بين الترقب والتنبه..بقلم المهندس باسل كويفي

بين الترقب والتنبه..بقلم المهندس باسل كويفي

تحليل وآراء

السبت، ١٧ يونيو ٢٠٢٣

خلال مؤتمر بروكسل السابع حول " دعم مستقبل سوريا والمنطقة " في 15 يونيو / حزيران 2023، تعهد المجتمع الدولي بتقديم 5.6 مليار يورو لعام 2023 وما بعده ، منذ بداية الأزمة في عام 2011 ، حشد الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه أكثر من 30 مليار يورو  لدعم السوريين في سوريا والمنطقة ،بالإضافة إلى ذلك ، أعلنت المؤسسات المالية الدولية والجهات المانحة 4 مليارات يورو في شكل قروض ، ليصل إجمالي المنح والقروض  إلى 9.6 مليار يورو .

الولايات المتحدة تقول انها منذ بداية الازمة السورية وحتى تاريخه قدمت ما يزيد عن 10 مليار دولار مساعدات للشعب السوري.

اذا دققنا البحث في مساعدات انسانية ولمنظمات مجتمع مدني مقدمة من الدول الاسكندنافية يتبين مبالغ تزيد عن 3 مليار دولار.

المبالغ التي قدمتها بعض الدول العربية عبر منظماتها الى ما يوازيها غير دقيقة ولكن تقديراتها تتجاوز 10 مليار دولار

تركيا حسب بعض التقديرات قدمت مبالغ تزيد عن 10 مليار دولار

من خلال عملية حسابية بسيطة يتبين ان المبالغ التي تم تقديمها الى الشعب السوري (كما يصرحون) تزيد عن 73 مليار دولار (عدا شمال شرق سورية) ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ؟ أين تلك الاموال ومردودها على الشعب السوري كما يدعون الذي بات أكثر عوزاً بعد تلك المنح والمساعدات؟

الجواب الارجح هو عدم وصول تلك المساعدات الى الشعب إلا بشكل نسبي قليل، ومعظم تلك المساعدات كانت ذات قالب سياسي دعمت به منظمات المجتمع المدني سواء بالداخل أو بالخارج تتخلله شبهات الفساد والمصالح الخاصة والتدجين البيئي والمجتمعي لاستراتيجيات مستقبلية مبهمة البصمة والهدف.

الاتحاد الأوروبي أرسل رسالة خلال مؤتمر “بروكسل” مفادها أن تمويل تدخلات “التعافي المبكر” والقدرة على الصمود لا يزال أمر بالغ الأهمية، وفق بوينو (المتحدث باسم الاتحاد الاوروبي)، ولا تعني التطبيع أو إعادة الإعمار، لكن هدفها الرئيسي، تحسين الحياة اليومية للسوريين وطرح آفاق مستقبل أفضل، في إطار نهج الخطوة خطوة للمبعوث الأممي (بيدرسون) بهدف تغيير سلوك النظام نحو اتخاذ خطوات موثوقة بما يتماشى مع العملية التي تقودها الأمم المتحدة.

وقالت آمنة خولاني، نائبة رئيس مجلس إدارة مدنية، إنها تعتبر "أن توقيت هذا المؤتمر مباشرة بعد حملات التطبيع مع نظام سورية هو رسالة واضحة" بموقفهم الرافض مطلقاً للتطبيع وتبعاته والإعلان عن أنفسهم ووجودهم كفاعلين ومؤثرين وممثلين حقيقين لسورية الديمقراطية.

 واضافت: "إنها مبادرة لخلق مساحات عمل مشتركة وتنسيق الجهود بين الفاعلين في المجتمع المدني السوري وخلق آليات ضغط مشتركة"، مشيرة إلى أن "مدنية" "هي محاولة لجمع كافة الجهات الفاعلة المدنية لاستعادة الفاعلية السياسية للفضاء المدني السوري".

 

وقال أيمن أصفري، رئيس مجلس إدارة مبادرة "مدنية"، إن "أهمية مؤتمر باريس تأتي نظراً لتزايد عمليات التطبيع مع النظام السوري"، ويسعى المؤتمر لـ"خلق مساحة تجمع ممثلي عدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني السوري".

وتسعى "مدنية"، بحسب أصفري، إلى "طرح بدائل لكيفية سير الأمور في ما يتعلق بمستقبل سورية بما يتناسب مع قيم الديمقراطية والعدالة والمساءلة والوصول إلى الحقوق"، ويضيف أصفري أن هذا الحراك "يجسد موقفاً واضحاً ضد التطبيع واعترافاً بالجهود الجبارة التي يبذلها الفاعلون المدنيون السوريون، الذين ما زالوا يناضلون من أجل مستقبل ديمقراطي وسلمي لبلدهم" ويقول أصفري إن "مؤتمرنا هو المكان الذي ُنطلق فيه رسمياً هذا الجهد الجماعي، للمطالبة بأحقيتنا السياسية كفاعلين مدنيين، ولفرض أنفسنا كنظراء ذوي شرعية ومصداقية في جميع عمليات صنع القرار المتعلقة بسورية، بما فيها المستوى السياسي".

ويعتقد أصفري أن هناك "ضرورة لوجود المجتمع المدني في الحالة السورية اليوم نظراً للعمل الجبار الذي قام به هذا المجتمع المدني السوري الذي هو اللبنة التي سيبنى عليها التغيير المستدام، من خلال اتباع نهج تصاعدي بخلق أرضية صلبة للتغيير المنشود ".

من باريس الى بروكسل ومن جنيف الى لندن يجتمع المؤتمرون السوريون تحت شعارات وتسميات مختلفة ظاهرها حقوق الشعب السوري وباطنها لا يعلمه سوى الله ، والسؤال الذي يفرض نفسه ، متى سيكون اجتماع دمشق والذي ستتوحد به الارادات والادارات في ظاهرها وباطنها .