البوكيمون يعود من جديد ولكن هذه المرة كي يجتاح العالم

البوكيمون يعود من جديد ولكن هذه المرة كي يجتاح العالم

شعوب وعادات

الأربعاء، ٢٠ يوليو ٢٠١٦

سوسن صيداوي
بعد أكثر من عشرين عاماً على وجود لعبة نشأ عليها جيل كامل وكانت تُلعب في ذلك الوقت على أجهزة الألعاب القديمة «Game Boy»، اليوم وبعد أن كانت اللعبة بالأبيض والأسود، عادت من جديد بروح جديدة وألوان جديدة وبتقنية فائقة كي تكتسح العالم بانتشار منقطع النظير، نعم يا سادة، إنها لعبة «بوكيمون غو» أو «Pokemon GO»، التي استطاعت بزمن قياسي أن تتمكن من ذهنية لاعبيها وتأسرهم بأسلوب وسلوك من السهل وصفه بالهوس وبالإدمان الشديدين، ليس هذا فقط بل قواعد اللعبة تحفّز اللاعب بطريقة غير واعية إلى التنقل في الأماكن كي يصطاد أو يستبدل ببساطة «بوكيمونات» افتراضية تظهر في العالم الحقيقي، وللعلم فقط، كلمة «بوكيمون»، كلمة يابانية مُركبة، اختصاراً لما يطلق عليه «وحش الجيب»، وهذه الشخصيات تختلف بأنواعها وبحسب المناطق الجغرافية الموجودة فيها.
باللعبة… فكرة
كانت طرحت شركة «نيتندو» للألعاب لعبتها الجديدة «بوكيمون جو» أو «Pokemon GO»، والتي عملت شركة «نيانتيك» «Niantic» على تطويرها، معتمدة على تقنية الواقع المعزز، وأصبحت اللعبة متوافرة بشكل مجاني لأنظمة أندرويد وأي أو إس، بالنسبة لفكرتها فإنها تتمحور حول اصطياد «البوكيمونات» المُختفية في جميع أنحاء عالمنا الواقعي الحقيقي، ويجب على اللاعب البحث عنها، وعند الاقتراب منها بشكل كاف سوف تظهر على جهاز الرادار الخاص باللعبة كي يقوم بالقبض عليها، وكلما اصطاد اللاعب عدداً أكبر من «البوكيمونات» ارتفع مستواه في اللعبة وحصل على مميزات جديدة.
الإثارة… في اللعبة
على الرغم من ظهور ألعاب في السنوات الماضية مثل: Candy Crush Clash Royale، Minecraft وSlither، إلا أن «بوكيمون غو» تمكنّت من التغلب على جميع الأرقام التي حققتها تلك الألعاب بسرعة مذهلة، وربما السبب لاختلافها، فهذه اللعبة الجديدة تمنح اللاعب إمكانية التنقل في جميع أنحاء المدينة وفي الحدائق وحتى المستشفيات والمتاحف والمنازل الخاصة وفي مراكز التسوق وحتى مراكز العمل، للبحث عن «البوكيمونات»، التي تسمح تقنية «AR» الواقع المعزز برؤيتها كما لو كانت في العالم الحقيقي.
الممنوع.. مرغوب
في بادئ الأمر هذه اللعبة لم تكن متاحة رسمياً إلا في أستراليا ونيوزلندا والولايات المتحدة الأميركية، ومن بعدها في ألمانيا وبريطانية، والانتشار الكاسح الذي حققته صدّرها في قائمة الألعاب الأكثر تحميلاً، وهذا الأمر لم تتوقعه الشركة المطورة للعبة والإقبال الكبير عليها وضعها في مطب عدم القدرة على الاستجابة لهذا الكم الكبير من الطلب عليها، وبالتالي أصبحت خوادم الانترنت التي تستضيف اللعبة تواجه مشاكل، الأمر الذي اضطر الشركة إلى تأجيل إطلاق اللعبة في بعض البلدان إلى حين حل المشكلة، هذا غير الدول التي منعتها وحظرتها، ما دفع الكثير من مستخدمي هواتف الأندرويد والآيفون حول العالم إلى الاحتيال، من أجل تحميل اللعبة سواء عن طريق ملفات APK أو تغير البلد الخاصة بالمتجر.
سلبيات… اللعبة
التنقل لاصطياد «البوكيمونات» هو الأمر الذي بحد ذاته أثار مخاوف الكثير من السلطات حول العالم ودفعها إلى إصدار تحذيرات حول اللعب، وخاصة أن اللعبة تتطلب فتح كاميرا المحمول، ولهذا فإن التعامل معها بشكل خاطئ ممكن أن يؤدي إلى مشاكل ويكون خطراً، فلا يجوز لعبها أثناء السير في الشارع أو عند قيادة السيارة أو الدراجة أو حتى لوح التزلج، ولهذا قامت الكثير من السلطات في عدة بلدان بنشر الدعوات للمطالبة بحظرها في عدد من الأماكن خوفا على سلامة مستخدميها، هذه نقطة، وهناك ما هو أسوأ لأنه في أميركا، وعلى التحديد، بلغ الهوس في اللعبة إلى قيام بعض اللاعبين بدفع نقود حقيقية لشراء عناصر وميّزات إضافية للعبة ولـ«البوكيمونات» خاصتهم، على الرغم من أن اللعبة بحد ذاتها تجنّبهم ذلك من خلال اللعب بشكل طبيعي في مستويات اللعبة المتقدمة.
إيجابيات… اللعبة
في فترة قصيرة جداً تمكنت هذه اللعبة من سلب عقول الشباب، وتمكنت من تسييرهم من دون أي تفكير خلف هواتفهم الذكية من أجل اصطياد «البوكيمونات» ولكن هذا الهوس وهذه الشعبية هناك فريق يراه إيجابياً، وبحسب الخبراء وجدوا أن هذه اللعبة ساهمت بشكل إيجابي على الصحة النفسية والعقلية للمستخدمين الذين بدؤوا يفكرون بشكل أفضل، إضافة إلى أن اللعبة تساعدهم على تعديل حالتهم المزاجية وخاصة عند النجاح في اصطياد «البوكيمونات»، كما أشاروا إلى أن اللعبة هي بعكس الألعاب الأخرى التي تشجع على الكسل، هذا لأنها تفاعلية وتتطلّب من المستخدم الحركة والتفكير والتفاعل مع محيطه، فقضاء مقدار من الوقت خارج المنزل يعمل على تحسين الحالة المزاجية للفرد، وبالتالي هذا ما نشره اللاعبون لتجربتهم مع اللعبة ومدحهم لها عبر موقع « تويتر» وبتأثيرها الإيجابي على صحتهم النفسية خلال أيام قليلة.
اللعبة… استخباراتية
بعد أن أصبحت لعبة الـ»بوكيمون غو» الأكثر شعبية في تاريخ ألعاب المحمول، هذا الأمر أثار الكثير من الشكوك وبدأ البعض في الإفصاح عن التخوفات من المعلومات التي تجمعها اللعبة ومدى أهميتها بالنسبة للدول الكبرى، وظهرت اتهامات تعتبر بأن هذه اللعبة ستكون أداة مهمة في التجسس خلال الفترة القادمة، وخاصة أنها تعمل على جمع بيانات من المستخدمين، وبمجرد تحميل اللعبة يوافق المستخدم من دون أن يُدرك السماح بالوصول إلى موقعه على الخريطة والكاميرا والبيانات الأساسية التي تمكّن الشركة المطورة للعبة من تحديد هوية اللاعب أو المستخدم واهتماماته وطريقة حياته بسهولة تامة، وخاصة أن إستراتيجية اللعبة تُجبر اللاعب أو المستخدم على فتح الكاميرا أثناء تنقله في الشوارع أو الحدائق أو المنازل الخاصة وغيرها من الأماكن من أجل اصطياد شخصيات «البوكيمون»، وكل ما يتم تصويره بالكاميرا يتم حفظه بشكل متواصل، وهو الأمر الذي يعطي نافذة للتعرف على كل ما يحدث، وأيضاً ما أثار المخاوف من هذه اللعبة هو أن الشركة المطورة لها مملوكة في الأساس لشركة غوغل، ولديها استثمارات من شركات تعمل على جمع وتحليل وتوزيع الاستخبارات الجغرافية المكانية، وكل هذه الشركات تمكّنت من تطويع تقنيات الهاتف الذكي للسيطرة على المستخدمين حول العالم، وبالطبع هذا الأمر له الكثير من المخاطر التي من السهولة أن تنتهك الخصوصية والأمن.