شي شيالي.. بقلم: د. اسكندر لوقــا

شي شيالي.. بقلم: د. اسكندر لوقــا

تحليل وآراء

الأحد، ٢٦ أكتوبر ٢٠١٤

إنّها حكاية قديمة نسبياً ولكنها مفيدة في الزمن الراهن. إنّها حكاية الفتاة الصينية "شي شيالي" التي نامت في إحدى الليالي وعمرها عام واحد، ولم تستيقظ حتى بلغت الثانية عشرة من عمرها.
الحكاية حقيقية ومثيرة لأنّ نوماً يستغرق اثنتي عشرة سنة ليس بالظاهرة العادية التي تتعلق بالإنسان، وخصوصاً عندما يكون في صحة جيدة كما كانت صحة الفتاة "شي".
وبطبيعة الحال كان لابد من أن تخضع هذه الظاهرة للدراسة والتحليل من قبل علماء صينيين وغير صينيين سواء من الناحية العصبية أو من الناحية النفسية بيد أن عطلاً ما، إن صح التعبير، لم يكتشفه العلماء، في حين استعادت الفتاة صحتها وقدرتها على الكلام فيما بعد.
أسوق هذه الحكاية لأصل إلى سؤالي التالي وهو: ترى ماذا لو استغرق طفل سوري في مثل عمر الفتاة " شي شيالي" في نوم لاثنتي عشرة سنة من الآن ثم استيقظ واستعاد صحته ووعيه لما هو حوله؟ أي في سنة 2026 ترى كيف سيكون عليه حال المنطقة التي تعيش الآن وقتاً عصيباً؟ وهل ستكون الخارطة التي بشّر بها دعاة دولة داعش الحاليون واقعاً مرئياً على أرض الوطن العربي من محيطه إلى خليجه؟ وهل سيكون الرئيس الأميركي في العام المذكور على غرار الرئيس ريغان الذي أعلن حرب النجوم في زمانه، والرئيس جورج بوش الابن الذي أعلن الحرب على العراق، والرئيس الحالي باراك أوباما الذي أعلن حرباً على تنظيم داعش بأموال البعض من العرب وبمقاتلين من غير الأميركيين؟ وهل سيكون وارداً أن يستيقظ الطفل من نومه بعد اثني عشر عاماً وبعد أن يتناول طعام العشاء يعود إلى فراشه مطمئناً إلى أنّه لن يستيقظ في اليوم التالي على وقع هدير صاروخ أو قذيفة هاون تطلق عشوائياً؟ وتراه صاحب المنزل يذهب إلى عمله مطمئناً إلى أنّه سيعود إلى أسرته بأمان؟
أسئلة عديدة لابد من أن تخامر أبناءنا وأحفادنا اليوم، في سياق ما يرون ويسمعون. ترى من يملك، في الظرف العصيب الذي تعيشه بلادنا في غمرة التآمر عليها من جهات الأرض كافة، من يملك معرفة ماذا سيحمل إلينا العام 2026 أو ما قبله من وقائع لم تكن في الحسبان؟
قبل اثنتي عشرة سنة، لا بل قبل نصف قرن من الآن، كان جلياً أنّ سورية بعد أن استعادت هويتها الوطنية والقومية، لابد من أن تتعرض للأذى على النحو الذي أصيبت به، لأنّها رفضت السير في ركاب المستعمر الأجنبي وقالت كلمتها المدوية في الثامن من شهر آذار عام 1963 ومن ثم أكدت عليها في السادس عشر من شهر تشرين الثاني عام 1970. ولهذه الاعتبارات هي تدفع فواتير رفض إذعانها لأعوان ومشجعي قتلة البشر والشجر والحجر حتى الساعة.
iskandarlouka@yahoo.com