هو ذا المثال.. بقلم: د. اسكندر لوقــا

هو ذا المثال.. بقلم: د. اسكندر لوقــا

تحليل وآراء

الأحد، ١٣ مارس ٢٠١٦

في النبأ الذي قرأته على صحيفة البعث بتاريخ 29 شباط الماضي، أن الفنان المبدع باسم ياخور، تبرع بكامل أجره عن عمله في المسلسل الاجتماعي "زوال" لعائلات الشهداء والجرحى من أفراد الجيش العربي السوري.
طبعاً هي بادرة فريدة من نوعها، في مجال عمل الفنان ياخور التي تستحق أن تكون مثالاً رائعاً من قبل فنان رائع بدوره كالفنان  باسم ياخور. وبطبيعة الحال أيضاً إن ظاهرة كهذه ليست غريبة عن مجتمعنا، وخصوصاً في الوقت الراهن، وتحديداً منذ تاريخ نشوب الأزمة التي يعيشها وطننا الصامد حالياً في وجه أعاصير الحقد والتآمر علينا. إنها ظاهرة تذكرنا بما سبقها في سياق التعاطف مع أهالي الشهداء من أفراد الجيش العربي السوري وذوي الجرحى منهم، سبق أن تجلت في هذا السياق، سياق تقدير عطاء أبناء الوطن في ساحات القتال.
لقد كان شعبنا دائم الحضور في المناسبات التي استدعت التواصل مع أهالي الشهداء والجرحى، في رحاب الجمعيات والمؤسسات العلمية والثقافية، ويكاد لا يمر يوم إلا ونقرأ أو نشاهد فيه تبعات موقف وطني من جهة تنتمي، بصدق وبشفافية، إلى تاريخ ومكانة الأرض التي أعطت العالم دروساً في الحضارة وتنوير النفوس والعقول على مدى قرون طويلة.
هذه الأرض، الأرض العربية السورية، هي التي أنبتت، على مدى التاريخ، أنبتت أبطالنا الذين يدافعون عنا اليوم كما دائماً، ببذل العرق والدم، ولا يتقاعسون عن القيام بواجباتهم الوطنية والقومية على حد سواء، برغم كل الظروف الصعبة التي تستدعي صمودهم في وجوه القادمين إلى أرضنا من شتى أصقاع العالم حاملين معاول الهدم والتدمير والقتل العشوائي وسوى ذلك إرضاء لأسيادهم. هذه الأرض التي تباركت بأقدام القديسين الذين ولدوا ونشؤوا فوقها، لا يمكن إلا أن تكون أرض الوفاء والعطاء في آن واحد .
في هذا السياق ، أقرأ النبأ الذي يخص عطاء الفنان العبقري، باسم ياخور عطفاً على شعوره بالوفاء لمن أعطى عرقاً ودماً ليكون وطنه، كما وطن الجميع،  وطن المثال لظاهرة الوفـاء،  لمن سبق أن أعطى الوطن بلا حساب.
هو ذا المثال الذي نأمل أن ينعكس صدى خطوته الوطنية الرائعة في كل بيت ومكتب ومؤسسة وجمعية تؤمن بأن من يعطي يعطى، بل أكثر.
iskandarlouka@yahoo.com