فراس إبراهيم يوجه رسالة شديدة اللهجة لنقيب الفنانين

فراس إبراهيم يوجه رسالة شديدة اللهجة لنقيب الفنانين

فن ومشاهير

الثلاثاء، ١٥ يونيو ٢٠٢١

وجه الفنان فراس إبراهيم رسالة إلى نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان رداً على تصريحاته عبر إحدى الإذاعات المحلية والتي تخص العديد من المحاور التي ودرت على لسان رمضان هذا نصها :

رسالة إلى الأخ الأستاذ  زهير رمضان نقيب الفنانين  :

 عندما عدت في سنة 2018 من القاهرة إلى دمشق للمشاركة في بطولة مسلسل رائحة الروح وكان من إنتاج مؤسسة الإنتاج التلفزيوني الحكومية ذهبت فور وصولي إلى فرع دمشق لنقابة الفنانين ودفعت رسوم السنوات التي غبت فيها عن سورية وجددت عضويتي واستلمت بطاقة العضوية ، ثم قررت من باب الذوق أن أزور الأخ والصديق والزميل زهير رمضان نقيب الفنانين لأسلّم عليه بعد غيبة طويلة.. ذهبت بالفعل واستقبلني مدير مكتبه بوجه يقطر سُمّا وكأنه لا يعرفني أو يسمع بي من قبل وطلب مني الانتظار في مكتبه ريثما يفرغ السيد النقيب من أشغاله.. مرّت الدقائق ثقيلة وكأنها دهر لأني كنت أتوقّع أن يخرج زهير الذي رآني من خلال كاميرات المراقبة ليستقبلني بالترحاب لكن ذلك لم يحصُل.. نهضت من مكاني مُحرَجاً وقلت لهذا المتجهّم : أرجو أن تُبلغ الأستاذ زهير أنني أتيت إلى زيارته..... وقبل أن أكمل جملتي قاطعني وقال : أوكي سأبلغه وتركني أخرج  من مبنى النقابة وأنا أعض أصابعي ندماً على اللحظة التي فكرت فيها بهذه الزيارة وقررت الاّ أدخل إلى هذا المبنى ثانيةً مدى الحياة.. لكني ورغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على هذه الواقعة لم أتفوّه بكلمة واحدة حول ما جرى معي منعاً للشوشرة واللغط ولكي لا يتم استغلال ما جرى بشكل يسيء لي ويسيء لزهير أيضاً ... في الواقع أن كل ما قلته ليس هو السبب في كتابة هذا المنشور ، السبب المباشر هو أني سمعت الأستاذ زهير في لقاء إذاعي مصوّر وهو يجيب على سؤال المذيع يامن ديب حول شكوى  المخرج النجم سليم صبري والأستاذ  الفنان هاني شاهين من تدّني قيمة المبلغ الذي يقبضانه كراتب تقاعدي البالغ 30 الف ليرة سورية أي ما يعادل عشرة دولارات فقط لا غير وأنهما يقولان أنه لا يكفي لشراء كيلو لحمة... كان جواب السيد النقيب أن سليم صبري وهاني شاهين أساءا للنقابة بمثل هذا الانتقاد وأن هذا المبلغ هو المتاح وانه في حالة انخفاض دخل النقابة يُمكن أن يخفّض هذا الراتب ويصرف لهما نصف هذا المبلغ  أي 15 ألف ليرة فقط وذلك حسب قوانين النقابة وأنه ليس مشكلته أن مبلغ التقاعد لا يكفي لشراء كيلو لحمة وقال: على قد لحافك مدّ رجليك ولا أدري إذا كان يقصد بهذا المثل أن يشتري كلّ منهما 200 غرام لحمة بدل الكيلو !! وأضاف أنا سمحت لهما بالعمل رغم أن القانون ينص على عدم السماح لهما بمزاولة المهنة بعد التقاعد وذلك لمساعدتهما وعدم قطع أرزاقهم وفوق ذلك يعتبان وينتقدان فهذا شيء غير مقبول  !!!  ولكن فات السيد النقيب أنهما لازالا يعملان ويكافحان مثل العديد من الفنانين كبار السن حتى يحصلا على قوت يومهم  ولو كان الراتب يكفيهما ليعيشا حياة كريمة لجلسا في البيت أو ذهبا إلى الشواطئ و المنتزهات واستمتعا باللعب مع الأحفاد وأولاد الأحفاد  !!! ومالفتني أيضاً  هي تلك العصبية والنبرة الحادة التي يتحدث فيها زهير وكأن من يتحدث عنهما يعملان في مزرعة العائلة ويعترضان على الأجرة التي يأخذانها ،ثم يبدو أن الأستاذ زهير نسي أن من يتحدث عنهما لايأخذان (وهما في سن الثمانين) راتبهما المخجل من جيبه الشخصي ولا من جيب النقابة لأنهما على مدار 50 سنة مضت كانا يدفعان رسوم التقاعد سنوياً لمن سبقوهم في التقاعد وقد لايسعفهما الوقت ( أطال الله في أعمارهم) لاسترجاع  ربع مادفعاه لزملائهم يوم كانت الليرة لها قيمتها وليست كما هي عليه الآن..... ولذا أهيب بك ياسيادة النقيب حتى لاتخسر الرصيد المتبقي لك في  قلوب بعض أصدقائك أن تهدأ  وتراجع نفسك وتغيّر طريقتك في كيفية التحدث عن زملائك فهم ليسو أُجَراء عندك وإنما  هم أخوتك وأصدقاؤك الذين انتخبوك  لحمايتهم والحفاظ على قدرهِم ومكانتهم وكرامتهم وصحتهم  أيضاً .. وأعود إلى قصة استقبالك لي التي ذكرتها في بداية حديثي لأضرب لك هذا المثال: عندما زرنا السيد الرئيس بشار الأسد في القصر الرئاسي أنا ومجموعة مختارة من المنتجين والمخرجين وذلك قبل الأزمة وجدنا سيادته واقفاً باستقبالنا بوجه بشوش وبكثير  من الودّ والترحاب وكأنه يعرف كلّ واحد منا معرفة شخصية رغم أن بإمكانه لو أراد أن يتركنا بانتظاره ساعتين في قاعة الإستقبال ... كما أضرب لك مثالا آخر يا أخي زهير  بما قام به السيد الرئيس بعد حادث السير الأليم الذي تعرضتُ له أنا والفنان مارسيل خليفة في نهاية  سنة 2010 حيث أوفد لي وزير رئاسة الجمهورية السيد منصور عزام  إلى المستشفى واقترب من أذني وأنا في حالة سيئة جداً ليقول لي د.  بشار  يهديك تحياته وتمنياته بالشفاء ويبلغك ان رئاسة الجمهورية ستتحمل تكاليف العلاج حتى تمام الشفاء ، ذلك عدا عن الإتصال اليومي من مكتب الرئيس مشكوراً للإطمئنان عن وضعي الصحي والزيارات المتكررة لي من معظم مسؤولي الدولة في ذاك الوقت ..وها أنا ذا وبعد مرور عشر سنوات لا أزال أشعر بالإمتنان والتقدير لهذا المستوى الراقي في التعامل معي ...أذكر لك هذه الوقائع وأكتب لك هذه الكلمات ياأستاذ زهير لكي أوقظك لا لكي أجرحك أو أنال منك فقد قلتها أكثر من مرة أني أعاني من فوبيا الكراسي والمناصب ولن أكون منافساً لك أو لغيرك في يوم من الأيام لا في النقابة ولا في اي مكان آخر ، لكن ولأنني لازلت أحفظ حق الزمالة والصداقة التي جمعتنا لسنوات طويلة أتمنى من كل قلبي أن تصلك رسالتي وأن تقرأها بهدوء وتمعّن وأن تضع نصب عينيك حقيقة أن هذا المنصب لن يدوم لأنه وببساطة شديدة لم يدم لأحد غيرك مِن قبل،  وأيضاً لكي تعلم أن رصيدك عند الآخرين من الحب والإحترام لايمكن لزهير النقيب المقيّد والمُزنجَر بالقوانين الصمّاء الجامدة أن يحافظ عليه، لكني على ثقة أن زهير الإنسان، زهير الفنان سينجح في ذلك  !!!!

دمشق_ الأزمنة _ محمد أنور المصري