أنظمة الخليج لن تؤدي رقصة السيوف لترامب

أنظمة الخليج لن تؤدي رقصة السيوف لترامب

تحليل وآراء

الاثنين، ١٤ نوفمبر ٢٠١٦

علي مخلوف
قرر رعاة النوق إخفاء سيوفهم الصدئة، فهم لن يقوموا برقصة السيف والتمايل على أنغام الدفوف أمام هيلاري كلينتون لأنها لم تصبح رئيسة، فيما ترامب يرى في بقعة الصحراء تلك بقرةً حلوب عندما ينضب حليبها فالأَولَى ذبحها.
أحلام منطقة عازلة وتدخل عسكري ودعم غير محدود للجماعات المسلحة وتصميم على إسقاط دمشق لم تعد سوى أحلام تبخرت كقطرات ماء على رمال الربع الخالي الحارة، فترامب المتحمس لإحداث زلزال سياسي على المستوى العالمي لا يرى خطراً سوى "داعش"، ويعتزم على نسج أفضل العلاقات مع روسيا، بل ويفضل بقاء أي نظام في أي دولة من دول الشرق الأوسط على أن يكون البديل عنها حركات تكفيرية متشددة.
الصحف الخليجية وفي مقدمتها السعودية والقطرية والكويتية عمدت إلى تنظيم حملة إعلامية تحذر من مخاطر المرحلة المقبلة، وعنونت كلها بالخط العريض أميركا ستسحب دعمها للجماعات المعارضة السورية وتهادن الأسد وتخطب ود روسيا.
ترافق ذلك الذعر الخليجي مع تقارير ميدانية لم تستطع حتى تلك الصحف أن تنكرها، تتحدث عن تقدم الجيش العربي السوري في حلب واستعادته لجميع المناطق التي خسرها في الفترة الماضية، فضلاً عن وصول حاملة الطائرات الروسية إلى الساحل السوري واستعدادها للاشتراك في حفل الرصاص الجاري هناك.
أيضاً فإن الرسالة الصوتية التي بثها الإرهابي الوهابي عبد الله المحيسني والتي يستغيث فيها لنصرة حلب التي تصبح أكثر فأكثر تحت قبضة الدولة السورية هو دليل آخر على المأزق الذي تعيشه الرياض وأدواتها في سورية.
والآن تحاول الأنظمة الخليجية إعادة رفع الفزّاعة الإيرانية وتحرك مخاطرها على المجتمع الدولي، علّهم ينجحون باستحصال ضغوط أوروبية على الإدارة الأميركية الجديدة، فقد عمدت الأنظمة الخليجية ومعها بعض الأنظمة المختطفة بالمال السعودي إلى توجيه رسالة للجمعية العامة للأمم المتحدة أعربت فيها عن قلقها من السياسات الإيرانية ومواصلتها بما اسمه دور سلبي في المنطقة متطرقةً لموضوع الجزر الإماراتية الثلاث والحرب على اليمن ودعم الحوثيين والوقوف إلى جانب الحليف السوري ودعم حزب الله في لبنان.
كل تلك الملفات تحاول الرياض ومعها دول الخليج وباقي أنظمة التسول العربي أن تفتحها بوجه الرئيس الأميركي الجديد، بحيث تكون هذه القضايا متبناة أوروبياً، بالتالي على القارة العجوز أن تقدم وجهات نظرها ومخاوفها إلى إدارة ترامب الجديدة.
والمراد من هذه الملفات إلهاء الإدارة الأميركية بملفات أخرى على مبدأ فتح جبهات عدة على المستوى السياسي بحيث لن يجد ترامب فرصة لالتقاط أنفاسه بالملف السوري والعلاقة مع روسيا.
لكن التصريحات الأكثر دويّاً هي تلك التي قالها ترامب حول عدم رغبته بمحاربة الحكومة السورية بل سيركز على محاربة "داعش" وإيقاف جماعات مسلحة لا تعرف عنها واشنطن أي شيء، بل وفوق كل ذلك تحسين العلاقات مع موسكو المصممة على تحرير حلب وتأمين قوة الدولة السورية وهو ما تعمل أنظمة الخليج على عدم تحقيقه.
عاجل