بعد مُحاولاتها انتزاع اعترفٍ دوليٍّ بأنّ المنطقة تحت سيادتها: إسرائيل تخطّط لنزع الألغام من مناطق بالجولان المحتل لاستثمارها سياحيًا

بعد مُحاولاتها انتزاع اعترفٍ دوليٍّ بأنّ المنطقة تحت سيادتها: إسرائيل تخطّط لنزع الألغام من مناطق بالجولان المحتل لاستثمارها سياحيًا

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢١ أكتوبر ٢٠١٧

“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

الصلف الإسرائيليّ يُسجّل يومًا بعد يومٍ أرقامًا قياسيّةً، فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أعلن مرارًا وتكرارًا، بمُناسبةٍ أوْ بغيرها، عن رفضه الانسحاب من الجولان العربيّ السوريّ المُحتّل منذ عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967، لا يألو جهدًا في تكريس احتلال هذه المنطقة العربيّة، وفي هذا المقام علينا التذكير والتشديد والتأكيد على أنّه في العام 1980 سنّت إسرائيل قانونًا في الكنيست يعتبر الجولان المُحتّل جزءً لا يتجزأ من الدولة اليهوديّة.

ولكن، على وقع الحرب الأهلية في سوريّة، واقترابها من خواتيمها بنصر الجيش العربيّ-السوريّ والحلفاء ودحر التنظيم المُتوحّش “داعش” وجبهة النصرة، المُرتبطة بتنظيم “القاعدة” الإرهابيّ، بدأت تل أبيب تستشعر الخوف، الهلع والريبة من اقتراب إيران والجيش السوريّ إلى الـ”حدود” مع إسرائيل في مُرتفعات الجولان، وهو الأمر الذي يؤكّد فشل رهاناتها على دعم التنظيمات المُسلحّة لتفتيت الدولة السوريّة وإسقاط الرئيس د. بشّار الأسد، الذي اعتبرت تنحيته عن الحكم مصلحةً إستراتيجيّة للأمن القوميّ الإسرائيليّ، باشرت الدولة العبريّة برفع سقف مطالبها، حيث عمل نتنياهو لدى إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما على انتزاع اعترافٍ من المجتمع الدوليّ مفاده أنّه في أيّ حلّ سياسيّ في سوريّة، يتحتّم على المجتمع الدولي الاعتراف بأنّ الجزء المُحتّل من الجولان هو منطقةً سياديّةٍ لإسرائيل.

والمطلب الإسرائيليّ عينه ما زال قائمًا على أجندة أركان تل أبيب، وبحسب التقارير العبريّة، فإنّ نتنياهو في لقائه الأخير بالرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، على هامش أعمال الجمعيّة العموميّة في نيويورك، عاد وطرح هذا المطلب عليه، آملاً في أنْ تستجيب الإدارة الأمريكيّة للمطلب الإسرائيليّ باعتبارها أكثر إدارة في واشنطن تؤيّد الدولة العبريّة ومطالبها وسياساتها على الجبهتين السوريّة والفلسطينيّة.

حكومة نتنياهو، الذي يُسّميها الخبراء والمُختصين والمُحللين في إسرائيل الحكومة الأكثر تطرّفًا في تاريخ الدولة العبريّة، التي أُقيمت على أنقاض الشعب العربيّ-الفلسطينيّ في النكبة المشؤومة عام 1948، لا تنتظر الإجابات والردود من واشنطن ولا من المُجتمع الدوليّ، فقد ذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” أنّ سلطة إزالة الألغام التابعة لوزارة الأمن الإسرائيليّة بدأت بتنفيذ مشروع واسع النطاق لتنظيف المناطق الحساسة في هضبة الجولان المحتل.

ونقلت الصحيفة عن رئيس السلطة مارسيل أفيف قوله إنّه تمّ حتى الآن تنظيف ما بين 500-600 من حقول الألغام، لكن المرحلة التي ندخلها الآن تسمح لنا بتسريع وتيرة الإخلاء بشكلٍ دراماتيكيٍّ، وحتى نهاية السنة فقط سننظف 700 دونم أخرى، ونُقدّر بأننا سنتمكن خلال السنوات الثلاث القادمة من تنظيف ما بين 2000 إلى 2500 دونم أخرى من حقول الألغام السورية، بحسب تعبيره.

وبحسب الصحيفة، التي اعتمدت على مصادر رفيعة في تل أبيب، سيتّم استثمار عشرات ملايين الشواكل خلال السنوات الثلاث القادمة لتنظيف حقول الألغام المجاورة للمواقع الرئيسية في الجولان، ومن بينها المسارات الرئيسية والمنتجعات السياحية والمستوطنات. وسيتم فتح كل شواطئ بحيرة طبريا التي بقيت فيها ألغام، أمام الجمهور، لكي يتمكّن من الاستمتاع بشواطئ جديدة في منطقة مصب نهر الأردن وشاطئ جوفرا.

كما أفادت الصحيفة أنّه سيتّم تنظيف المناطق المجاورة للمستوطنات لصالح توسيعها، ومن المستوطنات التي ستحظى بمناطق جديدة للبناء، كيلاع ألون، حاد نيس، كفار خروب، أفيك، مجدل شمس، وكيبوتس سنير، الذي يقوم على الخط الفاصل بين الجولان المحتل والجليل الأعلى، وسيتّم في إطار أعمال التنظيف الحالية إزالة الألغام من مناطق المراعي التي سبق وقتلت فيها الكثير من الأبقار جراء انفجار الألغام.

بالإضافة إلى ذلك، قالت الصحيفة العبريّة، نقلاً عن المصادر عينها، إنّه سيتّم  إخلاء 10 بالمائة من حقول الألغام في الجولان خلال السنوات الثلاث القادمة، وهي من المناطق الحساسة، مثل المناطق السياحيّة المجاورة للمستوطنات أو المراعي، وتابعت: ستقوم الحكومة خلال هذه السنة بتوسيع صلاحيات “سلطة إزالة الألغام”، لتتولى أيضًا إزالة مخلفات القنابل، وسيترافق ذلك مع زيادة حجم الميزانية المطلوبة لتنفيذ العمل، وبالإضافة إلى حقول الألغام التي سيتم تنظيفها وفتحها للجمهور، سيتم أيضًا تحويل مناطق إطلاق النيران للأغراض المدنية، بحسب تعبيرها.