بين الإخفاق والنجاح.. بقلم: فاطمة المزروعي
تحليل وآراء
الجمعة، ٥ مايو ٢٠٢٣
ربما أبسط التطلعات التي نرغب بتحقيقها هي الوصول إلى النجاح، وتحقيق الأهداف التي خططنا لها ؟ من دون شك في أن الوصول إليها ليس بالأمر السهل، لا بد من محاولتنا تجاوز الصعوبات والظروف المحيطة بنا، البعض يختار هدفاً معيناً، ثم يتبين بعد فترة أنه كان قرار خطأ وغير مدروس، ولم يتم اختياره بطريقة ذكية، على سبيل المثال الكثير يذهب إلى عمله، ولكن لا ينجز فيه، ولا يعرف كيف يستمتع فيه، بل يكون حضوره من أجل الحصول على المرتب، هؤلاء وغيرهم ممن يسقطون في براثن الروتينية، وتضييع الوقت، والمفترض أنهم يحاولون البحث عن الاستمتاع في مجال عملهم.
أسوق لكم مثالاً عن موظف كان يعمل في وظيفة إدارية لفترة طويلة، ولم ينجح، فقرر ترك وظيفته، وفتح مشروعاً استثمارياً في مجال العقارات، وبالفعل نجح الموظف في تحقيقه حلمه.
ربما في البداية لم يعرف كيف يستثمر في نفسه، ولم يفهم أهدافه، ولكن مع الوقت بدأ يستشعر قيمة هذا التباين الواضح بين النجاح والإخفاق، إن حياتنا العملية تساعدنا في فهم هذا التباين، والتعرف على أسباب الفشل والنجاح، فتصبح لدينا دراسة واعية وفهم ومعرفة، قد نفشل وقد ننجح، نسقط، نتعثر، نتألم، نبكي، ثم نتعلم من الحياة الدروس والنصائح، التي تقودنا نحو النجاح والتفوق، وكما قال المؤلف الأمريكي ومطور الدروس المشهورة في تحسين الذات ديل كارينجي: لا يمكن تحقيق النجاح إلا إذا أحببت ما تقوم به.
كن مرآة نفسك، فلا تنتظر تقييم الآخرين لك، وسارع بمحاولة تحسين نفسك، وكن مبتسماً وصبوراً قدر الإمكان، وحاول أن تتخطى الصعوبات والتحديات، فلا تجعل من أية معوقات حاجزاً أمامك، فكر في النجاح، واجعله جزءاً من حياتك، ولا تتعلل بالمال، وعدم وجود الإمكانات، وصعوبة الوصول إلى أحلامك، توجد حكمة هندية تقول: لو جمعوا كل أموال العالم، ووضعوها في غرفة، وفرقتها على الناس بالتساوي، فالناجح يصبح أنجح، والفاشل يصبح أفشل، لأن الناجح لديه استراتيجية أن يصرف 10%، ويستثمر 90%، أما الفاشل فلا يستثمر، ويصرف كل ما يملك، ثم يقعد حزيناً.
إن صورتك الذاتية عن نفسك إنما هي عبارة عن أفكار داخلية تدعم كل إنسان في حياته، كل شيء يمر علينا من تجارب، وتحديات الحياة، كلها سوف تساعدك على بلوغ الهدف لو رغبت بذلك. بمعنى ما تضعه في داخلك سوف يكون صورة داخلية عنك، فلو أنك تريد أن تصبح مديراً للإدارة التي تعمل فيها ؟
ما الذي يمنع ذلك، ضع الأهداف وواجه التحديات، وحاول أن تضع لها حلولاً، فكل شخص يريد النجاح لا بد أن تقابله تحديات، ولكن عليه التعرف عليها، وكيفية التعامل معها، فالتخطيط له قواعد مهمة جداً، ويجب على كل شخص أن يحدد هدفه، ويعرف إمكانات نفسه، بمعنى أن حلمك أن تصبح مدير الإدارة، فلا يوجد شيء يمنع من ذلك، بل اجعل لنفسك قواعد معينة، يمكن من خلالها معرفة إمكاناتك وقدراتك وتجاربك وخبراتك ومهاراتك، ومواجهة التحديات، ثم ابدأ في ممارسة مهاراتك الإبداعية، والتأثير على من هم حولك، وزيادة علاقاتك الاجتماعية، وتقديم ما يمكن أن يبهر موظفي إدارتك، وهكذا، إن نجاحك والتزامك بوقتك سيجلب لك التفوق والترقية، فكر بقواعد النجاح وأحبب عملك، وهذا الحب هو من سيقودك نحو الإبداع والتميز.