كيف يكافح الذكاء الاصطناعي تغير المناخ؟

كيف يكافح الذكاء الاصطناعي تغير المناخ؟

شعوب وعادات

الأربعاء، ٦ ديسمبر ٢٠٢٣

يعلم خبراء التكنولوجيا، ومسيروها، الإمكانيات الكبيرة التي توفرها أنظمة الذكاء الاصطناعي، وقدرتها على تحليل بيانات أيٍّ من المشاكل التي تواجههم، بسرعة ومنطق، دون النظر إلى خطورتها، المتمثلة في إمكانية الاستغناء عن العنصر البشري في مراحل كثيرة من عملياتها.
كيف يكافح الذكاء الاصطناعي تغير المناخ؟
ويقود تطبيق «ChatGPT»، الذي يحتفي مسيروه بعام على إطلاقه (ديسمبر 2022)، عمليات حل المهام المعقدة المتعلقة بتكنولوجيا المناخ، خاصة في ظل الإجماع العالمي على الحد من التغير المناخي، ومعالجة مشاكله الكبيرة قبل الصغيرة، ولا يتوقف الأمر عند تلوث الجو، بل يمتد لتحسين نماذج وخرائط الطقس.
 
ويدرك العاملون في قطاع التكنولوجيا، بحسب تقرير نشرته صحيفة «ديلي ميل»، البريطانية، أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بقدرات تنبؤية متقدمة، يمكن أن تفيد في فهم الجزيئات الصغيرة الحجم، التي تؤثر في الارتفاع المتسارع لحرارة كوكب الأرض. وكون الذكاء الاصطناعي يتميز بقدرته على معالجة وتحليل البيانات بسرعة كبيرة وبدقة، يمكن لعلماء الجيولوجيا إيجاد الروابط بين كميات هائلة من البيانات، في ظل قدرته على مواصلة التعلم، واستخلاص المزيد من النتائج، حال ضخ بيانات جديدة إلى برامجه.
 
ويناقش المجتمعون في مؤتمر الأطراف «COP28» بدبي، الذي تستمر جلساته حتى التاسع من شهر ديسمبر الحالي، ضمن ورش العمل، فرص استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي تجاه الحياد الكربوني، واستثمار عناصر الاستدامة الذكية في أفق عالمي، للمساهمة في الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض، في مسعى إلى تقليل التأثير البيئي، وزيادة الكفاءة إلى الحد الأقصى.
 
 
واللافت في تقنيات الذكاء الاصطناعي، المرتبطة بالمناخ، أنها تعالج كميات هائلة من البيانات، التي يتم ضخها إلى النظام بسرعة ودقة، تحسن من خلالهما نتائجها النماذج التنبؤية، وتستخرج المعرفة الثاقبة، ما يسهل التنبؤ بأنماط تغير المناخ، التي يمكن أن تساعد المجتمعات والسلطات على صياغة استراتيجيات التكيف والتخفيف الفعالة.
 
ومن أبرز النتائج، التي تم التوصل إليها بالاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي، ما اكتشفه العلماء حول درجة حرارة القطب الشمالي، بأنها ترتفع بمعدل أربع درجات، أسرع من بقية الأماكن على كوكب الأرض، ما يؤدي تالياً إلى ذوبان الجليد البحري، وذوبان التربة الصقيعية، واشتعال حرائق الغابات، فيما ينبغي أن تكون إحدى أبرد المناطق على وجه الأرض.
 
ومن هذا الجانب، أصبح علماء المناخ يتعاملون مع كثافة الأحداث المناخية المتطرفة، للاستعداد بشكل مبكر للكوارث المناخية المتوقعة، مثل: التسونامي، والمد والجزر العالي للبحار والمحيطات، والتعامل مع المناطق المعرضة للانهيارات الأرضية على سبيل المثال، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد على تخطيط وتنفيذ تدابير التنمية المستدامة، والحد من المخاطر، وضمان سلامة السكان في المجتمعات الضعيفة، من مخاطر الكوارث عبر الإنذار المبكر بالمخاطر.
 
وكل ما سبق يسهل اتخاذ قرارات التخطيط الحضري، التي تقوم بها الحكومات لتحسين تخطيط مواقع المنازل، وإدارة حركة المرور، ما يجعل المدن أكثر استدامة، ويجعلها صالحة للعيش.