وليد معماري
نجم الأسبوع
الأحد، ١ يونيو ٢٠١٤
على الرغم من بلوغه الثالثة والسبعين من العمر لايزال الكاتب الصحفي وليد معماري يتمتع بوجه طفولي هادىء وكلام موزون وجدية في التعامل مع الآخرين تجعلهم لا يصدقون أنهم أمام صاحب كل تلك الكتابات الساخرة المضحكة المبكية.
ولايزال حتى اليوم يكتب زاوية أسبوعية في صحيفة تشرين التي كتب لها على مدى ثلاثين عاما آلاف أقواس القزح تلك الزاوية التي أطل من خلالها على جمهور واسع وحظي بحب هذا الجمهور وأصبح معروفا من خلالها ومن خلال الكتابات القصصية على مستوى الوطن العربي حتى صار يعرفه الناس العاديون من عمال وباعة وعمال مطاعم وأينما ذهب فالزاوية كانت متابعة بطريقة واسعة في جميع أنحاء سورية كما غزت قصصه قلوب الكبار والصغار داخل الوطن وخارجه.
ويعزو معماري المولود في دير عطية 1941 سبب نجاح زاوية قوس قزح لما فيها من خفة دم وسخرية ولقلة عدد كلماتها فهي زاوية صغيرة تركز على النقد القاسي ولكن باسلوب ساخر ولغة بسيطة مفهومة لجميع الناس مع جرأة لا بد منها في الكتابة وقد ساهم من خلال هذه الزاوية في حل آلاف المشاكل للناس المظلومين بشكل فوري الا اذا كانت المشكلة تحتاج الى وقت ودراسة.
وعما إذا كانت السخرية سمة من سمات شخصيته قال معماري في حوار خاص مع سانا الثقافية: إنه مرح بطبعه ولكنه قليل الكلام فهو يختصر كل مئة كلمة إلى جملة مكثفة بليغة وهذا هو أسلوبه في الكتابة أيضا والسخرية برأيه تجذب القارئ أكثر من الكتابة الجادة وهي ترسم الابتسامة على وجه القارئ بدلا عن التنظير الجاف خاصة إذا كان اسلوب الكاتب من السهل الممتنع الذي يستند إلى ثقافة واسعة سياسيا وأدبيا مضيفا.. يجب عدم استسهال الكتابة المهم أن أسفح روحي على الورق ضمن ايقاعات صوفية.
وعما إذا كان يفضل الكتابة أم الصحافة قال انه يجد نفسه في الاثنتين معا فقد حافظ على نفسه ككاتب دون أن تلتهمه الصحافة مشيرا إلى أنه جاء من الأدب إلى الصحافة وحين عمل في صحيفة تشرين كان لديه كتابان مطبوعان هما أحزان صغيرة ومجموعة قصصية للأطفال ولكونه امتهن الكتابة قبل أن يكون صحفيا فقد نقل هذه التجربة الى الصحافة موضحا أن الكتابة أفادته في عمله الصحفي.
أما دراسته للفلسفة فقد أعطته الكثير لكونها برأيه أم العلوم والآداب وعلى هذه الأرضية الصلبة بنى ثقافته فيما بعد وهذا ما أفاده بطريقة غير مباشرة.
القصة أسرع وصولا إلى القارئ من الرواية
ويقول إنه اختار كتابة القصة دون الرواية لأنها أسرع وصولا إلى القارىء من خلال نشرها في المجلات الثقافية أما الرواية فلديه تجربة لاتزال مخطوطة وتحتاج إلى تفريغ حجبته عنه الأعمال الكتابية اليومية التي لا يستطيع اهمالها من أجل لقمة العيش كما يقول.
وأبطال مجموعاته القصصية السبع جميعهم من الواقع ما يتطلب منه ككاتب ميزة الملاحظة السريعة والتقاط الجوهري في الموضوع فلم يعتمد على الخيال فقط بل على الواقع مع تخييل هذا الواقع فنيا موضحا أن القصة ليست ابتكارا من خيال بل خلق واقع مركب من واقع كائن من دون تضحية بالتخييل ولكن دون اقتباس من الخيال البحت.
وغالبا ما تحضر سيرته الذاتية في كتاباته وهذا ما نلمسه في مجموعته القصصية بعنوان أختي فوق الشجرة التي يقول في بدايتها أانها ما يشبه السيرة معتمدا على تجربته الحياتية الخصبة فقد أتاحت له الحياة فرصة التنقل في مدن كثيرة في سورية وخارجها منذ طفولته بحكم عمل والده كعامل بلاط.
وتنقل في دراسته بين مدينتي اربد وعمان في الاردن ثم دمشق فالنبك بلد والدته ثم دير الزور ما أعطاه تجربة غنية انعكست في كتاباته إضافة إلى بيئة أسرته وجده وجدته فوالده كان قارئا نهما يتابع كبريات المجلات الأدبية والفكرية في الوطن العربي كمجلة الرسالة كما كانت أمه قارئة تتقن اللغتين العربية والفرنسية رغم أنها لا تحمل شهادة.. فيما كان أحد أعمامه صاحب امتياز مجلة الطليعة التي صدرت عام 1936 لأول مرة كما ترك له أعمامه الذين هاجروا مكتبة ثرية فبدأ القراءة مبكرا ونشر لأول مرة في مجلة مصرية للأطفال اسمها سندباد.
وكتب معماري عشر مجموعات قصصية للأطفال آخرها يوميات شغبوب السنديان الصياد الكسول00كما كتب على مدى أربع سنوات قصصا شهرية للاطفال في مجلة أحمد اللبنانية وفي نهاية العام الأول جرى استفتاء للمشتركين فنال العلامة الأعلى وكل هذه القصص بطلها طفل غاية في الاجتهاد والذكاء لكنه يقوم بمقالب لطيفة جدا وغير مؤذية ضمن هدف تربوي بعيد جدا عن الوعظ فالحكاية والحدث هما الأساس في هذه القصص التي توخى فيها البعد عن التنظير.
وفاز بالجائزة الأولى على مستوى الوطن العربي من مجلة العربي.
الكويتية عن قصة أولاد العنزة وجائزة أخرى من جريدة السفير اللبنانية.
وعن السبب الذي دفعه إلى الكتابة للأطفال يقول معماري إنه المخزون الكبير من الحكايات التي كان يستمع لها من جدته ومن أمه ومن رواة الحكاية الشعبية في سهرات بيت جده حيث كان يجتمع عدد من الأشخاص فيطلبون من أحدهم رواية حكاية في زمن ليس فيه تلفزيون ولا كهرباء وليكتشف فيما بعد أنها مستمدة من ألف ليلة وليلة مع اضافات كثيرة على الحكايات الأصلية التي عدل فيها بدوره عندما كتبها للأطفال فخلصها من السلبيات وحولها إلى حكايات ايجابية كحكاية النملة والصرصار اذ جعل من الصرصار المغني فنانا يحفز النمل على العمل من خلال غنائه.
وبالعودة الى البدايات يقول صاحب قصة الرجل الذي رفسه البغل إن مكتبة المدرسة الابتدائية ساهمت في تشجيعه على القراءة والكتابة لانها كانت مفتوحة لكل التلاميذ مع أساتذة من أعلام التربية في مدرسة رسمية ولكن للأسف تحولت المكتبات المدرسية اليوم إلى ديكور كما يقول وكتب كثيرا في هذا الموضوع ناقدا ومنبها لضرورة انقاذ المكتبة المدرسية والمختبر المدرسي وعندما كان يزور مدارس المرحلة الأساسية كان يفاجأ بأن المكتبة مغلقة بالقفل والمفتاح لأن المشرفة عليها في إجازة أمومة دائمة.
وفي المسرح كتب معماري مسرحية شاي بالنعناع للكبار التي قدمت على المسرح بعنوان الابحار إلى جزر الفخار وعرضت في دمشق وفي بعض المحافظات في فترة التسعينيات فيما منع عرضها في محافظات أخرى لجرأتها كما كتب للاطفال مسرحية الصياد والملك التي أخرجها مانويل جيجي وقال إنه امتنع عن مواصلة الكتابة للمسرح احتجاجا على منع عرض مسرحيته المذكورة.
أما عن تجربته في الكتابة للسينما فكتب شيء ما يحترق من انتاج المؤسسة العامة للسينما واخراج غسان شميط وبطولة منى واصف ويوسف حنا وخالد تاجا وبسام كوسا وبالرغم من أن الفيلم لاقى اقبالا جيدا آنذاك الا أنه لم يكن راضيا عنه بسبب حذف اثني عشر مشهدا من الفيلم الذي يعالج موضوعا حساسا للغاية حسب رأيه وهو موضوع احتلال الجولان كما كتب نصا آخر للسينما لكن تم ركنه على الرف ومازال مركونا حتى الآن.
وكتب معماري للتلفزيون فيلم الزائرة بطولة غسان مسعود الذي يعالج موضوع البيئة الاجتماعية المتخلفة من خلال تجربة حقيقية عاشها الكاتب في جنوب سورية.
واعترف بتراجع كتاباته بعد احالته إلى التقاعد وتوقف التواصل مع المجلات والصحف من خارج سورية بسبب الأزمة والمقاطعة كما أن تراجع وضعه الصحي ترك أثره على كتاباته.
الإعلام السوري إعلام نظيف ووطني واستطاع مواكبة الأزمة
ووصف معماري الإعلام السوري بأنه إعلام نظيف ووطني وأنه استطاع مواكبة الأزمة بالرغم من وجود بعض السلبيات.
وحول دور الثقافة في الخروج من الأزمة رأى أن الثقافة هي الأساس لكل مشروع وطني وكلما امتدت هذه الثقافة أفقيا وعموديا ستكون هي الأرضية لتوعية أكبر للمجتمع وفتح آفاق واسعة في طريقة التفكير وتحليل أمور الواقع موضحا أن أهم تجربة في الكتابة لديه هي الثقافة الشاملة ومن ثم الثقافة الخاصة المتمثلة في التمكن من اللغة والاحساس الدقيق بايقاعها ومن ثم الكتابة باسلوب قريب من أوسع شرائح المجتمع بعيدا عن التنظير وبعيدا عن التعالي فضلا عن التعمق في فهم أوسع لشرائح المجتمع والتفاعل معه بشكل يومي ما أمكن ذلك.
وينصح معماري الكتاب الشباب بالتحلي بالثقافة الواسعة في كل مجالات الحياة ومتابعة تعميق أسلوب الكتابة والاطلاع على تجارب كبار الكتاب كما أن الثقافة الشاملة للصحفي هي شيء ضروري والقدرة على اقناع القراء بعيدا عن اللغة الخشبية المتشنجة والتنظير الفارغ.. والموهبة في كل شيء هي أولا ثم يأتي العمل على هذه الموهبة التي هي رقم واحد وكل ما يعمل عليها يشكل الأصفار على يمين هذا الواحد مع المتابعة اليومية لكل ما يجري في العالم وخاصة مع الأحداث الساخنة.
ولم يندم معماري على أي شيء كتبه خلال ستين عاما ولكن يمكنه بكل جرأة أن يقيم مستوى ما كتبه فهناك ما يستحق علامات عالية وبعضها ما يستحق علامات أقل وهذه طبيعة بشرية لا يمكن الهروب منها أي أن يكون الكاتب هو الناقد الأول لما يكتبه.. وفي هذا الصدد يعتز بمجموعة الرجل الذي رفسه البغل لما ضمته من قصص هي من أفضل ما كتب مشيرا الى أن كل كتبه نفدت من الأسواق ولم يبق لديه سوى نسخة وحيدة من كل مجموعة.
ويمضي معماري معظم وقته في القراءة والكتابة فيكتب أحيانا أشياء لم ينشرها قد تكون شعرا أو نثرا يتناول كل المواضيع وغالبا كتابات مشاغبة يحتفظ بها لنفسه لأنه لا يريد أن يسمى شاعرا مع احترامه للشعراء.
الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية مهم جدا وخاصة في هذه الفترة الحرجة
وتتلخص أمنياته في الوقت الحالي باستقرار البلد وانتصار الوطن مع ثقته بأن النصر قادم لتأمين جو تكون الثقافة فيه هي الصوت الأعلى مؤكدا أن الاستقرار سيؤدي إلى انتصار الفكر.
وما لا يعرفه الكثيرون عن معماري أنه خاض حرب تشرين التحريرية في واحدة من أهم التجارب في حياته إذ كان قائد سرية وقاتل مع جنوده الذين حاربوا بشجاعة فائقة ما أهله لنيل وسام الاستحقاق من الدرجة الأولىي ؤكد بهذا الصدد أنه الوحيد بين الكتاب الذين خاضوا هذه التجربة فقد كان في قلب المعركة وليس مجرد مراسل حربي والآن يتمنى لو كان قادرا على المساهمة في المعركة ضد الإرهاب كجندي مقاتل فالوطن ينبض في قلبه ووجدانه "كنا نحكي النكت تحت القصف ما يدل على الروح العالية لدينا وقد حقق جنودي إنجازات مهمة في حرب تشرين منها إسقاط طائرتين معاديتين وأسر طيار إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية".
وكتب معماري قصصا عديدة عن حرب تشرين التحريرية مستفيدا من تجربته الواقعية كقصة بعنوان الوسام التي فازت بجائزة وحملت عنوان الكتاب الذي صدر عن جريدة تشرين.
وحول الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية قال إن هذا الاستحقاق مهم جدا وخاصة في هذه الفترة الحرجة وكل مواطن شريف سيكون صوته منصبا على من قادنا ويقودنا إلى النصر.
ولايزال حتى اليوم يكتب زاوية أسبوعية في صحيفة تشرين التي كتب لها على مدى ثلاثين عاما آلاف أقواس القزح تلك الزاوية التي أطل من خلالها على جمهور واسع وحظي بحب هذا الجمهور وأصبح معروفا من خلالها ومن خلال الكتابات القصصية على مستوى الوطن العربي حتى صار يعرفه الناس العاديون من عمال وباعة وعمال مطاعم وأينما ذهب فالزاوية كانت متابعة بطريقة واسعة في جميع أنحاء سورية كما غزت قصصه قلوب الكبار والصغار داخل الوطن وخارجه.
ويعزو معماري المولود في دير عطية 1941 سبب نجاح زاوية قوس قزح لما فيها من خفة دم وسخرية ولقلة عدد كلماتها فهي زاوية صغيرة تركز على النقد القاسي ولكن باسلوب ساخر ولغة بسيطة مفهومة لجميع الناس مع جرأة لا بد منها في الكتابة وقد ساهم من خلال هذه الزاوية في حل آلاف المشاكل للناس المظلومين بشكل فوري الا اذا كانت المشكلة تحتاج الى وقت ودراسة.
وعما إذا كانت السخرية سمة من سمات شخصيته قال معماري في حوار خاص مع سانا الثقافية: إنه مرح بطبعه ولكنه قليل الكلام فهو يختصر كل مئة كلمة إلى جملة مكثفة بليغة وهذا هو أسلوبه في الكتابة أيضا والسخرية برأيه تجذب القارئ أكثر من الكتابة الجادة وهي ترسم الابتسامة على وجه القارئ بدلا عن التنظير الجاف خاصة إذا كان اسلوب الكاتب من السهل الممتنع الذي يستند إلى ثقافة واسعة سياسيا وأدبيا مضيفا.. يجب عدم استسهال الكتابة المهم أن أسفح روحي على الورق ضمن ايقاعات صوفية.
وعما إذا كان يفضل الكتابة أم الصحافة قال انه يجد نفسه في الاثنتين معا فقد حافظ على نفسه ككاتب دون أن تلتهمه الصحافة مشيرا إلى أنه جاء من الأدب إلى الصحافة وحين عمل في صحيفة تشرين كان لديه كتابان مطبوعان هما أحزان صغيرة ومجموعة قصصية للأطفال ولكونه امتهن الكتابة قبل أن يكون صحفيا فقد نقل هذه التجربة الى الصحافة موضحا أن الكتابة أفادته في عمله الصحفي.
أما دراسته للفلسفة فقد أعطته الكثير لكونها برأيه أم العلوم والآداب وعلى هذه الأرضية الصلبة بنى ثقافته فيما بعد وهذا ما أفاده بطريقة غير مباشرة.
القصة أسرع وصولا إلى القارئ من الرواية
ويقول إنه اختار كتابة القصة دون الرواية لأنها أسرع وصولا إلى القارىء من خلال نشرها في المجلات الثقافية أما الرواية فلديه تجربة لاتزال مخطوطة وتحتاج إلى تفريغ حجبته عنه الأعمال الكتابية اليومية التي لا يستطيع اهمالها من أجل لقمة العيش كما يقول.
وأبطال مجموعاته القصصية السبع جميعهم من الواقع ما يتطلب منه ككاتب ميزة الملاحظة السريعة والتقاط الجوهري في الموضوع فلم يعتمد على الخيال فقط بل على الواقع مع تخييل هذا الواقع فنيا موضحا أن القصة ليست ابتكارا من خيال بل خلق واقع مركب من واقع كائن من دون تضحية بالتخييل ولكن دون اقتباس من الخيال البحت.
وغالبا ما تحضر سيرته الذاتية في كتاباته وهذا ما نلمسه في مجموعته القصصية بعنوان أختي فوق الشجرة التي يقول في بدايتها أانها ما يشبه السيرة معتمدا على تجربته الحياتية الخصبة فقد أتاحت له الحياة فرصة التنقل في مدن كثيرة في سورية وخارجها منذ طفولته بحكم عمل والده كعامل بلاط.
وتنقل في دراسته بين مدينتي اربد وعمان في الاردن ثم دمشق فالنبك بلد والدته ثم دير الزور ما أعطاه تجربة غنية انعكست في كتاباته إضافة إلى بيئة أسرته وجده وجدته فوالده كان قارئا نهما يتابع كبريات المجلات الأدبية والفكرية في الوطن العربي كمجلة الرسالة كما كانت أمه قارئة تتقن اللغتين العربية والفرنسية رغم أنها لا تحمل شهادة.. فيما كان أحد أعمامه صاحب امتياز مجلة الطليعة التي صدرت عام 1936 لأول مرة كما ترك له أعمامه الذين هاجروا مكتبة ثرية فبدأ القراءة مبكرا ونشر لأول مرة في مجلة مصرية للأطفال اسمها سندباد.
وكتب معماري عشر مجموعات قصصية للأطفال آخرها يوميات شغبوب السنديان الصياد الكسول00كما كتب على مدى أربع سنوات قصصا شهرية للاطفال في مجلة أحمد اللبنانية وفي نهاية العام الأول جرى استفتاء للمشتركين فنال العلامة الأعلى وكل هذه القصص بطلها طفل غاية في الاجتهاد والذكاء لكنه يقوم بمقالب لطيفة جدا وغير مؤذية ضمن هدف تربوي بعيد جدا عن الوعظ فالحكاية والحدث هما الأساس في هذه القصص التي توخى فيها البعد عن التنظير.
وفاز بالجائزة الأولى على مستوى الوطن العربي من مجلة العربي.
الكويتية عن قصة أولاد العنزة وجائزة أخرى من جريدة السفير اللبنانية.
وعن السبب الذي دفعه إلى الكتابة للأطفال يقول معماري إنه المخزون الكبير من الحكايات التي كان يستمع لها من جدته ومن أمه ومن رواة الحكاية الشعبية في سهرات بيت جده حيث كان يجتمع عدد من الأشخاص فيطلبون من أحدهم رواية حكاية في زمن ليس فيه تلفزيون ولا كهرباء وليكتشف فيما بعد أنها مستمدة من ألف ليلة وليلة مع اضافات كثيرة على الحكايات الأصلية التي عدل فيها بدوره عندما كتبها للأطفال فخلصها من السلبيات وحولها إلى حكايات ايجابية كحكاية النملة والصرصار اذ جعل من الصرصار المغني فنانا يحفز النمل على العمل من خلال غنائه.
وبالعودة الى البدايات يقول صاحب قصة الرجل الذي رفسه البغل إن مكتبة المدرسة الابتدائية ساهمت في تشجيعه على القراءة والكتابة لانها كانت مفتوحة لكل التلاميذ مع أساتذة من أعلام التربية في مدرسة رسمية ولكن للأسف تحولت المكتبات المدرسية اليوم إلى ديكور كما يقول وكتب كثيرا في هذا الموضوع ناقدا ومنبها لضرورة انقاذ المكتبة المدرسية والمختبر المدرسي وعندما كان يزور مدارس المرحلة الأساسية كان يفاجأ بأن المكتبة مغلقة بالقفل والمفتاح لأن المشرفة عليها في إجازة أمومة دائمة.
وفي المسرح كتب معماري مسرحية شاي بالنعناع للكبار التي قدمت على المسرح بعنوان الابحار إلى جزر الفخار وعرضت في دمشق وفي بعض المحافظات في فترة التسعينيات فيما منع عرضها في محافظات أخرى لجرأتها كما كتب للاطفال مسرحية الصياد والملك التي أخرجها مانويل جيجي وقال إنه امتنع عن مواصلة الكتابة للمسرح احتجاجا على منع عرض مسرحيته المذكورة.
أما عن تجربته في الكتابة للسينما فكتب شيء ما يحترق من انتاج المؤسسة العامة للسينما واخراج غسان شميط وبطولة منى واصف ويوسف حنا وخالد تاجا وبسام كوسا وبالرغم من أن الفيلم لاقى اقبالا جيدا آنذاك الا أنه لم يكن راضيا عنه بسبب حذف اثني عشر مشهدا من الفيلم الذي يعالج موضوعا حساسا للغاية حسب رأيه وهو موضوع احتلال الجولان كما كتب نصا آخر للسينما لكن تم ركنه على الرف ومازال مركونا حتى الآن.
وكتب معماري للتلفزيون فيلم الزائرة بطولة غسان مسعود الذي يعالج موضوع البيئة الاجتماعية المتخلفة من خلال تجربة حقيقية عاشها الكاتب في جنوب سورية.
واعترف بتراجع كتاباته بعد احالته إلى التقاعد وتوقف التواصل مع المجلات والصحف من خارج سورية بسبب الأزمة والمقاطعة كما أن تراجع وضعه الصحي ترك أثره على كتاباته.
الإعلام السوري إعلام نظيف ووطني واستطاع مواكبة الأزمة
ووصف معماري الإعلام السوري بأنه إعلام نظيف ووطني وأنه استطاع مواكبة الأزمة بالرغم من وجود بعض السلبيات.
وحول دور الثقافة في الخروج من الأزمة رأى أن الثقافة هي الأساس لكل مشروع وطني وكلما امتدت هذه الثقافة أفقيا وعموديا ستكون هي الأرضية لتوعية أكبر للمجتمع وفتح آفاق واسعة في طريقة التفكير وتحليل أمور الواقع موضحا أن أهم تجربة في الكتابة لديه هي الثقافة الشاملة ومن ثم الثقافة الخاصة المتمثلة في التمكن من اللغة والاحساس الدقيق بايقاعها ومن ثم الكتابة باسلوب قريب من أوسع شرائح المجتمع بعيدا عن التنظير وبعيدا عن التعالي فضلا عن التعمق في فهم أوسع لشرائح المجتمع والتفاعل معه بشكل يومي ما أمكن ذلك.
وينصح معماري الكتاب الشباب بالتحلي بالثقافة الواسعة في كل مجالات الحياة ومتابعة تعميق أسلوب الكتابة والاطلاع على تجارب كبار الكتاب كما أن الثقافة الشاملة للصحفي هي شيء ضروري والقدرة على اقناع القراء بعيدا عن اللغة الخشبية المتشنجة والتنظير الفارغ.. والموهبة في كل شيء هي أولا ثم يأتي العمل على هذه الموهبة التي هي رقم واحد وكل ما يعمل عليها يشكل الأصفار على يمين هذا الواحد مع المتابعة اليومية لكل ما يجري في العالم وخاصة مع الأحداث الساخنة.
ولم يندم معماري على أي شيء كتبه خلال ستين عاما ولكن يمكنه بكل جرأة أن يقيم مستوى ما كتبه فهناك ما يستحق علامات عالية وبعضها ما يستحق علامات أقل وهذه طبيعة بشرية لا يمكن الهروب منها أي أن يكون الكاتب هو الناقد الأول لما يكتبه.. وفي هذا الصدد يعتز بمجموعة الرجل الذي رفسه البغل لما ضمته من قصص هي من أفضل ما كتب مشيرا الى أن كل كتبه نفدت من الأسواق ولم يبق لديه سوى نسخة وحيدة من كل مجموعة.
ويمضي معماري معظم وقته في القراءة والكتابة فيكتب أحيانا أشياء لم ينشرها قد تكون شعرا أو نثرا يتناول كل المواضيع وغالبا كتابات مشاغبة يحتفظ بها لنفسه لأنه لا يريد أن يسمى شاعرا مع احترامه للشعراء.
الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية مهم جدا وخاصة في هذه الفترة الحرجة
وتتلخص أمنياته في الوقت الحالي باستقرار البلد وانتصار الوطن مع ثقته بأن النصر قادم لتأمين جو تكون الثقافة فيه هي الصوت الأعلى مؤكدا أن الاستقرار سيؤدي إلى انتصار الفكر.
وما لا يعرفه الكثيرون عن معماري أنه خاض حرب تشرين التحريرية في واحدة من أهم التجارب في حياته إذ كان قائد سرية وقاتل مع جنوده الذين حاربوا بشجاعة فائقة ما أهله لنيل وسام الاستحقاق من الدرجة الأولىي ؤكد بهذا الصدد أنه الوحيد بين الكتاب الذين خاضوا هذه التجربة فقد كان في قلب المعركة وليس مجرد مراسل حربي والآن يتمنى لو كان قادرا على المساهمة في المعركة ضد الإرهاب كجندي مقاتل فالوطن ينبض في قلبه ووجدانه "كنا نحكي النكت تحت القصف ما يدل على الروح العالية لدينا وقد حقق جنودي إنجازات مهمة في حرب تشرين منها إسقاط طائرتين معاديتين وأسر طيار إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية".
وكتب معماري قصصا عديدة عن حرب تشرين التحريرية مستفيدا من تجربته الواقعية كقصة بعنوان الوسام التي فازت بجائزة وحملت عنوان الكتاب الذي صدر عن جريدة تشرين.
وحول الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية قال إن هذا الاستحقاق مهم جدا وخاصة في هذه الفترة الحرجة وكل مواطن شريف سيكون صوته منصبا على من قادنا ويقودنا إلى النصر.