مشروع مسار سورية... من أحلام الأطفال وطموحاتهم نرسم المستقبل..أربعة آلاف طفل يستفيدون من مسار شهرياً

مشروع مسار سورية... من أحلام الأطفال وطموحاتهم نرسم المستقبل..أربعة آلاف طفل يستفيدون من مسار شهرياً

الأزمنة

الاثنين، ١٥ يونيو ٢٠١٥

محمد الحلبي - رولا نويساتي
تأسس مشروع مسار عام 2005 م ومن ثم انضوى تحت مظلة الأمانة السورية للتنمية في عام 2007 م, هذه المنظمة السورية التي تعمل على تمكين الفرد ليكون مواطناً فاعلاً في المجتمع عن طريق البحث عن حاجات الأفراد لتكون منطلقاً لمشاريعها, حيث أقامت هذه المنظمة عدّة مشاريع مثل: (قسم العمليات) والذي يتضمن عدّة برامج كالدعم الإنساني, وعيادات العمل, وبرنامج (المتطوعين) الذي يتوجه لقدرات بناء المتطوعين, بإضافة إلى قسم (التراث والثقافة) والذي يتبنى أيضاً عدّة مشاريع لها علاقة بالثقافة والتعليم, ومنها انطلق مشروع (مسار) الخاص بالعلم والتعليم والمعرفة والبحث عن الحقيقة.. عن هذا المشروع الأخير(مسار) تحدثت دانيا عشي المدير التنفيذي لـلمشروع : مشروع مسار يستقطب الأطفال من عمر 5 إلى 15 سنة، ويهدف إلى إشراك الشباب في بناء هذا المشروع لتحقيق أهدافه, وهذا جزء مهم باعتبار الشباب قائمين على عملية الإصلاح والتطوير, وبناء قدرات الطفل لكونه الأساس في نمو المجتمع الجديد, وقد عملنا أيضاً على استقطاب أكبر عدد ممكن من الأطفال والعمل على تزويدهم بالقيم والمهارات والمعلومات كي يكونوا مواطنين فاعلين في المجتمع, وبمقدورهم البحث عن المعلومة الجديدة في الحياة حتى يبنوا عليها ذاتهم, فمشروع مسار يفتح للطفل بيئة داعمة يطور فيها معلوماته, وأحب أن أشير هنا إلى أن المشروع لا يتوجه لكل طفل منفرداً, فالمشروع قائم أساساً على تطوير الشراكات بين الأفراد، فنتوجه إلى الأطفال في حيّهم ومدرستهم وأي مركز يَضُمُّهم, ومن أجل ذلك قمنا بإنشاء مركزين حتى الآن.. الأول في منطقة الدويلعة، والثاني في منطقة كفرسوسة, حيث ينتهج هذان المركزان الأسلوب التراكمي في بناء المعلومات, فيتعلم الطفل في كل يوم معلومة جديدة تُضاف إلى المعلومة التي تعلمها في اليوم السابق وهكذا.
وقد أجابت دانيا عن كيفية إيصال المعلومات إلى الأطفال فقالت: إن الطفل أولاً يبدأ بالتعرف على ذاته, ومن ثم عائلته وبعدها يتعرف على الحي الذي يقطنه، ثم مجتمعه وبلده, إلى أن يصل إلى التعرف على العالم, ويتعلم أن جميع الناس يؤثرون في بعضهم بعضاً, ومن ثم ينتقل الطفل إلى التعرف على الكائنات الحية من حوله, بعدها يتعرف الطفل على العالم المادي, والموارد الطبيعية، ليستنتج بنفسه معنى كلمة ترشيد استهلاك تلك الموارد, ثم يتعرف على العالم اللَّامادي, وهي مرحلة الانتقال إلى الأفكار, وكيف له أن يَخرُج بفكرة ويعمل على تطويرها وتحويلها إلى إنجاز ليدعم الكلام والأفكار بالتجارب والأمثلة, حتى يتمكن من الوصول إلى النجاح, بعدها ينتقل الطفل إلى مرحلة الممارسة والإبداع, ويتعلم كيف له أن يشارك أفكاره مع أصدقائه.. وإن الانتقال من مرحلة إلى أخرى يتم عن طريق الدمج بين المتعة والفائدة, فهي الطريقة الأسهل لإيصال المعلومة المناسبة والمفيدة إلى الأطفال, وأضافت: إنه سابقاً كان هناك عدة برامج، منها برنامج البناة الوطني - والفريق الأخضر حيث كان يزور كل المحافظات السورية ويقوم بعرض مسرحي تفاعلي يوصل للأطفال من خلالها رسائل توعية..
وعن عمل مشرع مسار في الوقت الحالي قالت دانيا: إن المشروع بدأ بعمل مغامرات استكشافية تعليمية للأطفال, حيث يقوم الطفل باستكشاف وتلقي المعلومات بطرق متعددة عن طريق معرض يزوره الطفل وهو عبارة عن غرف متعددة ومتنوعة, تتميز كل غرفة بإعطاء معلومة جديدة ومفيدة.
متطوعو مسار
وفي إجابتها عن سؤالنا عن كيفية اختيار المتطوعين قالت دانيا: إن أهم عامل لدى المتطوع أن يكون لديه رغبة حقيقية بالعمل مع الأطفال, وأن يتعلم ويتدرب ليستطيع تنمية مواهب الطفل, فالرغبة إذاً هي العامل الأساسي للمتطوع, حيث يخضع المتدرب المتطوع لمدة 60 ساعة ممارسة, ومن ثم يخضع لدورة تدريبية ثانية, وبعد 120 ساعة تدريب يخضع المتطوع لدورة تدريبية ثالثة حتى ينال شهادة مدرب.. وعن الإنجازات التي حققها مشروع مسار والأعمال التي قام بها في السنوات الأخيرة تقول: بدأنا بالمعارض التفاعلية والمغامرات الاستكشافية منذ سنتين ونصف السنة تقريباً, وكان من الضروري أن نبدأ بهذا المشروع في ظل الأزمة الراهنة لنساعد أطفالنا على اكتشاف الحقيقة, وقد لقينا التجاوب المطلوب على الصعد كافة, وكان هناك قبول من الجميع بما فيها الجهات الحكومية ومحافظ دمشق والوزارات, وتلقينا دعماُ كبيراً سواءً في سهولة الحصول على المعلومة, أو من قبل رفدنا بالمتطوعين للعمل معنا, فنتج عن هذا التعامل المغامرة رقم (1) في اللاذقية, وأرسلنا منها نسخة إلى محافظة حلب، وهناك وجدنا استجابة كبيرة من قبل الأطفال والأهالي, وكان من الضروري في هذه المغامرة التركيز على النوعية والتنوع والانتماء, وهذه الفكرة كان لها الأولوية في عملنا, أما المغامرة الثانية كان هدفها التعريف بكل محافظة على حدة، وما الأمور التي طرأت عليها مؤخراً.. وكيف كانت في السابق, وما الأشياء التي تميزها والروابط المتينة التي توحد بيننا..
فريق الأزمنة في مغامرة استكشافية مع الأطفال
رافقتنا في هذه المغامرة ديالا حلاق المنسق الإداري لمشروع مسار حيث دخلنا إلى الغرفة الأولى - وفيها يتم عرض فيلم  للأطفال قام بإعداده أطفال المغامرة الأولى.. الفيلم من إخراج المخرج مهند كلثوم.
تدور أحداث الفيلم حول المشكلات التي يتعرض لها الفرد مثل: (العنف والجهل والطائفية)، وطرح الفيلم بعض الحلول لهذه المشكلات, ومن ثم يقوم المتدرب المتطوع بإعداد أسئلة للأطفال ليتأكد من رسوخ المعلومات والأفكار التي وردت خلال الفيلم في أذهان الأطفال..
الغرفة الثانية - باسم علم اجتماع بلدي: وفيها يتعرف الطفل على بلده سورية, حيث يقوم الطفل باختيار محافظةٍ ما على الخريطة ليُعرض له فيلم عنها باللهجة الخاصة التي تتميز بها كل محافظة, حيث يتعرف الطفل على لباسهم وتراثهم والمواقع الأثرية فيها عن طريق الحاسوب.
الغرفة الثالثة - قسم الألعاب التركيبية (البازل): وهي عبارة عن شخصيات ترتدي الزٍّي التراثي لكل محافظة, ويقوم الطفل بتركيب القطع الخاصة بآثار كل محافظة على حدة, وهكذا يتم الدمج بين العلم والترفيه في آن واحد.
الغرفة الربعة - مختبر الحياة: يتضمن هذا المختبر تجارب كيميائية بسيطة, حيث يقوم المتدربون المتطوعون بتعليمها للأطفال بعد أن يرتدوا المراييل والنظارات الخاصة بالعمل, وهناك تجارب تتم عن طريق المجهر, حيث يستطيع الطفل من خلاله التعرف والتمييز بين الخلايا النباتية والحيوانية..
الغرفة الخامسة - الغابة: وفيها يتعرف الطفل على الحيوانات التي تعيش في الغابة, وغذاء كل حيوان فيها عن طريق أسلاك مضيئة تُعطي وميضاً ضوئياً في حال كانت إجابة الطفل صحيحة.
الغرفة السادسة - عالمنا: وهي عبارة عن أربعة أجهزة كومبيوتر, لكل طفل جهاز, حيث يختار المحافظة التي يريدها ليقوم بتصدير المواد التي تشتهر بها تلك المحافظة ويجمع من خلالها النقود, ليتم اختيار الفائز على أساس المبلغ الذي يجمعه, وبذلك يكون قد تعلم الطفل الموارد التي تنتجها كل محافظة.
الغرفة السابعة – الماء السحري: وهي عبارة عن جهاز يتم وضع الماء فيه ليتعلم الطفل الحالات الثلاث التي يتواجد بها الماء (سائل - غاز - متجمد) وتتم هذه التجربة من قبل متطوع أمام الأطفال.
الغرفة الثامنة – معرض أفكار: وهو عبارة عن مجموعة أفكار يتعرف فيها الطفل على حواسه الخمس بالإضافة إلى الذاكرة عن طريق لعبة في جهاز الكمبيوتر.
الغرفة التاسعة – إنجازات: وفيها يتعلم الطفل كيفية البناء الهندسي, فيخطط لمدينته المستقبلية كما يحبها أن تكون, وذلك عن طريق لوح خشبي يضع فيه الطفل العشب وبعض الأبنية والمصانع وينظم حديقته من خلال مجسمات موجودة, ويقوم المتطوع بتعليم الطفل أن المصانع يجب أن تكون بعيدة عن المناطق السكنية, فيما المدارس يجب أن تكون ضمن المجمعات السكنية.
الغرفة العاشرة - مستقبل أفضل: حيث يقوم الطفل بمشاهدة عدّة أفلام لمجموعة من المجتمعات العالمية مرّت بمشكلات وحوادث وكوارث طبيعية وحروب, لكنها لم تستسلم واستطاعت النهوض من جديد, وبذلك يتعلم الطفل أن بمقدوره عن طريق العمل الجماعي أن نتخلص من الأزمة التي نمر نحن بها الآن..
الغرفة الحادية عشرة - لون بالموسيقا: وفيها يتعرف الطفل على ألوان الموسيقا (الكلاسيكية - الجاز - الشرقي) حيث يقوم المتطوع بالطلب من الطفل بالتعبير عن إحساسه بعد سماعه الموسيقا بطريقة الرسم.
الغرفة الثانية عشرة - محطة صغار: هذه الغرفة مخصصة للأطفال من عمر خمس إلى سبع سنوات وفيها يتم سرد بعض القصص لهم وجعلهم يرتدون بعض الأزياء المحببة لهم ويتم تصويرهم بها, ويقوم المتطوع بمساعدة الأطفال لصناعة بعض الدمى بواسطة أعواد الخشب.
المحطة الثالثة عشرة - خطوات نحو الإنجاز: وهي عبارة عن إنجاز مهم يجب على الطفل أن يقوم به, سواءً على صعيد الرياضة أو العلوم أو الفنون, ويسلم المهمة إلى المتطوع ليتم عرضها على الأطفال الآخرين تحت اسم (قصة نجاح طفل) وبذلك يتم تشجيع الأطفال الآخرين للقيام بإنجاز مهم بمجالٍ يحبونه ليتم عرضه لاحقاً على أطفال جدد يخوضون غمار المغامرة الاستكشافية.
وبذلك نكون قد أنهينا مغامرتنا مع الأطفال ضمن مشروع وطني نتمنى له النجاح والتوفيق, وأن يصل إلى جميع أطفال سورية.