تل أبيب ترى الطابور والرياض تهرول.. بقلم: إيفين دوبا

تل أبيب ترى الطابور والرياض تهرول.. بقلم: إيفين دوبا

تحليل وآراء

السبت، ٧ أكتوبر ٢٠١٧

أفيغدور ليبرمان مرهق للغاية، يبدو ذلك من كلامه عن محور المقاومة صاحب القدرات المتضخمة في مواجهة «إسرائيل» وحلفائها الدوليين،إلى الدرجة التي دفعت بوزير الحرب الإسرائيلي إلى التحذير بان ما يمكن مشاهده على الجانب المقابل مرعب للغاية ويحتاج للعمل طويلا جدا، بالحرف هو قال أنه يحتاج لمجهود 24 ساعة في اليوم على مدار أيام الأسبوع السبعة.
لا تستطيع تل أبيب التقاط أنفاسها، تلك الفترة التي كانت فيها منتشية أزاء ما يحدث في سوريا قد ولت، وانتهت، وبدأ وقت جديد جعلها تتلمس رأسها وكذلك أخمص قدميها، في أي وقت يمكن أن تندلع المواجهة وحينها لن تكون تل أبيب قوة متفوقة، بل ستتلقى ضربات موجعة لا يمكن حتى الآن حساب أثمانها الباهظة.
بين الحين والآخر يطل مسؤول إسرائيلي ليعيد على أسماع واشنطن،أن الحرب في سوريا انتهت دون تحقيق الانتصار على دمشق، وعادت تل أبيب إلى دائرة الخطر، لهذا السبب تحسب الحكومة الإسرائيلية ألف حساب وما يزيد عن ذلك بكثير، فتلك الثقة التي تبدو على المحور الخصم أمامها لا تبشرها على الإطلاق بطول سلامة، فيما لو أقدمت على بدء الحرب التي أصبحت الهاجس الذي يرعب تل أبيب وتضغط بعكسه جبهتها الداخلية التي لا تثق بعد الآن بأن حكومة تل أبيب وكذلك الحكومة الأميركية قادرة على توجيه دفة الانتصار.
ليس هناك من مفر أمام الكيان العبري من الاعتراف بانتصار دمشق،لكن «إسرائيل» لا يمكنها أن تهرول طالما أن أبواب العاصمة السورية مغلقة أمامها وخلال حرب السبع سنوات لم يتم التمكن من كسر تلك الأبواب وتغيير العقيدة السورية، وقلبها رأسا على عقب، فتركت هذا الدور للسعودية التي تبحث عن دور متقدم لها في طابور العائدين إلى الحج السياسي إلى دمشق، لا أحد يقرأ زيارة الملك السعودي إلى موسكو في غير هذا السياق، فالسعودية لا تريد أن تبقى منعزلة وتريد الرجوع ومد الجسور كي لا تتلقى النهاية الوخيمة التي تنتظر الذي غرقوا في الهزيمة ضمن الصراع.
«إسرائيل» بأعصاب منهارة تواجه الواقع وأصبحت في موقف لا تحسد عليه، والسعودية محاصرة بين ناري الهزيمة في سوريا واليمن،وتريد منفذا للهروب، كل ما هنالك أن تل أبيب تركت الرياض تجري أمامها وبسرعة، لتعرف أين يمكن أن تصل تلك الأخيرة فتلحقها بطريق التسلل والخفية، لعل أمرا ما يخفف من وطئ الواقع الثقيل،ومرارة الهزيمة، تل أبيب ترى الطابور العائد إلى دمشق وهي متأكدة من ذلك والرياض تهرول، مشكلة الكيان الصهيوني أنه لا يستطيع الهرولة ولا الوصول، ومهمة الرياض ستبقى إمداد تل أبيب كي تبقى في دائرة الشرق الأوسط، وهذا ما ستكون عليه الحال في مستقبل الشرق الأوسط.