سوناك يتنكر لمباديء غاندي ويتمسك بنازية بلفور.. بقلم: صالح الراشد

سوناك يتنكر لمباديء غاندي ويتمسك بنازية بلفور.. بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٤ أكتوبر ٢٠٢٣

غلبت الظنون الكثيرين وهم يتوقعون أن رئيس وزراء بريطانيا هندي الأصل هندوسي العبادة ريشي سوناك، سيقف مع المظلومين والمعتدى عليهم كون بلاده الهند عانت من استعمار بريطاني دام قرنين من الزمن، قتل المستعمر خلالها اكثر من مليون هندي، وظن الكثيرون انه سيكون من أتباع فكر الأب الروحي للهند غاندي، ولن يلجأ للعنف في حل القضايا ولا يدعم الظالم، ليصطدم الجميع بالروح الاجرامية لدى سوناك ليشعر بعضهم انه كان ومن سبقوه عملاء لبريطانيا والصهيونية المتنامية والماسونية المتجذرة في القارة العجوز، ليتم مكافأته بمنصب رفيع عجز عن نيله أبناء بريطانيا الذين صنعوا تاريخاً كبيراً للمملكة التي لا تغيب عنها الشمس.
فغاندي وقف بجانب الضعفاء ودافع عنهم بكل قوة كونه عاش الظلم من المستبدين في الهند وجنوب افريقيا، ويدرك ماذا تعني العنصرية وارتقاء الجنس الأبيض وحارب لاجل نبذ العنصرية وعوقب بالسجن مرات عديدة، لكن كل ذلك لم يثنيه عن الدفاع عن حرية الهند مستخدماً العصيان المدني لنيل الحقوق المدنية للهنود وعمل على نيل الاستقلال من الاستعمار، وتصدى للعديد من القضايا من  محاربة الفقر لزيادة حقوق المرأة، وبناء الانسجام الديني القائم على الحفاظ على وحدة الوطن والاعتماد على الذات اقتصادياً، ليصنع التاريخ الحديث للهند الذي خرج منه سوناك وابتعد عنه بحثاً عن فرصة في بلاد المستعمر الذي تعامل مع أجداده كالعبيد، ليتنكر لهذه الحركة التي قادت الهند ليصبح دولة كبرى فيما يقود دولة عُظمى في السلاح والسياسة لا زالت تبني اقتصادها على الحاق الدمار بالاخرين.
وتمحور وجود فكر وتمسك سوناك بهذا بالفكر البريطاني بعد أن زرعت لندن عقدة النقص لدى الشعوب التي احتلتها كما فعلت فرنسا، لتصبح اللغة الرسمية في الدول المحتلة هي لغة المستعمر وحتى عادات المستعمر أصبحت تطغى على هذه المجتمعات، وصولا  للشعور بعظمة المستعمر وقدرتهم على التساوي معه من خلال الانخراط في المجتمعات الغربية، لتكون المحصلة شعوب تتبع محتلها في شتى أمور حياتها بل تصبح أكثر منه قسوة وتمسكاً بخطط المستعمر في حال وصول بعض أفرادها لمنصب رفيع.
لذا حافظ سوناك على جلده ولون بشرته وشكله الهندي، لكنه في داخله تربى بريطانياً لا يعرف إلا لغة الاحتلال والقمع ونصرة الظالم والاتكاء على التاريخ الأسود البريطاني، فحافظ على اتفاقية سايس وبيكو وعلى وعد بلفور بمنح فلسطين للصهاينة، وقدم لهم الدعم اللامحدود في إراقة الدماء الفلسطينية البريئة وقتل الأطفال والنساء لإشباع الرغبة الصهيونية في تدمير الشعوب وتطبيق مخططاتها الإجرامية.
لقد أعاد سوناك تاريخ توني بلير الأسود حين قتل وشريكه الأمريكي مليوني عراقي خلال وبعد الحرب بكذبة اخترعها بلير، لتثبت بريطانيا أنها تدير العالم فكريًا تاركةً القتل لابنها الضال في تل الربيع المُضل في واشنطن، لتسير بالعالم صوب العبودية المطلقة للفكر الصهيوماسوني المبني على احتلال العالم بطرق متعددة بفضل قيادات فرضوها على مشارق الأرض ومغاربها، فيما شعوب هذه الدول تتوجع وتموت قهراً وذلا.
 
اخر الكلام:
أصبح سوناك صهيوني بامتياز كون الصهيونية لا تشترط دين معين أون لون بشرة للانضمام لعضويتها، بل تشترط الولاء المُطلق والتنفيذ دون تفكير، لتتناسب هذه الشروط مع الباحث عن المجد ليصبح ترس في عجلتها وراعياً لإجرامها ومدافعا عن قيمها.