أغنيات الأفلام.. فوائد لا يعرفها سوى صُنّاع السينما

أغنيات الأفلام.. فوائد لا يعرفها سوى صُنّاع السينما

سينما

الأحد، ١٨ سبتمبر ٢٠١٦



على مدار تاريخ صناعة السينما المصرية، أدرك المنتجون أهمية أن تحتوي أعمالهم على أغنية أو أكثر، بالأخص إذا كان أبطال هذا الأفلام مطربين في الأصل، وأصحاب قاعدة جماهيرية كبيرة على مستوى الغناء، وعليه، كانت تقريباً الأغنية التي ستقدم في الفيلم هي أيقونة نجاحه، وأحياناً كثيرة تخطى نجاحها نجاح الفيلم نفسه، لدرجة أنه بمرور السنوات، أصبح الكثير من الجماهير يتذكرون أغنية الفيلم، ولا يتذكرون الفيلم نفسه.

مع مرور الوقت، وتبدل الثقافات وتغير المنتجين أنفسهم، وبالأدق، خلال مطلع الألفية الثالثة وحتى الآن، لم تندثر أهمية الأغنية، كأحد الأركان الأساسية في صناعة فيلم جيد يلقى إعجاب الجمهور والنقاد، للدرجة التي أوصلت بعض المنتجين إلى تقديم أفلام ليست سوى مجموعة من الأغاني الشعبية، تتخللها بضع المشاهد السينمائية.

طريقة سرد

ولعل اهتمام المنتجين بتقديم أغنيات في أفلام، يعود إلى فوائد كثيرة، في مقدمها أنها طريقة جيدة لسرد أشواط كثيرة من أحداث الفيلم، استخدمها العديد من المخرجين في أفلامهم، وأثبتت فعالياتها ونجاحها، كما شاهدنا في مجموعة من أفلام الممثل أحمد السقا كـ «مافيا، شورت وفانلة وكاب، حرب أطاليا».

وكذلك في فيلم «الشبح» للممثل أحمد عز، ومن قبلهما عدد من أفلام الممثل الكوميدي محمد هنيدي (همام في امستردام، صعيدي في الجامعة الأميركية)، وكذلك لجأ إليها الفنان الكوميدي الآخر أحمد حلمي، في فيلمه «آسف على الإزعاج».

دعاية مضمونة النجاح

أما الفائدة الأكثر أهمية، من وجهة نظر المنتجين، وبسببها يصرون دائماً على إقحام عدد من الأغنيات في أفلامهم، فهي أن أغنية الفيلم خير وسيلة للدعاية له، ففضلاً على مجانيتها، حيث تعرضها العديد من الفضائيات، بالأدق المتخصصة في إذاعة الأغاني المختلفة، دون مقابل من الشركات المنتجة لهذه الأفلام، لدرجة أن بعض المنتجين يلجؤون إلى تقديم أغنيات لأفلامهم، حتى وإن لم يستخدمها المخرجون ضمن سياق الأحداث، حفاظاً على هذه الوسيلة الدعائية المجانية.

وقد شاهدنا ذلك في فيلم «زنقة ستات» للنجوم حسن الرداد وإيمي سمير غانم، وكذلك فيلم «في محطة مصر» للفنان كريم عبد العزيز، وأفلام أخرى كثيرة لم نجد لأغنية الفيلم، رغم نجاحها وتفاعل الجمهور معها، أي مكان على شريط أحداثه، واكتفى مخرجو هذه الأفلام باستخدامها كتتر لنهاية هذه الأفلام.

إحْياء مطربين

لا تتوقف فوائد أغنية الفيلم فقط على منتجي هذه الأفلام وصُنّاعها، فمغني الأغنية أيضاً تعود عليه فائدة كبيرة، إذ تكون في أحيان كثيرة، سبباً في إحياء نجومية العديد من نجوم الطرب، فأمام الأزمات المتكررة للسوق الغنائي والتطور التكنولوجي الذي أفقده الكثير من بريقه، كان اتجاه الكثير من المطربين إلى أداء أغنيات الأفلام، سبباً في محافظتهم على نجوميتهم، بل وفي أحيان كثيرة على زيادتها بشكل كبير، مثلما حدث مع نجم الطرب مدحت صالح، صاحب نصيب الأسد من أغنيات الأفلام خلال الألفية الثالثة.

فعدد كبير من هذه الغنيات التي قدمها للأفلام، حققت نجاحاً كبيراً، فاق نجاح كثير من ألبوماته الغنائية، بالأخص أغنية «النور مكانه في القلوب»، التي قدمت في نهاية فيلم «أمير الظلام» للنجم عادل إمام، وكذلك أغنية «عمري إيه»، التي قدمها رفقة نجم الطرب الآخر إيهاب توفيق لفيلم «عجميستا» من بطولة الممثل خالد أبو النجا وشريف رمزي.

أغنيات مستقبلية

حتى الأعمال السينمائية التي يُحضَّر لها الآن، تؤمن جيداً بأهمية الأغنية، كعامل أساسي يريد أن يوفره صناعها لأعمالهم، وفق وصفة نجاح الأعمال السابقة، وهو ما يظهر في فيلم «صابر جوجل»، للفنان محمد رجب، المفترض طرحه في موسم عيد الأضحى السينمائي، حيث من المقرر أن يقدم مخرجه محمد حمدي أغنيتين ضمن أحداثه، إحداهما بصوت الفنان خالد سليم، والأخرى بصوت المطرب مدحت صالح.