رجاء المختار: تجربة التعليق أخافت كل المحيطين بي ولم أستسلم للتهكمات

رجاء المختار: تجربة التعليق أخافت كل المحيطين بي ولم أستسلم للتهكمات

فن ومشاهير

الأربعاء، ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٢

أهم مميزاتها الجدية والإلتزام والاعتماد على الذات, إيمانها بموهبتها وثقتها في قدراتها جعلاها ترفض أن تكون إعلامية عادية، فوضعت التميز هدفاً وشرطاً أساسياً بمسيرتها المهنية، فهي تملك طموحاً بلا حدود وإرادة قوية لتحقيقه, حب عائلتها للرياضة وتشجيع والدتها سهلا مهمتها في التعليق الرياضي, لتكون أول معلقة رياضية عربية لمباريات كرة القدم المحترفة,إنها الإعلامية الرياضية في مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية رجاء المختار التي فتحت لنا قلبها وعقلها في هذا الحوار..
 
*-  نبارك لك تكريمك من الاتحاد العربي للصحافة الرياضية ؟ كيف تقرئين هذا التكريم؟ وما الأهمية التي يكتسبها العيد الثاني عشر للإعلاميين الرياضيين الذي استضافته لجنة الإعلام الرياضي في مملكة البحرين مؤخراً؟
بعد مسيرة ٢٣ عاماً بين التعليق الرياضي والإعداد والتقديم للبرامج الرياضية تعودنا على استضافة المتوجين والمكرمين الرياضيين في مختلف الرياضات فالإعلامي ينسى أنه من حقه هو الأخر أن يكرّم , لكن الاتحاد العربي للصحافة الرياضية برئاسة الأستاذ والأخ الأكبر للجميع قدوتنا محمد جميل عبد القادر مع الجمعيات الوطنية للصحفيين الرياضيين في كل أقطار الوطن العربي مشكورة على أنها تتذكرنا وتثّمن عملنا كاعلاميين رياضيين, فعلا ًحقوقنا في التكريمات ببقية مهرجانات الإعلام العربي مهضومة نوعاً ما .
بعد أزمة كورونا وما أصاب العالم من شلل على مستوى التواصل والعمل الميداني توقعنا صعوبة عودة النشاط كما كان سابقاً, لكن الحمد لله بالتنظيم الرائع والجميل للجنة الاعلام الرياضي في البحرين لعيد الاعلاميين الرياضيين رسالة واضحة على أنّ العمل لا يتوقف وعلى أنّ الإعلام الرياضي سباق في رفع التحديات والمثابرة والنشاط, فشكرا للجنة الإعلام الرياضي بمملكة البحرين على كرم الاستضافة والتميز في التنظيم وعلى إتاحة الفرصة لنا جميعاً لمد جسور التواصل بيننا كإعلاميين رياضيين عرب في أول زيارة لي للبحرين التي أدهشتني بحجم التطور الكبير في البنية التحتية والمرافق الحيوية الاقتصادية والرياضية والسياحية.
 
*- الإعلام مجال مهني صعب جداً .. فلماذا إحترفت رجاء المختار الإعلام الرياضي؟ ومن الذي شجعك على دخول المهنة ..؟
تونس بلد شعبها يعشق الرياضة ,فهي مصدر سعادته ونجاحه وفخره في ظل اخفاقات سياسية بالأساس في السنوات الأخيرة, وأنا أنتمي لعائلة محبة للرياضة و الحقيقة ما تحقق للمرأة التونسية من تشريعات بفضل مجلة الأحوال الشخصية لم يعد للمرأة سبب لعدم اقتحام أي مجال والنجاح فيه ,المشهد الرياضي عموماً احتكره الرجل في الماضي لكن الحمد لله اقتحمت الإعلام الرياضي وثلة من الزميلات في تونس رغم صعوبة المهمة خاصة بالنسبة لي ,لأنني ابنة محافظة تطاوين في الجنوب التونسي وهي محافظة جداً, لكن نجحت في كسب الرهان باقتحام مجال التعليق الرياضي ودخول الملاعب, الجانب الأصعب في مسيرة أية إعلامية رياضية.بالثقة في النفس وتطوير مؤهلاتي الصحفية وثقافتي الرياضية ,هي حكاية عشق لا حدود لها مع الرياضة, بالتأكيد العائلة من خلال والدي رحمه الله وأمي كانت شعلة البدايات والتحديات وكذلك زملائي في الإذاعة والتلفزة التونسية وخاصة دعم الدولة التونسية لحضور المرأة في جميع المجالات .
 
‎*- بماذا تنصحين خريجات كليات الإعلام؟ في نظرك، ماذا يستطعن فعله كي يصبح لهن دور في الساحة الإعلامية الرياضية في الوطن العربي؟
عديد الفتيات حتى في تونس التي تعتبر سباقة في هذا المجال وفي بقية البلدان العربية يغادرن المجال بسرعة في أول الصعاب والمشاكل بداعي أنه ليس مجال المرأة وأنها لا تستطيع أن تنافس فيه الرجل وأنها مسبقا لن يقبلها أحد ,لكن ما أقوله للطالبات الراغبات في اقتحام الإعلام الرياضي أنت لست في منافسة مع أحد لا رجل و لا امرأة, أنت أمام عمل إن أحببته وأعطيته من وقتك وجهدك سيعطيك حتماً لكن مع كثير من الصبر والتحمل وخاصة تطوير نفسك في هذا المجال الذي يفشل فيه حتى الرجال لأنهم لا يتطورون, الإعلام هو غرام وابتكار للأفكار والمثابرة والإيمان بالرسالة والهدف.
 
*- الإعلام هو الجناح الذي لا يمكن للرياضة أن تحلق من دونه والعكس صحيح..مارأيك بهذه المقولة؟
في زمننا هذا نتحدث عن الرياضة كصناعة واستثمار والإعلام الرياضي يمثل سر نجاح هذه الصناعة بتسويق جيد لمنتوجاتها ,الإعلام عموماً والرياضي خصوصاً لم يعد كما كان يسمى السلطة الرابعة في نظري وتقديري, هو فن السلطة ككل وامتلاكها مع ملوك الحوار, فما وصلت له الرياضة اليوم ونجومها من أرقام خيالية هي من صنع الإعلام الرياضي الذي في المقابل أهله من إعلاميين وصحفيين لم يستفيدوا كثيراً من هذه الأرقام, وأكبر دليل وضع الإعلامي الرياضي العربي اجتماعياً ومهنيا ومادياً السيئة والمخجلة للمشهد الرياضي والإعلامي.
 
*- مامدى اهتمامكم في تونس بالإعلامية الرياضية وتأهيلها ومنحها الفرص المختلفة؟
تونس كانت سبّاقة في التشريعات للمرأة التي أثبتت جدارتها في كل المجالات ,والإعلام الرياضي النسائي في تونس نجح بنسبة كبيرة من خلال الفرص المهنية و التكوينية للمرأة و شخصياً تمّ تكليفي في أكثر من مناسبة بتغطية بطولات العالم و أفريقيا والعربية في كرة القدم وكرة اليد سواء في تونس أو خارجها , لكن هذه الفرصة تقلصت في السنوات الأخيرة لأسباب تعود بالأساس لوضع البلاد سياسياً و اقتصادياً.
 
*- كونك أول معلقة على مباريات كرة القدم..كيف وجدت هذا الأمر؟ ولماذا لانشاهد معلقة على مباريات كرة القدم؟
في البداية تجربة التعليق أخافت كل المحيطين بي, هل سيقبلني المشاهد والمستمع كامرأة, لكن صدقني لم أشك يوماً في اختياري ولا نجاحي ودافعت عن الفرصة التي أتيحت لي ولم أستسلم للتعليقات والتهكمات, لأنني عندما أجلس أمام الميكروفون لأعلق أنسى جنسي لا امرأة و لا رجل وأنسى ردود أفعال من يسمعني, فقط أحاول أن استمتع بساعة و نصف من مباراة كرة قدم وأن أعيش قصة و أطوار كل مباراة بما فيها من أجواء على المدرجات وتنافس على الميدان, كنت أروي قصة كل مباراة لمن يسمعني بأسلوبي وطريقتي دون تقليد أو تقمص شخصية أحد, هي متعة ونشوة لا يعرفها إلا المعلقون على مباريات كرة القدم, كنت ولازلت أتمنى أن تمنح لي فرصة التعليق في الوطن العربي وأن أدعم حضور المرأة في هذا المجال بما أملك من تجربة ومن خلال صحيتفتكم أرفع هذا التحدي .
 
*- ماذا استفدت من دخولك الإعلام الرياضي .؟
العلاقات هي أهم وأكبر إنجاز ومكسب تقدمه لنا مهمتنا في الإعلام الرياضي ومحبة الناس ,وزيارة العديد من البلدان في العالم لأنني أعشق السفر.
 
*- ما الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتك الإعلامية الرياضية؟ وهل يمكن أن نرى رجاء المختار في عمل إعلامي غير الرياضة؟
الصعوبات للإعلامي الرياضي العربي عموما وفي تونس خصوصاً تتعلق بالجانب الاجتماعي ,أحببنا أم كرهنا الكل يبحث عن تحسين وضعه المادي, ما يتقاضاه الاعلامي في الإعلام العمومي بالأساس ظلم كبير واستهانة بمكانته وعمله ,حدثتك عن الحب والغرام والشغف والابتكار في مهنتنا ما لم يكن وضعك مريح وبالك مرتاح لن تستطيع أن تحقق شيئا من ذلك, الظروف التي نشتغل فيها لوجستياً ومادياً ترهقنا وتقتل كل هذه الأحلام فينا .
 
*- كيف تصفين خطوات النادي الدولي للإعلام الرياضي المتلاحقة بإقامة الكثير من الأنشطة الإعلامية وإطلاق المبادرات الاجتماعية؟
النشاط الكبير والحركية المتميزة في المشهد الاعلامي العربي خصوصاً التي أحدثها النادي الدولي للإعلام الرياضي خير من يصف الإضافة الكبيرة لهذا الهيكل الذي سارع للانضمام إليه أغلب الزملاء من أصحاب الخبرة والشباب, لا أستغرب شخصياً سر هذا النجاح عندما تعرف أن من يقف وراء النادي إعلامي عربي لا يكل ولايمل من العمل وأخ لا يتردد في تقديم المساعدة للجميع مهنياً ومادياً ورجل يطمح لتقديم الأفضل لبلده ووطنه والرياضة دون حسابات هو الأستاذ والأخ محمد قاسم واختار معه خيرة الاسماء التي لها بصمتها في الإعلام الرياضي العربي. 
 
*- أخيراً..من ترشحين للفوز بكأس العالم2022؟
أتوقع انتفاضة كريستيانو رونالدو في المونديال رداً على حملة التشكيك التي طالته و تنافس كبير بين البرازيل و الأرجنتين وألمانيا وبلجيكا و تميز المنتخب المغربي عربيا في مشاركته المونديالية.
 
*- البطاقة المهنية:
-إعلامية رياضية بمؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية منذ عام 2000
-أول معلقة رياضية عربية لمباريات كرة القدم المحترفة. 
-المستشارة الاعلامية للملتقي الدولي لرياضة المرأة العربية  
- رئيسة العلاقات الدولية بالنادي الدولي للإعلام الرياضي
-مراسلة قناة anb في تونس منذ عام 2006
صفوان الهندي