امسية شعرية.. في حـبّ الوطـن بـوح وعتـاب

امسية شعرية.. في حـبّ الوطـن بـوح وعتـاب

شاعرات وشعراء

الثلاثاء، ١ مارس ٢٠١٦

أمسية شعرية جمعت الشاعرة رحاب عبد القادر والشاعر فراس ديوب في ثقافي المزه بدمشق،
افتتح الأمسية الشاعر كمال سحيم بقصيدة تبوح بالشكوى والحسرة والألم والعتاب لا بل بالغضب من النيام والمغيبين أنفسهم عن مسرح الحياة.. شاعر حزين على وضع أمته ذو قلب كسير، براه تشرذمهم وتمزقهم.. وأضناه نومهم العميق، يقول:‏‏

للشمس عيون تسطع فوق جدار الأرض..‏‏‏

في الأفق غناء العصفورة للوطن جدائل من حجر..‏‏‏

يغتال الغربة والمنفى..‏‏‏

للحر من البالغ..‏‏‏

للسجن مقاصل لاتحصى..‏‏‏

لجميع الأحرار بوطني أغنية القمر المتعالي..‏‏‏

اليوم أخبئ أحزاني وأبوح بعشقي من ذاتي..‏‏‏

البحر جميل يا سادة.. الناس نيام..‏‏‏

البحر صديق يا سادة الناس نيام.. البحر حزين ومحاصر..‏‏‏

الناس نيام.. وأنادي يا معشر قومي.. الغفلة لا تجدي نفعا..‏‏‏

الفرقة لاتجدي نفعا.. الخمرة لا تجدي نفعا..‏‏‏

ما بال النوم يطاردكم..‏‏‏

وشموع العيد تضاء الآن بعمق البحر..‏‏‏

والبحر يدك لي ألف موجة..‏‏‏

والموجة لا تخطئ شطي..‏‏‏

والشط بريء من سبطي والسبط علامات الردة..‏‏‏

يعتقد الشاعر أن نداءه قد يصل إلى من يحب أن يستيقظ من عالمنا العربي الغارق في ويلات الفتن والحروب المتنقلة.. لكن يخطئ من يظن أن هؤلاء العربان وتحديدا ملوك وأمراء الدم أن يصحوا بعد كل هذا الدمار والخراب الذي لحق بأمتنا العربية، ولا حتى في الحلم.‏‏‏

وشاركت الشاعرة رحاب عبد القادر بعدة قصائد نثرية فيها الكثير من الشجون الذاتية والبوح والهمسات الدافئة، وحاولت الشاعرة تعليل النفس بومضات من مخزونها الثري عله يبدد ما لحق به من تشوهات وأثار سلبية، تقول في قصيدة «ليلة سرقها من الحنين»:‏‏‏

لا زال عبق عطره يحفل بالمكان..‏‏‏

نقرات أنامله على دفتر أحلامي..‏‏‏

تركت أثارها كغيمة حبلى تمطر ذكريات..‏‏‏

نفثات دخان تسافر من..‏‏‏

فرح الياسمين..‏‏‏

قصص من ليلة سرقها مني الحنين..‏‏‏

على ضفة الأمل..‏‏‏

وختم الأمسية الشاعر فراس ديوب بقصيدة موزونة صوفية تحت عنوان لا شيء يشبهني فيها الكثير من التأملات والنفحات الوجدانية وتركز على القيم الروحانية والسمو فيها، يشعر المتلقي بالغبطة بالحب بالتسامح والسمو فوق الأشياء الثانوية وهو يستمتع لإلقائه الجميل والممتع.‏‏‏

ومن قصيدة لحظ القطاف قال:‏‏‏

مرت خيول الحب في بيدائنا..‏‏‏

فإذا الريام أمامنا تختال‏‏‏

وعد الإله العاشقين بجنة..‏‏‏

لا شك حتما جاءنا الإنزال‏‏‏

حلم تراءى في انتقالي بصفوتي..‏‏‏

وأنا أقلب، والحنين سؤالي‏‏‏

عبق تنسم والعيون قصيدتي..‏‏‏

يا هل ترى تتعانق الآمال‏‏‏