لماذا اللون الأصفر مهم للراحة النفسية

لماذا اللون الأصفر مهم للراحة النفسية

صحتك وحياتك

الخميس، ١٨ أغسطس ٢٠٢٢

للألوان أهمية ودلالة كبيرة في حياتنا، من خلالها نستطيع التمييز الورود البيضاء والدم الأحمر ولون العينين البني. الألوان هي عبارة عن الصفة التي يحملها الجسم، والتي تميزه عن غيره من الأجسام الأخرى من نفس النوع، ويتم تعريف الألوان فيزيائياً بأنها ما تراه شبكية العين من انعكاس الضوء عن أي جسم أو مادة صبغية ملونة لهذا الجسم.
 
وفي تفسير آخر، فاللون هو إحساس تعكسه لنا العين نتيجة تحليل الضوء الأبيض، وهو صفة وأثر ينتج من شبكية العين فتقوم بتحليل ثلاثي اللون لمن يشاهده، سواء كان لوناً صبغياً أو ضوئياً، وهو عامل من عوامل تقدير الأشياء وإضافة التباين بينها والجمالية الشكلية.
 
ارتباط الألوان بحياتنا
نجد العديد من الألوان حولنا، ولكن هناك فقط ثلاثة ألوان أساسية، يؤدي مزجها إلى إنتاج أكبر عدد من الأطياف اللونية المختلفة، وهذه الألوان الأساسية هي الأحمر، والأخضر، والأزرق.
 
وقد أوضحت الدراسات بأن للألوان تأثير كبير على حياتنا، فهي تؤثر بشكل كبير على نفسيتنا وطريقة شعورنا، وقد تم استخدامها لتفسير ودراسة الإنسان وتحديد ميوله وشخصيته، وحتى تم استخدامها في علاجه. إذ يُنصح الأشخاص المكتئبين مثلاً بالتركيز على ارتداء الألوان الفاتحة، وتجنب الألوان الداكنة لما لها من أثر كبير في تعديل المزاج، كما قاموا بالإعتماد عليها في عملية تصميم المنازل لتعكس الراحة التي ينشدها الإنسان داخل منزله.
 
تنقسم الألوان إلى نوعين، الألوان الدافئة والرقيقة، والألوان الحارة. وضمن فئة الألوان الدافئة يأتي اللون الأصفر الذي يبدو أن له تأثيرات إيجابية كبيرة على الصحة النفسية، نستعرضها سوياً في موضوعنا اليوم.
 
تأثير اللون الأصفر على الصحة النفسية
إن كنت عزيزتي ممن يعشقون اللون الأصفر، فاعلمي أنك اخترت واحداً من أجمل وأصفى أنواع الألوان على الإطلاق. فالأصفر هو لون الحياة، لون الشمس والدفء الذي تهبه للإنسان، لون الحياة والسعادة والفرح والإيجابية، لون العقل والمنطق، ويمتاز بالقدرة على التحليل والعقلانية، لأنه يوصل الفرد إلى التفكير السليم.
 
ويؤكد علم النفس على أن اللون الأصفر له تأثير كبير على الصحة النفسية للإنسان وتعديل حالته المزاجية بشكل كبير وفعال.
 
اللون الاصفر يزيد من مشاعر الايجابية والسعادة
ويشير موقع "العربية.نت" إلى هذه التأثيرات بالنقاط التالية:
 
اللون الأصفر هو لون الفرح والسعادة، يزيد من التفاؤل ويشجع على التعلم، كما يساعد في التخلص من الإكتئاب.
يعزز اللون الأصفر من قدرة الإنسان على التركيز والتذكر وتدعيم وظائف الدماغ، كما يعمل على تقوية الجهاز العصبي.
يلجأ الكثير من الأطباء للون الأصفر في علاج العديد من الأمراض الجسدية التي يعاني منها الإنسان. فاللون الأصفر مثلاً فعال في تنشيط عمل الغدة الدرقية والدورة الدموية، كما يساعد في خفض سكر الدم وتخفيف آلام المفاصل.
ارتداء الملابس ذات اللون الأصفر يشير إلى النور ويبعث على التفاؤل والسعادة.
يساعد اللون الأصفر بفعالية في إعادة الطاقة والتوازن للجسم، وهو عامل ممتاز للإسترخاء.
لا يكفي أن نرتدي اللون الأصفر لنشعر بالسعادة والإيجابية، بل يمكن أن ندخله ضمن ديكورات المنزل خاصة المطبخ أو غرفة المعيشة، حيث يقضي أفراد الأسرة معظم أوقاتهم.
من ناحية أخرى، فإن استخدام اللون الأصفر في بعض أماكن الدراسة والراحة، كالصفوف الدراسية والحضانات وغرف النوم قد يعطي نتيجة عكسية، كونه يزيد من نشاط العقل بشكل كبير، ما يعطل فرص التركيز عند الدراسة والإسترخاء قبل النوم.
اللون الأصفر والإيجابية
لا شك في أن الإيجابية هي أحد أعمدة الراحة النفسية التي يسعى إليها الإنسان، لتعزيز قدراته على تحمل مصاعب الحياة والخروج منها بأقل الأضرار على الصحة النفسية والفكرية.
 
ويحتل اللون الأصفر حيزاً كبيراً ضمن الألوان التي تزيد من مشاعر الطاقة الإيجابية والسعادة والتفاؤل. وبحسب أخصائيي الألوان وعلماء النفس، فإنه إذا أعطيت طفلاً علبة من أقلام التلوين، فمن المرجح أن يختار قلم التلوين الأصفر. ما يعني ارتباط اللون الأصفر بالإيجابية عند الإنسان منذ عمر مبكر.
 
ويبدو أن للألوان ارتباط بالعواطف بشكل معقد، إذ يمكن أن تجعلنا نشعر بالسعادة والراحة والإكتفاء، أو بالحزن والكآبة والجوع. وفي التقرير التالي الذي نُشر على موقع Jagranjosh وأورد تفاصيل عنه موقع "العربية.نت"، يحاول علماء النفس استكشاف الآثار النفسية للألوان على المزاج والعواطف والسلوك.
 
وبحسب التقرير، فإن للألوان تأثير مميز على الإنسان، سواء في العلامات التجارية والإعلانات التي يعشقها، أو في المطاعم والمحال والنوادي التي يقصدها والتي تجعله يشعر بالراحة والسعادة. إذ تساعد الألوان الجميلة على تحفيز الإستجابات سواء لجهة الإسترخاء أو الشعور بالشبع أو التفكير الإيجابي.
 
لنأخذ مثلاً موضوع الأكل، فنجد أن معظم شركات الطعام خاصة الوجبات السريعة، تستخدم ألوان الأصفر والأحمر والبرتقالي في عبوات منتجاتها لزيادة الشهية وتشجيع الناس على العودة لشرائها من جديد. حتى عند تناول الطعام، فإن الأطعمة باللون الأصفر مثل الأناناس والعنب الأصفر والمانجو وغيرها تلفت انتباهاً أسرع من باقي أصناف الطعام الأخرى.
 
وكان الصينيون والمصريين من آلاف السنين، استخدموا العلاج بالألوان فيما يُعرف بإسم Chromotherapy، وهو علاج تم تطويره بمرور الوقت وأصبح أسلوبًا للعلاج البديل يطلق عليه تسمية  colorology. وفي هذا الإطار، يُستخدم اللون الأصفر لتهدئة وتنقية الجسم وتنشيط الأعصاب.
 
من جهتها، أشارت ليتريس أيزمان، اختصاصية الألوان الدولية في كتابها "اللون: الرسائل والمعاني" إن اللون الأصفر هو اللون الأقوى من الناحية النفسية. مضيفة أن شرائط اللون الأصفر تم استخدامها منذ القرن التاسع عشر للدلالة على التفاؤل والأمل. كما يرتبط اللون الأصفر بتدرجاته، بكونه ودودًا ومنفتحًا ومبهجًا، ويُحفز على حالة مزاجية مرحة وسعيدة.
 
واتفقت معها أنجيلا رايت، خبيرة عالية في التأثيرات اللاوعية للون في كتابها "دليل المبتدئين لعلم نفس اللون"، مشيرة لارتباط اللون الأصفر باحترام الذات والعواطف والإبداع.
 
يزيد اللون الاصفر من الابداع والتفكير التحليلي
اللون الأصفر يشجع على الإبداع
بموازاة أهمية الراحة النفسية والإيجابية، تأتي مسألة الإبداع التي يحتاجها الإنسان للخروج بأفكار جديدة ومميزة تُحسن من حالته وتعكس ناحية التفكير الإبداعية التي يتميز بها. واللون الأصفر هو أحد أكثر الألوان التي تشجع على الإبداع، كونه يزيد من مشاعر السعادة والرضا ويساعد في الوقت ذاته على تنشيط عمليات التفكير وتوليد أفكار جديدة.
 
ويمكن لاستخدام مصباح بلون أصفر أثناء الإختبارات أو العمل على أحد المشاريع المهمة، زيادة قدرة الإنسان على التحليل أو إيجاد الحلول للمشاكل من خلال خلال العمليات الإبداعية التي يحفزها هذا اللون.
 
كما لا بد من الإشارة إلى أن اللون الأصفر يساعد المرء على التوقف قليلاً وملاحظة ما يحيط به من أخطار، بشكل يشبه التحذير المسبق كما هو الحال في إشارات المرور أو علامات التوقف على الطرق وغيرها.
 
اللون الأصفر وهرمون السعادة
بحسب خبراء علماء النفس، فإن اللون الأصفر يساعد في إطلاق مادة السيروتونين في الدماغ، وهي مادة كيميائية تعمل على تعديل المزاج. والسيروتونين هو هرمون السعادة بتعريف العلم الحديث، لهذا نجد أن بعض الشخصيات الكرتونية مثل Minions أو الرموز التعبيرية مثل "الإيموجي" تأتي بلون أصفر براق ومشرق.
 
في جهة موازية، ربطت دراسات عدة بين اللون الأصفر وإيقاظ العقل وتعزيز التركيز. منها دراسات علم نفس اللون التي أكدت أن اللون الأصفر يزيد من نشاط النصف الأيسر من الدماغ، وهو الجزء المسؤول عن التفكير العقلاني والقدرة التحليلية.
 
الآثار الإيجابية والسلبية للون الأصفر
بناء لما تقدم، يمكن إيجاز الموضوع بالقول أن اللون الأصفر هو لون إيجابي، يزيد من مشاعر السعادة والتفاؤل والتفكير والإبداع. لكنه قد يعطي نتيجة عكسية في بعض المواقع وعند بعض الناس.
 
لماذا اللون الاصفر مهمة للراحة النفسية-رئيسية واولى
لماذا اللون الاصفر مهمة للراحة النفسية
وعليه فإن الآثار الإيجابية للون الأصفر على الصحة النفسية والفكرية تتمثل في النقاط التالية:
 
تفعيل التفكير التحليلي.
زيادة مستويات النشاط العقلي.
زيادة الشعور بالوعي.
زيادة مستويات الطاقة والحماس.
تحسين معدل النشاط الأيضي.
وعلى النقيض يمكن أن يتسبب اللون الأصفر ببعض الآثار السلبية على الدماغ، كما يلي:
 
زيادة مستويات التهيج.
زيادة مستويات الغضب.
زيادة مستويات الشعور بالتعب.
زيادة مستويات إجهاد العين.
زيادة مستويات القلق.