عيد لـ الأزمنة : العمل مع المنار شرف عظيم وإضافة كبيرة في سجل أي إعلامي.

عيد لـ الأزمنة : العمل مع المنار شرف عظيم وإضافة كبيرة في سجل أي إعلامي.

فن ومشاهير

الاثنين، ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٠

تميز بتقاريره الإخبارية التي يعدها لتلفزيون المنار في دمشق، قدم الكثير من التقارير التي حظيت على متابعة مهمة، ممتلكاً أداوته الإعلامية التي استطاع من خلالها بأن يحظى بحضور جماهيري مهم ، محمد عيد مراسل تلفزيون في دمشق خص موقع مجلة الأزمنة بهذا الحوار :

مرحباً بك عبر موقع مجلة الأزمنة ؟

أهلا بكم وأتشرف بالحديث إلى موقع الأزمنة المحترم .

يعاني المشاهد السوري من انقطاعات ببث قناة المنار أرضياً وغيابها عن الإرسال.. ما هي الاسباب التي تقف وراء ذلك بعدما كان الإرسال منتظماً ولا يعاني من أي مشاكل تقنية ؟

هناك مع الأسف مشكلة فنية بالدرجة الأولى فالأجهزة بحاجة إلى عملية صيانة وبسبب موضوع كورونا لم تتمكن إدارة القناة من إرسال فريق تقني من لبنان حتى يقوم بأعمال الصيانة المطلوبة هذه فضلا عن أن محطة البث الأرضية التي تبث القناة عليها في الوقت الحالي هي محطة مؤقتة وهي موصولة مع البث الأرضي السوري فحين تقطع الكهرباء ينقطع البث وهذه المحطة موجودة في منطقة الباردة التي تشهد انقطاعات كبيرة في التيار الكهربائي فيترتب على ذلك انقطاعات طويلة في البث .

بعد ايقاف بث القناة فضائياً عبر الأقمار الصناعية المعروفة هل أثر ذلك على عملكم داخل العاصمة دمشق ؟

العمل لم يتأثر أبدا ، على العكس من ذلك بقي مرتبطا بتسارع الأحداث وزخمها ورغبة إدارة المنار بتغطية الحدث السوري باعتباره الأهم على مستوى الجغرافيا الساخنة والمهمة في العالم كله والمرتبط عضويا بباقي حلقات حلف المقاومة في لبنان وبقية الدول وحركات المقاومة المنضوية تحت هذا الحلف  ونحن واصلنا عملنا بصرف النظر عن القرار الجائر بوقف بث قناة المنار على الأقمار الصناعية ، لكن بقيت هناك غصة في القلب تتعلق بنا كمراسلين نتيجة شعورنا بأن هذه القناة التي كانت تحظى بنسبة مشاهدة عالية لدى الجمهور السوري بمختلف مشاربه غيبت بشكل قهري ولم تعد في المتناول ، ودون متابعتها ثقافة تقنية لا يتحصل عليها كل السوريين ، الأمر الذي جعلنا تحت أنظار النخبة المهتمة بالشأن الإعلامي دون العامة من الناس الذين غالبا ما يرفعون بتفاعلهم الفطري من شأن المراسل حين يتابعونه ويتفاعلون مع منتجه الإعلامي سواء كان سياسيا أو اجتماعيا أو إنسانيا ونحن إلى حد ما فقدنا هذه الميزة وإن كنا مدركين بأننا لا نزال نصيب في أعداء وطننا مقتلا رغم كل ما تعرضت له هذه القناة من محاولات تشويه لم ينكرها الشقيق قبل العدو للأسف الشديد .

كيف تقيم اليوم واقع الإعلام المقاوم ... هل ما يزال اليوم يمتلك مساحة واسعة مقارنة بالسابق في ظل سياسة التطبيع ؟

باستثناء السودان ربما والذي انتقل نظامه القديم الجديد الآن  لأسباب غلبت عليها الإنتهازية السياسية  من موقع من يدعي المقاومة إلى موقع  التطبيع فإن بقية  الدول العربية  التي طبعت اليوم مع الكيان الصهيوني لم يكن إعلامها يوما مؤيدا للمقاومة وإن أخذ الأمر شكلا متدرجا وحيزا زمنيا حتى وصل إلى مرحلة  القطيعة النهائية  معها  واستعدائها لمصلحة أعداء الأمة وصولا إلى نعتها بالإرهاب والتنسيق المتواصل مع الإستخبارات الصهيونية والأمريكية بشأن النيل منها وضمن هذا المدى الزمني تم العمل على العقل الجمعي للشعب العربي وصرف المال السياسي بسخاء كبير في سبيل شيطنة صورة المقاومة في ذهنه وشد العصبيات المذهبية بشكل سافر وكبير ، وقبل ذلك فإن الإعلام الرسمي العربي هادن الكيان الصهيوني منذ وقت طويل .

لذلك فإني أعتقد أن مساحة الإعلام المقاوم لم تتبدل وبقيت على حالها مع تغيرات بسيطة  لا تذكر. وبالرغم من كل ما تقدم بقي هذا الإعلام مؤثرا إلى درجة كبيرة ويختصر تأثيره المبهر قول سماحة السيد حسن نصر الله في المنار تعقيبا على تغطيتها لعدوان تموز " لولا المنار لضاع الإنتصار "

ومع ذلك فإن هناك ثغرات لا تزال ترتبط بعمل الإعلام المقاوم أهمها واقعه المادي المزري " فلا إعلام من دون مال مهما حسنت النوايا ولبس الجميع ثوب التضحية " إضافة إلى ضعف بنيته التقنية و اتكاله الغير مبرر على فكرة أنه  "صاحب حق والحق يدفع عن نفسه " دون بذل الجهد المطلوب لتسويق هذا الحق فضلا  عن تموضعه و بشكل شبه دائم  في موقع المدافع والركون أحيانا لرغبة الأنظمة السياسية الحليفة والتي -عادة ما تكون غير معلنة - في عدم فتح النار بشكل كامل على النظام الرسمي الرجعي العربي وحتى  على بعض الأنظمة الإقليمية التي يمكن أن تعود العلاقة معها يوما حين تقتضي السياسة ذلك .

وبالرغم مما أسلفت فإن هناك الكثير من الفضائل للإعلام المقاوم أهمها الصدق والقدرة على تعرية الأكاذيب وصد الدعاية المعادية كما فعلت قناة الدنيا خلال الأزمة والتواجد الميداني في المناطق المشتعلة ونقل الصورة كما هي كما فعلت المنار وغيرها من بقية القنوات المقاومة . فضلا عن أنه يوجد للحق ضياء يبرز على وجه المحق فلا تخونه الكلمات ولا تخذله لغة الجسد بخلاف الذين يظهرون على القنوات المعادية ممن تشترى مواقفهم بالمال السياسي فيقولون ما يؤمرون بقوله فقط .

برأيك هل هناك إعلام محايد؟

ليس المطلوب من الإعلام العربي أن يكون محايدا فمن العار أن تقف على مسافة واحدة بين الطفل الفلسطيني الشهيد والجندي الصهيوني القاتل فهذه خيانة .

المطلوب من الإعلام العربي أن ينصر القضايا المحقة للشعب شرط أن يكون موضوعيا لا محايدا ، فالحياد هنا هو صمت الشيطان وكلامه الموارب الأفاق .

في سورية واجه الإعلام المعركة وأدارها ضمن أنساق اختلف عليها الجمهور، فمنهم من اعتبره إعلاماً عاجزاً ومقيداً، والبعض الآخر رأى أنه خاض المعركة بشجاعة رغم مشكلاته وإمكاناته المحدودة، ما الذي ينقص إعلامنا ليصبح بحجم المواجهة المفروضة على سورية وخاصة اليوم في ظل صعوبات يعيشها المواطن السوري؟..

سؤالك بحد ذاته يتضمن الجواب فالإعلام السوري جميع بين كل هذه النقائض ، فالآلية التقليدية التي طبعت أداءه لعقود فرضت عليه نوعا من العجز البنيوي لم يسمح له في مفاصل معينه أن يبتكر ويبدع خلال الأزمة إلا في ومضات معينة أبلى فيها البعض البلاء الحسن ولا يعني هذا أنه لم ينجح في صد الحملات الإعلامية المعادية وكسر شوكتها لكن المطلوب كان ولا يزال الإنتقال السلس من الدفاع إلى الهجوم وهو أمر لا يمكن ضمانه إلا من خلال الحرية بمعناها المسؤول غير المنفلت من الضوابط المهنية والأخلاقية والوطنية ، حرية تضمن الإبداع والتفوق ومواجهة الحروب الإعلامية المضادة بأدوات غير صدئة . ومع ذلك فمن الإجحاف الكبير التنكر لدماء الإعلاميين السوريين الذين ارتقوا في هذه الحرب المسعورة على بلدهم ، فدماؤهم الطاهرة كانت ولا زالت وقود الصمود ومفتاح نصر لم تكتمل فصوله حتى الآن ، ينسحب الأمر كذلك على الجرحى وكل أولائك الإعلاميين الأبطال الذين وضعوا أرواحهم على أكفهم ومضوا في معركة حماية الوطن . وأمام الحرية المسؤولة في الإعلام تصبح الإمكانيات المالية والتقنية مجرد تفصيل لكنه بالتأكيد تفصيل مهم .

يصف البعض الخطوط الحمراء في وسائل الإعلام هي خطوط وهمية أوجدها البعض للتخلص من طرح الكثير من المواضيع ... كيف تعلق ؟

لا شك بأن هناك خطوط حمراء وهمية ناتجة ربما عن فعل تراكمي كان هامش الحرية فيه ضيقا إلى حد ما وأذكر كلمة لأحد الإعلاميين ممن عملوا لمدة في المركز الإخباري السوري حين قال " اعتقدت بأن عنصرين من الأمن سيقفان على رأسي وأنا أكتب تقريري لنشرة الأخبار " ليفاجئ بعد ذلك بأن شيئا من هذا لم يحصل وأن بإمكانه أن يكتب وينتقد ويرفع الدوز عاليا في الكثير من العناوين . ولكن هذا لا يعني عدم وجود خطوط حمراء حقيقية تجعل المرء يفكر مليا قبل أن يقول كل ما يجول بذهنه من انتقاد للأداء الحكومي و طريقة إدارته لملفات عديدة كالإقتصاد وغيره ولعلكم سمعتم ورأيتم كيف عوقب إعلاميون على مقالات انتقدت هذا المسؤول أو ذاك وكيف أودت تعليقات على وسائل التواصل الإجتماعي بأصحابها إلى السجن وبطرق مبتذلة أحيانا كأن يعلق أحد بكلام مسيئ على صفحتك فيحملونك أنت المسؤولية ويعاقبونك على مالم تقله وربما على ما لا تتبناه وهذا أمر حصل ولم نجد الغيرة المطلوبة من المعنيين بالشأن الإعلامي على أبنائهم الإعلاميين . فالحديث عن خطوط حمراء وهمية صحيح والحديث كذلك عن خطوط حمراء حقيقية صحيح .

كيف تصف العمل بمكتب المنار في دمشق ؟

العمل مع المنار شرف عظيم وإضافة كبيرة في سجل أي إعلامي وجميل أن تتحول من متابع شغوف بما كانت تقدمه المنار إلى مراسل يعمل على تغطية أحداثها وفق رؤيته الوجدانية والفكرية الخاصة . و لأن المنار تستمد أدبياتها من صميم ارتباطها العقائدي برسالة أهل البيت عليهم السلام فلا مكان للعصبية فيها والأهم أنهم يلحون عليك بقولهم " إذا لم تكن متأكدا من خبرك لدرجة اليقين فتريث في بثه " خطة الإرتقاء بالعمل ترتبط بمعطيات كثيرة قد لا تتوافر في كل الأحيان ، لكن المهم أن النقاشات حول تطوير آلية العمل مفتوحة و الأستاذ وائل المولى مدير مكتب قناة المنار في دمشق يتعاطى معنا في الشأن الإعلامي برقي فلا يتدخل في رؤيتنا السياسية والفنية للتقرير الذي نعده ولكنه يبدي ملاحظاته أحيانا ويختلف معنا في الرأي دون أن يلزم أحدا منا برأيه . بالنسبة لي يحصل الخلاف أحيانا مع غرفة الأخبار في بيروت حول أشياء عديدة تتعلق بتأويل الكلام وإسقاطاته وإيحائه أحيانا فتراهم يصرون على " رصانة زائدة " " وهذه الرصانة الزائدة بالنسبة لي تفقد الجملة والستاند نزعته التي أريدها مختلفة ويريدونها هم ضمن ضوابط شرعية ومنية لا أعتقد أنني يمكن أن أساوم عليها . ومع ذلك يبقى الحوار معهم راقيا ومفيدا .

هل لديكم خطة لتطوير عمل المكتب أم سيبقى الاكتفاء بالتقارير التلفزيونية وبث برنامج هنا دمشق ؟

الجانب الذي تفضلت به في سؤالك يخص عمل المنار في الشأن اللبناني لكن المقاربة السورية لهذا الموضوع مختلفة بالنسبة لإدارة المنار ولنا كمراسلين سوريين نعمل في هذه القناة المقاومة وتهمنا مصلحة بلدنا بالدرجة الأولى . هذه التجربة التي تتحدث عنها أتمنى على المستوى الشخصي أن أخوضها كإعلامي فيما يتعلق بوطني سورية ولكن إدارة المنار لا تدع مناسبة إلا وتذكرنا فيها بأنها لا تتدخل في الشأن الداخلي السوري إلا من باب التركيز على الإيجابيات أما السلبيات فهي بالنسبة لها شأن داخلي سوري تقف منه موقف الناصح على استحياء ممن يرجو وبصدق الخير لحليفه . ولهذا لم يكن بإمكاننا ومن موقعنا كمراسلين لقناة المنار في مكتب دمشق أن نخوض فيما تجنب الإعلام الرسمي السوري الخوض فيه فهذا الأمر من اختصاص إعلامنا الوطني الذي يجب عليه أن يسلط الضوء على كل العيوب وما أكثرها . وبطبيعة الأحوال إذا كنت تقصد تغطية القناة لأحداث عالمية وإقليمية وفق رؤيتها الإستراتيجية فهذا الأمر غالبا ما يكون متاحا لقناة تتبع لحركة مقاومة لها شبكة واسعة من التحالفات الإقليمية الإستراتيجية وتملك القدرة والمرونة على احتواء الضغوط الدولية أكثر بكثير من أي نظام سياسي مهما كان مقاوما فيما يبقى الهامش أضيق بالنسبة للمنظومات الإعلامية التابعة للأنظمة والحكومات حتى المقاومة منها وهذا أمر مفهوم وإن لم يكن مبررا في كل الأحوال .

ماذا تقول لجمهور المنار في سورية ؟

أحيي جمهور المنار في سورية وفي كل مكان في العالم وأتمنى عليهم ألا يستسلموا لفكرة أن بث القناة قد توقف على قمري النايلسات والعربسات فثمة طرق آخرى يمكنهم من خلالها مشاهدة هذه القناة التي قضت مضاجع العدو الصهيوني ومعه كل الخونة والمتآمرين وكانت على الدوام مصدر الفخر والاعتزاز لكل قابض على كرامته في هذا الزمن العربي الصعب . محمد عيد مراسل قناة المنار في دمشق .

 

دمشق_ موقع مجلة الأزمنة _ إعداد وحوار _ محمد أنور المصري