النفسية والتكامل العاطفي بغض النظر عن أنه زواج مصلحة أم لا.