المؤتمر السوري- برلمان الاستقلال (لبلاد الشام).. لمازن يوسف صباغ
ثقافة
الجمعة، ٢٠ أبريل ٢٠١٢
في متابعته لعمله التوثيقي- التأريخي للدولة السورية منذ استقلالها عن دولة (السلطة العثمانية) في أواخر أيلول 1918 يأتي كتاب (المؤتمر السوري - برلمان الاستقلال (لبلاد الشام) سورية - فلسطين - الأردن - لبنان 761919 - 2571920) للدكتور مازن يوسف صباغ الصادر عن دار الشرق للطباعة والنشر 2011, مسلطاً الضوء على (المؤتمر السوري):" والذي اعتبر وهو فعلاً هكذا برلمان الدولة العربية المستقلة في بلاد الشام سورية وفلسطين والأردن ولبنان"؛ وموثقاً حدثاً تاريخياً مهماً مرّ على سورية (بحدودها الطبيعية) بلاد الشام, وهو التجربة البرلمانية العربية الأولى في المنطقة التي عاشتها سورية خلال عامي 1919-1920 إبان الدولة العربية (1918-1920) والحكم العربي الفيصلي بدمشق يقول الدكتور صباغ: "نوثق هنا إرادة الشعب في سورية ولبنان وفلسطين والأردن في أول برلمان ليحفظ التاريخ أن سورية مهد الشرائع والأبجديات والديانات والحضارات عبّرت عن نفسها وشعبها عندما مارست ونفذت أول تجربة برلمانية متمثلة في المؤتمر السوري".. وخصوصاً بعد أن نشر الباحث سجلات عدة تضمنت سجلات الحكومات والوزارات السورية 1918-2010, وسجل البرلمان ومجلس الشعب السوري 1919-2010, وسجل الدساتير السورية وفيها كل دساتير الدولة السورية منذ العام 1920 حتى تاريخه.. ويؤمن الباحث صباغ بالتوثيق سلاحاً فكرياً مهماً مؤكداً على ضرورة إتقان استخدامه، حيث إن الكلمة الموثقة الدقيقة هي الصورة الحقيقية والشهادة الحقيقية والتي لا يمكن نكرانها نقرأ: "المعلومة الصحيحة الموثقة تؤكد الحق ويجب ألاّ تبقى الوثائق أداة جافة, بل يجب رعايتها وبعث الروح فيها بوسائل حديثة متطورة لتكون إحدى أدواتنا في الدفاع عن وجودنا وحضارتنا وقيمنا ولتلعب دورها في المعركة المستمرة مع عدونا الذي يمارس الكذب والقرصنة ويزيّف التاريخ والجغرافيا ويشوّه الحقائق"..
وفي تقديم للكتاب كتب الدكتور نبيل طعمة: "أوراق تسجل مرحلة هامة ومفصلية من تاريخ شعبنا ومنطقتنا, الاستقلال عن دولة السلطة العثمانية منذ 93 عاماً, وإعلان المملكة السورية.. في 8 آذار 1920 وانتخاب واختيار المؤتمر السوري كأول تجربة برلمانية في الشرق الأوسط".. ويتابع: "في الكتاب استذكار لأغلب تفاصيل تلك الأيام وفيها من الأسماء والخطابات وتشكيلات الحكومات وجلسات (المؤتمر- البرلمان) مع ملاحق ومراجع ونبذ مختصرة وصور أرشيفية.. في كتابنا يتابع الصديق الباحث المؤرخ د. مازن يوسف صباغ المهمة التي اختارها واختطها متابعاً بجدّ وتفان التوثيق والتأريخ الدقيق وتسجيل قصة سورية المعاصرة"..
وينوّه الكاتب إلى أن هذا الكتاب يأتي كعمل توثيقي- تأريخي, وليس مقارنة أو تحليلاً جامعياً أو بحثاً أكاديمياً.. ويريد صباغ من الكتاب كحالة استكمالية للبحث في تاريخ الدولة السورية ليكون هذا التوثيق جزءاً من ذاكرة الشعب والوطن متابعاً الكاتب تاريخ بلاده سياسياً وتشريعياً واجتماعياً وثقافياً..
يقسم الباحث الكتاب إلى تسعة أقسام, القسم الأول يتناول الأحداث الممهدة والمرافقة لقيام المؤتمر السوري(برلمان الاستقلال) وإعلان قيام المملكة السورية.. والقسم الثاني عن الأمير زيد بن الحسين والمؤتمر السوري(البرلمان).. والقسم الثالث يتناول المؤتمر السوري العام برلمان أو مجلس نواب الاستقلال لبلاد الشام.. والقسم الرابع عن أعمال ونشاطات الحكومة العربية والمؤتمر السوري(البرلمان) بدمشق.. والقسم الخامس عن الحكومات(الوزارات) خلال العهد الفيصلي.. أما القسم السادس هو عن بيان المؤتمر السوري(برلمان الاستقلال) وإجراءات تنصيب الأمير فيصل بن الحسين ملكاً على سورية.. وعن ضبوط جلسات المؤتمر السوري يبحث القسم السابع.. والثامن يتناول القانون الأساسي(الدستور).. والقسم التاسع يضمّ ملاحق ووثائق