تفتيق وترقيع.. صفحة نقدية ساخرة ..إعداد: نضال خليل

تفتيق وترقيع.. صفحة نقدية ساخرة ..إعداد: نضال خليل

الأزمنة

الأحد، ٢٦ يوليو ٢٠١٥

الديك الدجاجة
عدد لا بأس به من الموظفين على اختلاف مواقع عملهم في دوائرنا ومؤسساتنا العامة تنطبق عليهم بشكل دقيق المواصفات التعبوية والسلوكية (للديك).. والقصد هنا الديك البلدي الذي يعتبر المكان الذي يتواجد في المزرعة هو طابو أخضر له دون سواه، فتسمع نبرة حديثهم مع المراجعين وكأنك تسمع صوت الديك صادحاً عندما يقترب أحد ما من مملكته وبتشابه يصل إلى 70%، أما طريقة تفحصه للمعاملة وأسلوب هز الرأس ومعاينة المراجع الواقف أمامه وكأنه في غرفة التحقيق وتقطيب حواجبه وبرم شفاهه كلما حاول المراجع المسكين شرح معاناته أو الاعتراض على أسباب التأخر، فنسبة الشبه مع ديك المزرعة تصل لـ 80%.
ويكاد يتفق ما يقارب من 90% من المراجعين أن طريقة جلوس هؤلاء خلف مكاتبهم (وانجعاصهم) على كرسيه ونمط الحديث المترافق ببعض الإيماءات يكاد يتطابق مع الديك عندما ينفش ريشه بنسبة 90%.. أما ما يجمع عليه هؤلاء فإن ذلك الديك الموظف وما أن يعترض عليه المراجع أو يوحي له بأنه تحت أمره وسيرى خاطره الكريم حتى يصبح كالدجاجة التي تلتقط ما يرمى إليها من حبوب خلال موعد الطعام وبنسبة تصل لـ 100%.

ما بدها
عندما جاءني أحد المواطنين شاكياً مما يعانيه من متاعب وعقبات أسوة بباقي العباد من قبل كثير من أعضاء المكاتب التنفيذية في مجالس المحافظات وموظفيهم، جال في خاطري سؤال مفاده: لماذا لا يتم وضع أناس ذوي كفاءات ومواهب.. ويبدو أن ذلك (الحربوق) قد قرأ ما يدور في ذهني فاستعجل الجواب بقوله: لا تفكر كتير يا أستاذ الشغلة واضحة وضع العقبات والعراقيل لا تحتاج لا لموهبة ولا كفاءة ولا بطيخ..

قدرة الفقر
قال شاب أندبوري لصديقه الذي جلس بجواره على مقعد في الحديقة: أتعلم أنك حتى لو كنت في هذه اللحظة فتاة (أمورة) وتقول للقمر قوم لأقعد محلك فإنها لا تفرق كثيراً عنك.. فنظر إليه الصديق الأكثر أندبورية منه قائلاً: كيف؟ فمد الشاب يديه في جيبيه ليخرج بطانتيهما المثقوبتين والفارغتين من أي ليرة سورية واحدة.. وهنا تدخل صديقه ليكمل قائلاً: والله معك حق لأن الفقر لا يعمي العين والقلب فقط بل يقتل لدى الفقير الإحساس بمشاعر الحب والعواطف المجانية..

حادث حماتي
بعد حوالي الساعة من الأجواء المتوترة خارج غرفة العمليات خرج الطبيب الجراح منادياً على زوج ابنتها قائلاً: الحقيقة هناك خبران، واحد سيئ والآخر ممتاز إلك خص نص.. بلع زوج الابنة ريقه مستفسراً، فحمل الطبيب الخبر السيئ بأن حادث السيارة الذي وقع لحماتك قد أدى لبتر ساقها، فصعق الرجل قائلاً: حكمتك يا رب.. تابع الطبيب: ونظراً للنزيف الحاد فقد اضطررنا لبتر يدها من منطقة الساعد، فاصفر وجه الرجل وقال بصوت حذر: لطفك يا رب.. إلا أن الطبيب قال: أما الخبر الممتاز لجنابك فإن ارتطام رأس حماتك بالمقود هرس لسانها فاضطررنا لقطعه من (لغاليغو)، فبدرت عن زوج الابنة ضحكة مكتومة تطلع من خلال النافذة إلى السماء قائلاً وهو يفتح كفيه: ياما أنت كريم يا رب..