البرازيل والأرجنتين سوبر كلاسيكو أميركا اللاتينية … عندما تتراقص الكرة على أنغام التانغو والسامبا

البرازيل والأرجنتين سوبر كلاسيكو أميركا اللاتينية … عندما تتراقص الكرة على أنغام التانغو والسامبا

الأخبار الرياضيــة

الثلاثاء، ١٦ أكتوبر ٢٠١٨

خالد عرنوس
يعتبر مصطلح «كلاسيكو» من الأشهر في عالم كرة القدم وهو مشتق من اللغة الإسبانية التي أطلقت هذه الصفة على لقاء القطبين ريال مدريد وبرشلونة حتى أضحى كلاسيكو بلاد الثيران أبرز المواجهات التي يطلق عليها هذا الاسم، وبات الكلاسيكو يطلق على كل مباراة تجمع فريقين بارزين في أي بلد فأصبح ممجوجاً، وعلى الصعيد الدولي هناك العديد من المباريات الكلاسيكية في عالم واسع لكن للقاء الأرجنتين والبرازيل طعماً آخر.
فعندما يتقابل أبناء التانغو براقصي السامبا فإن المتعة موعودة وإن لم تكن كاملة فإن الإثارة لا تغيب أبداً ولو على مستوى الفئات السنية فما بالنا عندما يتواجه الكبيراًن بكامل عتادهما ولنا في مواجهاتهما أثناء المونديال أو بطولة كأس القارات أو حتى في كوبا أميركا خير مثال، وفي الإطار الودي هناك أيضاً بعض المواجهات المشهودة التي تحولت في بعض الأحيان إلى معارك على مستوى الفنون الكروية وتخطتها إلى تشابك بالأيدي والأرجل لأنها ببساطة سوبر كلاسيكو الكرة اللاتينية حيث لا مكان لزعامة مطلقة ولا لأحكام مسبقة وحتى الأسماء الكبيرة تختفي وتظهر أمام توهج المنافس من عدمه.

عداوة كار
تبلغ مساحة الأرجنتين أكثر من ربع جارتها البرازيل بقليل ويقل عدد سكانها إلى خمس عدد البرازيل إلا أن هذه الفوارق بالأرقام لا تعني الكثير عندما يتعلق الأمر بلعبة كرة القدم فكلا البلدين يعتبر نفسه الأصل كروياً في القسم اللاتيني من القارة الأميركية ورغم أن البرازيل هي بطلة العالم للكبار خمس مرات مقابل مرتين فقط للأرجنتين لكن لأبناء بلاد الفضة ما يتميزون ويفخرون به أمام أبناء بلاد القهوة على أصعدة أخرى مثل الألعاب الأولمبية ومونديال الشباب والأهم بالنسبة لهم كوبا أميركا حيث يعتبر أهل (الأورغواي والأرجنتين) أنه لا خبز للبرازيليين فيها بعدما استحوذ السيليستي والألبيسيليستي على معظم ألقابها، ولذلك فإن حكاية السيادة لن تنتهي ولن تحسم، وحتى على مستوى النجومية فإن المقارنة بين أفضل لاعب بتاريخ اللعبة يبدأ عادة وينتهي عند بيليه ومارادونا مهما حضر من موهوبين قبلهما أو بعدهما من كل أصقاع الأرض.
فكلا البلدين يعتبر أنه صاحب القدم الأعلى والكعب الأحلى في عالم المستديرة وفنون نجومه في المقدمة ويستشهد أبناء الأرجنتين بمارادونا ولابرونا وستابيلي وكيمبس وميسي وريكيلمي وباتيستوتا وسواهم في حين يكفي البرازيليين بيليه وغارينشيا وزاغالو وتوستاو وزيكو وسقراط والآن نيمار، وبالطبع فإن القائمة طويلة جداً على الجانبين.

قرن من النزاع
يختلف البلدان كروياً حيث منبع المواهب الخلاقة في تاريخ اللعبة وأكثر من ذلك فإنهما يختلفان حتى على عدد المباريات بين السيليساو الألبيسيليستي وإن كان الكل يقر بأن اللقاء الرسمي الأول ذلك الذي جمعهما في النسخة الأولى من كوبا أميركا عام 1916 وانتهى بالتعادل بهدف لمثله أما اللقاء الأخير فكان ودياً في حزيران 2017 وانتهى أرجنتينياً بهدف علماً أن مواجهة الأرجنتين هي الأكثر تكراراً للسيلساو على حين تتفوق مواجهات الأورغواي في الجانب الأرجنتيني حيث تقابل الألبيسيليستي مع السيليستي 193 مرة.
104 مواجهات معترف فيها من الاتحاد الدولي لكرة القدم جمعت الفريقين منذ 1914 ويومها فاز الأرجنتيني 3/صفر وانتهت 40 منها بفوز البرازيلي مقابل 38 هزيمة و24 تعادلاً والأهداف (160/158)، ولعل أشهر هذ المواجهات أربعة لقاءات ضمن المونديال ففاز السيلساو 2/1 في الدور الثاني 1974 و3/1 في الدور الثاني 1982، وفاز أبناء التانغو في دور الـ16 بمونديال 1990 وسيطر التعادل السلبي على مباراتهما في مونديال 1978.
ومن المباريات الشهيرة نهائي كأس القارات 2005 وتوج به أبناء السامبا بعد الفوز 4/1، وكذلك نصف نهائي أولمبياد 2008 وفاز به رفاق ميسي 3/صفر، هذا عدا مواجهاتهما في كوبا أميركا البالغة 32 مباراة والغلبة بالمجمل للأرجنتين بواقع 15 فوزاً و9 هزائم و7 تعادلات لكن الأشهر في الوقت القريب كان فوز البرازيل مرتين في نهائي 2004 (بركلات الترجيح) و2007 بثلاثية نظيفة، ومن أبرز النتائج المسجلة فوز الأرجنتين 4/1 (مرتان) في كوبا أميركا 1925 و1959.
وفي التصفيات المونديالية دأب الفريقان على مواجهة بعضهما منذ إقرار التصفيات المجمعة لكنهما لم يتقابلا يومها على اعتبار أن البرازيل أعفيت من خوض التصفيات بسبب تتويجها بلقب 1994 وعدا تصفيات 2014 التي أقيمت في البرازيل التقى الفريقان 8 مرات ففاز البرازيلي 4 مرات والأرجنتيني مرتين وتعادلا مثلهما، ومن أبرز النتائج فوز البرازيل 3/صفر في تصفيات المونديال الفائت.

وديات
في الإطار الودي تقابل المنتخبان 59 مباراة حبية ففاز البرازيلي بـ24 مباراة مقابل 20 للأرجنتين وتعادلا 15 مرة والأهداف 100 مقابل 95 لمصلحة البرازيل، ودأبا على اللعب على سبيل الاستعراض خارج البلدين ففي عام 1988 لعبا للمرة الأولى في أستراليا في دورة ودية رباعية مع أستراليا والسعودية وانتهت بالتعادل السلبي، وكان اللقاء الأخير بينهما في أستراليا عام 2017 وبين هاتين المواجهتين انتقل الكلاسيكو إلى الولايات المتحدة، وإلى أوروبا حيث تقابلا على ملعب ويمبلي في لندن، وأقيم الكلاسيكو في القارة الآسيوية حيث لعبا في ملعب عش الطائر في الصين 2014 وقبلها استضافتهما الدوحة عام 2010 وفاز الأرجنتيني بهدف ميسي، وهاهما يلتقيان في ملعب الجوهرة المشعة في جدة (السعودية) والذي يتسع لقرابة 65 ألف متفرج بداية من الساعة التاسعة من مساء اليوم.
ومن أبرز النتائج الودية فوز الأرجنتين 6/1 عام 1940 وفي العام ذاته فاز أبناء التانغو 5/1 أيضاً على حين اكتفى أبناء السامبا بالفوز 5/1 عام 1960 و6/2 عام 1945 وفي ذلك العام فاز الأرجنتيني 4/3 في مدينة ساوباولو البرازيلية وهي النتيجة التي كررها رفاق ميسي عام 2012 على الأراضي الأميركية وسبق للفريقين أن تعادلا بنتيجة 3/3 ودياً عام 1919 في البرازيل، يذكر أن التعادل السلبي سيطر على 10 مواجهات بين الفريقين أشهرها في الدور الثاني لمونديال 1978.

مرحلة انتقالية
بالعودة إلى الوضع الحالي للفريقين نجد أنهما لا يمران بحالة جيدة وخاصة الأرجنتيني الخارج من الدور الثاني للمونديال الروسي بخفي حنين ودون بصمة تذكر ووصول عدد من نجوم الفريق مشارف سن الاعتزال أو الإبعاد القسري عن المسرح الدولي أمثال ماسكيرانو وهيغوين ودي ماريا وحتى ميسي المبتعد (كيفياً) في الوقت الحالي وبات الألبسيليستي بحاجة إلى ضخ دماء جديدة مثلما حدث على صعيد الكادر التدريبي عقب إقالة سامباولي إثر السقوط المونديالي فجاء المدرب سكالوني (40 عاماً) ولو بشكل مؤقت وهذا الأخير يحاول إشراك عناصر جديدة كما في رحلته إلى السعودية حيث اعتمد على نجوم الصف الثاني وبعض اللاعبين المغمورين أمثال: لوسيلسو وجيوفاني سيميوني وبيزلي وباريديس ودي بول وأسكاكيبار إضافة إلى النجمين باولو ديبالا وماورو إيكاردي، وبهذه المجموعة حقق الفريق فوزاً بالأربعة على المنتخب العراقي قبل أيام.

استعدادات جدية
وبالمقابل المنتخب البرازيلي ليس أفضل كثيراً لكنه يتميز عن جاره بثبات المستوى وتقريباً ثلاثة أرباع التشكيلة الرئيسية التي يعتمدها المدرب تيتي، في المجموعة التي غادرت المونديال الروسي من ربع النهائي تقريباً يشكل عناصرها العصب الأساسي للسيلساو الذي يستعد لخوض غمار كوبا أميركا الصيف القادم على أرضه وبين جماهيره، وتعد هذه المناسبة فرصة لإرضاء نهم جماهير السامبا العريضة بلقب عز على نيمار ورفاقه في النسختين الأخيرتين، ومازال نيمار نجم المرحلة هو الرمز للجيل الحالي في البرازيل ومازال تيتي يعتمد عليه بشكل رئيسي وبعض المتألقين في الآونة الأخيرة مثل كوتينيو وكاسيميرو وخيسوس وريتشارلسون ومالكوم وفيرمينو وفريد والحارسين أليسون وإيدرسون.