الرئيس الأسد... مصداقية وجرأة ووضع النقاط على الحروف

الرئيس الأسد... مصداقية وجرأة ووضع النقاط على الحروف

تحليل وآراء

الأربعاء، ٦ يونيو ٢٠١٨

جاك يوسف خزمو
 
لم نفاجأ بصلابة موقف الرئيس الدكتور بشار الأسد في المقابلة الصحافية الخاصة التي أجرتها معه قناة «روسيا اليوم» وبثتها الخميس في 31 أيار 2018، ولم نستغرب الهدوء والسلاسة والثقة التي نطق بها كلماته الواضحة الجريئة القوية التي وضعت النقاط على الحروف، ودحضت جميع الافتراءات والادّعاءات الأميركية «الإسرائيلية» ومن لفّ حولهما من دول متخاذلة تنساق كالغنم وراء راعيها، وهي تدرك، او حتى لا تدرك، بسبب جبنها وخوفها وضعفها أنّ من يقودها هم صنّاع إرهاب وقتل ودمار.. لم نفاجأ لأنّ هذا هو الرئيس بشار، كما عودنا دائماً في كلّ مقابلة وفي كلّ تصريح له، بأنه لا ينطق إلا بالحقائق، فهو يكره أسلوب اللفّ والدوران، ولا يعرف إلا أسلوب الصراحة المتناهية، فهذا هو منبع قوّته وحبّ شعبه له.
 
وضع الرئيس الدكتور بشار الأسد النقاط على حروف الوضع في المنطقة بشكل عام، وفي سورية بشكل خاص وشفاف. وأعلن بكلّ جرأة أنّ هناك تقدّماً وتطوّراً لقوة الدفاع الجوي السوري، وذلك بفضل المساعدة الروسية، وانّ الدولة ستسيطر قريباً على كامل أراضي سورية. وأكد أنّ الأميركيين سينسحبون من شمال شرق سورية عاجلاً أم آجلاً. وأنّ تحرير المنطقة الشمالية التي تسيطر عليها «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة أميركياً بصورة علنية، و»إسرائيلياً» بصورية سرية وخفية سيتحقق قريباً.
 
ولأنّ الرئيس بشار الأسد حكيم ويحب أبناء شعبه، حتى من أخطأ منهم وانجرّ وراء أجندات أعداء سورية، فقد أكد أنّ الدولة ستفاوض هذه القوات، وتتوصل معها الى مصالحة لأنّ غالبية مقاتليها هم سوريون، إذا أرادوا العيش معاً في الوطن سورية، أما اذا اختاروا طريق المواجهة، فإنّ القوة ستستخدم ضدّهم كي تعود السيطرة على تلك المنطقة للدولة السورية.
 
ولأنّ الرئيس الأسد جريء وصادق وليس لديه ما يخفيه فقد فنّد الادّعاءات «الإسرائيلية» بأنّ هناك قواعد للجيش الايراني على الأراضي السورية. وأكد انه ليس هناك سوى ضباط يعملون كمستشارين لمساعدة الجيش السوري في مواجهة الارهابيين. وقالها بالفم الملآن والشجاع، لو لدينا قوات ايرانية في سورية فلماذا سنخفي ذلك؟
 
هذه المقابلة جاءت لتؤكد انّ النصر على الإرهاب قد تمّ، ولم يبق من الإرهابيين سوى فلول لهم هنا وهناك، حتى انه لم يشر الى ما قد يجري في جنوب سورية، لأنّ الأمر قد حسم، وانّ الإرهابيين سيجبرون على مغادرة تلك المنطقة.
 
و»إسرائيل» التي تحسب لها الدول ألف حساب – وبعضها للأسف ممّن يجري في عروقهم الدم العربي – وحتى أميركا، لم تستطع أن ترهب الرئيس الأسد، فقالها بكلّ هدوء وثقة بأنّ قوات الدفاع الجوي السوري قادرة اليوم على التصدّي للاعتداءات الجوية المتكرّرة على الأراضي السورية، وعليها أن تحسب جيداً قبل القيام بأيّ عمل عدواني.
 
ظهر الرئيس الأسد في المقابلة مرتاحاً وهادئاً وواثقاً بانتصارات الجيش السوري على الإرهابيين.. وأظهر انّ الادّعاء الاسرائيلي بتواجد قواعد وجيوش لإيران هو افتراء كبير من أجل تحريض العالم على إيران، ولتبرير الاعتداءات الغاشمة على سورية، وكذلك لطمأنة الحلفاء الخليجيين بأنّ «إسرائيل» تحارب الوجود الايراني في سورية مع انه ليس هناك أيّ وجود عسكري فيها.
 
لقد استطاع الرئيس الأسد بفضل حكمته وحنكته مواجهة المؤامرة الكونية على سورية، وأن يكشف النقاب عن المؤامرة وزيف المطالبات بالديمقراطية والحرية. فهو تفاعل مع هذه المطالبات وتمّت صياغة دستور جديد، وقام بتحديث المؤسسات، ولكن الإرهابيين لا يريدون سوى تدمير سورية، وقد تسبّبوا بالمعاناة للشعب السوري الجبار الذي تحمّلها، وتصدّى للإرهابيين وصنّاعهم، ودحرهم، وها هو على مسافة قصيرة جداً من إعلان النصر المبين على هؤلاء الإرهابيين المرتزقة.
 
والرئيس الأسد يستمدّ قوته بوقوف الجيش السوري معه لقناعته التامة به كرئيس يسعى لمصلحة شعبه، وأيضاً بالتفاف غالبية شعبه حوله، فالشعب السوري الذي هو صاحب القرار في اختيار مصيره، يدرك تماماً انه لولا جرأة وحنكة وإدارة الرئيس الأسد لما تحقق النصر، ولما صمدت سورية، ولما بقيت موحدة. فسورية الآن أقوى مما كانت عسكرياً، وستكون أقوى وأقوى، وهذا ما يقلق ويخيف القادة الإسرائيليين الذين تمادوا في عربدتهم، وتطاولوا كثيراً على الشرعية والمواثيق الدولية. واذا استمروا في هذا النهج، فانهم سيدفعون الثمن الباهظ لذلك ولو آجلاً.
 
ناشر ورئيس تحرير مجلة «البيادر» ـ القدس المحتلة