وإن عبدتم إلها ......سأعبد غيره ...بقلم ميس الكريدي

وإن عبدتم إلها ......سأعبد غيره ...بقلم ميس الكريدي

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٢ ديسمبر ٢٠١٨

ما أصعب الشكوى من الوطن .......وما أوسع الشبهات حين يدخل الوطن دائرة الشك .......

كيف تكتب الوجع عن الوجع ومن الوجع ؟!!!

يا بلادي وفي عيون الكل تشكيك بالكل .......والإله المطماع صار السيد ......

ومن يذكر سوى بقايا الشيوعين القدامى أن ماركس قالها :

((المال إله اسرائيل المطماع ))

وهل أغرد خارج السرب ؟!!!!!

وبئس السرب الذي رفض السماء وارتكس إلى الوحل .........

سأغرد خارج السرب ..وإن عبدتم إلها سأعبد غيره ..

لأن ما أسمعه الآن .......بعضه صمت العدم والباقي عواء ....

والصمت المعتق بالخوف وبالظلام .....صفة الجبان

والعواء هوجاء القطيع .......

سأغرد خارج السرب .....لأن الدخان ابتلعكم ...والضجيج

هاأنا أسهر وإياك يامحمود درويش ....وحدنا ........

أنا وأنت .......وحفنة من ذكريات أرشها بيني وبينك حتى تقدم لي نصيحة في العشق مفيدة ..

أحاول أن أحفظ قصيدتك (( يحبونني ميتا))..

وماالفائدة الآن من حفظ قصيدتك ؟!!!!!

كنت سأتلوها عليك حين كنت أحلم بلقائك ......وها قد مت من سنوات ...وتركتني وحيدة أندب القافية ..وتقبل الجميع ذلك .....ما عداي ..

وبقيت وحدي أستحضرك .......في ساعات الليل أختلي بالقصيدة عمدا وألتحف الخطيئة ..

ولمن أكتب الآن ؟!!!!!

ومازلت أمتشق هذا القلم في ساحة الأقزام ...وكل الكلاب تعوي علينا أنا وأنت ..

ويحاكمونا بتهمتين :

الحب

والوطن

تجفل كلماتي من وباء الطاعون الذي نشر الفئران المريضة في كل شارع ..

وصرنا نموت حقدا ...وظلما ......وهرسا ...وعصرا ...واعتصار ..

آه حين الفكر أمامك في حالة احتضار ......

مللت من جمع قصائدي وأناتي ..وتنهيدات الصبايا ..مللت من عمري المغيب في فراغ ..

مللت من مجد مزيف ..........مللت من وطن يغادرني كل دمعة ......ويبقيني أرملة على الأطلال .......

من سيقرأ وآلاف النفائس ركنت على قارعة الترهات ؟!!......

من سيسمع وكل تلك الكلاب تنبح ؟!!!!!!

في ذاكرتي عينان للحبيب .......وصوتك

مازلت مؤمنة  ..ونحن في زمن الدجالين ..........مؤمنة بنفسي .....مؤمنة بنفسك ...مؤمنة بشعرك الذي بتنا قلائل نتفقده ......

للثقافة إدارات ...والإدارات تعني ولاءات والولاءات تعني تفاهات مجوفة ........ستحول الوطن إلى صراخ .......

للفكر إدارات ..للكتب إدارات .......والإدارات تعني متحزبين ......ولو كانوا منافقين ........وعسس وبعض المخبرين

ودائرة للرقابة تسحب من كلماتك روحك واجتهادك وجناحك الذي به تطير ........

عندي معلقة من الجرح يرتص فوق الجرح ...فتحول الألم قصيدة ...