واخيبتاه .. واكرتاه..بقلم:صفوان الهندي

واخيبتاه .. واكرتاه..بقلم:صفوان الهندي

تحليل وآراء

الاثنين، ١٨ سبتمبر ٢٠٢٣

مهما حاولت أن أكون مجاملاً فلن أتفق مع نفسي أو مع الآخرين فأقر تطور كرتنا بقرار شخصي وألغي سخط الشارع الكروي السوري بسطور أتفنن في نسخ حروفها, لكن إذا حاولت قراءة الحقيقة فسأجد عشرات الآلاف الذين يكملون رأيي ويدعمون قناعتي ويعدون على أصابعهم مفردات الدرس الكروي الأخير الذي سقط فيه منتخبنا الأولمبي وخرج من مولد أولمبياد باريس 2024 بلا حمص بعد أن كلف خزينة الاتحاد الملايين على إعداده ومشاركاته في التصفيات الآسيوية..
مامعنى أن تصل اللقمة إلى الفم ومن ثم نتركها لغيرناو هذه اللعنة التي اعتبرناها سوء حظ ومشاكسة طالع, هل تكفي لتقديمهما كمبرر لفشلنا الكروي مع المنتخب الأولمبي؟!
نعم فشلنا في العاصمة الأردنية عمان وفشل لاعبونا في تحقيق آمال وطموحات جماهيرنا الكروية وجنحت سفينتهم لا من شراسة التيار ولكن من أخطاء اتحاد اللعبة والمدرب المصري تامر حسن..
دائماً نفكر في استغلال الأوقات الحرجة وهي من تسميتها تبدو صعبة المنال فلا نستيقظ إلا متأخرين ولا نسعى إلا مكرهين فإن نجحنا تسابقنا للبروظة وإن فشلنا شتمنا الحظ وبكينا على التحكيم وقلة الإمكانيات..
في كلّ مرة يطلّ فيها اتحاد جديد لقيادة الكرة السورية، نسمع تصريحات رنانة وأنّ هناك خططاً نوعية يأتي في مقدمتها التعاقد مع مدرب أجنبي على أعلى المستويات، وكأن مشكلة الكرة السورية هي فقط في هذا المدرب الأجنبي رغم أن التجارب أثبتت فشل اتحاد الكرة في التعاقد مع مدرب يرتقي إلى درجة الوسط وتبقى اهتمامات اتحاد الكرة فقط بالإتيان بهذا المدرب لتعيش منتخباتنا تجارب فاشلة مع هؤلاء كما حدث مع الاتحاد السابق الذي تعاقد مع عدد من المدربين وكانت النتيجة أن جاؤوا للسياحة فقط وأخذوا ما تشتهي أنفسهم من أموال دون حسيب أو رقيب ودون أن يقدّموا أيّ شيء للكرة السورية سوى الحسرة والألم ولكن للأسف كان موقف اتحاد الكرة الدفاع عنهم.
نعم خرج منتخب سورية الأولمبي لكرة القدم من التصفيات الآسيوية المؤهلة للنهائيات التي تعتبر جسر عبور نحو أولمبياد باريس 2024 بخفي حنين فقد خسر كل رهان عليه بعد أن جاء في المركز الثالث في المجموعة الأولى التي استضافتها الأردن.
ولم يحقق المنتخب إلا فوزاً واحداً على منتخب بروناي الفتي 11/صفر مع العلم أن هذا المنتخب خسر كل مبارياته، أما اللقاءان المهمان مع عُمان والأردن فقد خسرناهما بهدفين نظيفين في كل مباراة وحصيلة هذه المشاركة صفر من النتائج صفر من النقاط وصفر من الأهداف باعتبار منتخب بروناي خارج كل تقييم.
ولهذا ومن منبر هذه الصحيفة نطالب اتحادنا الكروي العتيد والمسؤول الأول عن منتخبات الكرة بأهمية أن يتدارك الوضع الكروي في بلادنا وإذا سار على النهج الذي يسير عليه الآن فلن نحقق شيئاً وستكون الكارثة أكبر وأكبر في المنافسات والبطولات القادمة.
لا يمكن إطلاقاً أن تتطور كرتنا بهذه العقلية وبغياب المحاسبة والمكاشفة وبنظام الدوري الحالي الذي لايعرف الاستقرار في نتائجه مع كثرة تغييرات إدارات الأندية والمدربين وعدم دفع رواتب اللاعبين ولا يمكن أن ترتقي كرتنا بمسابقات محلية غير مستقرة وغير مجدولة ولا يمكن لأندية أن تخلق وتؤسس لاعبين متميزين في ظل اعتمادها على أمزجة رجال الأعمال والداعمين والمهيمنين.
لقد صرخنا أكثر من مرة مستغيثين أن كرتنا في خطر وأننا مللنا من الوعود والتصريحات التي لاتحمل لنا أية بارقة أمل..لابد من خطوات شجاعة لإصلاح الكرة السورية لأنها ترسبات عمل خاطئ منذ سنين عدة وعندما تكون كرة القدم بخير تكون الرياضة السورية بخير.. قد لانعرف على وجه الدقة كم اتحاداً كروياً بدلنا منذ تأسيس أول اتحاد كروي لكننا متأكدين بأن عدد اتحاداتنا الكروية يفوق مثيلاتها الإيطالية بثلاثة أضعاف وتعرفون أين كرتنا وأين الكرة الإيطالية.. رغم أن مايصرف على كرة القدم السورية يؤهلها لكي تكون في مركز الصدارة على الأقل عربياً.
لقد حان الوقت الجدي لفتح ملف الكرة السورية وإعادة ترتيب أوراقها قبل أن يدركنا الوقت وعندها لن ينفعنا الندم بشيء.