تفتيق وترقيع.. صفحة نقدية ساخرة ..إعداد: نضال خليل

تفتيق وترقيع.. صفحة نقدية ساخرة ..إعداد: نضال خليل

الأزمنة

الأحد، ٢ أغسطس ٢٠١٥

مشاعر دفينة
 بعد خدمة في الوظيفة لأكثر من ثلاثة عقود شعر من خلالها بدفق من العواطف والمشاعر حيث استمد إلهامه مما كان يقبضه آخر كل شهر كأجر لقاء عمله وقد كتب أحد الموظفين وهو يهم بالخروج ع المعاش بيتين من الشعر عرفاناً وشكراً للحكومة التي منّت عليه براتبه طيلة فترة خدمته عندها، قائلاً:
الحمد لله لا صبر ولا جلد ولا عزاء إذا أهل البلى رقدوا
وراتب مات لم يفطن له أحد ودين قام ولم يوفِّه أحد

عروس ومواصفات
على هامش نفس أركيلة جمعنا في مقهى الروضة ظهر عليه التوتر والقلق (وكره جنس حوا) وظل لأكثر من ساعة بدّل فيها رأسين من المعسل يحدثني عن شروط والدته ونصائحها له عن الطريقة المثلى لاختيار شريكة العمر، وأنها لن تقبل بأقل من تلك المواصفات، مما استدعى والكلام له 5 سنوات من البحث دون جدوى وقبل أن يطلق فكرة الزواج نتيجة ضغط (ست الحبايب) اقترحت عليه أن يبحث عن واحدة تشبه (الوالدة) في الملامح والطباع.. يسحب صديقي بعمق وينفث دخاناً أحاط الطاولة بسحابة ضباب.. نجحت الخطة وأعطى الاقتراح نتيجة إيجابية (مية بالمية) فبعد شهرين من البحث ظفرت بالفتاة.. وطار عقل والدتي من الفرح، ولهذا تراني اليوم عازباً.. فقلت له: ألم توافق عليها؟ قال: بلى ولكن والدي رفض..

سياسة
داخل كل أماكن العمل تسعى فئة من العمال أو الموظفين لتطبيق سياسة اسمها (طق البراغي) وهذه السياسة موجهة إلى أي شخص يضعه هؤلاء في رأسهم لإبعاده عن تهديد مركزهم أو السماح له (بالتمدمد).. فتتفتق الموهبة ويسيل مداد القلم بسلاسة ليكتب فيه تقريراً يدبجه وينمقه يأتي بآخرة زميله المسكين.. وللعلم فإن سياسة البراغي لا تحتاج لمفك أو بانسة أو أي أداة معدنية بل تتطلب (طقيق البرغي).. عينان واسعتان ترقبان الشاردة والواردة وأذنان لهما قدرة على الالتقاط كالدش وحساسية عالية في السمع..

(حمشية)
يعاني شبابنا من ازدواجية في المعايير والقيم الأخلاقية ولأن تلك الأمور تختفي داخل النفوس ولا يستطيع أحد اختراقها فإن ظهورها بالشكل الذي ينبغي يظهر مواقف الرجولة المفترضة وفي شخصية القبضاي.. مجموعة من الشباب يلزقون أمام مدارس البنات وكأن الواحد منهم جندي يحرس العذارى من عيون غيره.. نظراتهم حادة وثاقبة ترقب باب المدرسة والعين الأخرى على ساعة الانصراف.. وما أن يقرع الجرس حتى يحدث الاستنفار والتأهب بالدرجة القصوى يتابعون الفتيات كظلهم مع كلمات مختارة بعناية من قاموس التلطيش في جذب البنات.. للأزعر..
إلى هنا يبدو المشهد مألوفاً، لكن إذا ما دخل أحد على خط هؤلاء بطريق الغلط ولطش إحداهن تدب الحمية في نفوس الشباب وتظهر مواهبهم في استخدام كافة فنون اللبط والمسبات بما فيها من تحت الزنار بدعوى أن العمى ضرب ذلك الأزعر الطائش مع إسماعه كلمة شو ما عندك أخت حتى ولو كان وحيداً لأهله..