الذهب الأحمر ..نظراً لمردوده الاقتصادي .. هل يكون بديلاً من الزيتون في الموسم الحالي بدرعا..!

الذهب الأحمر ..نظراً لمردوده الاقتصادي .. هل يكون بديلاً من الزيتون في الموسم الحالي بدرعا..!

الأزمنة

الأحد، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٥

درعا - محمد العمر
لعل الموسم الزراعي الماضي وما أفرزته الظروف من إفرازات سلبية على المواطن ولاسيما الفلاح، كان كفيلاً لتكون زراعة الذهب الأحمر " الرمان " أو الاهتمام به، بديلاً عن الزيتون هذا العام خاصة من ناحية التكلفة والمشقة والوقت، بعد أن كان الزيتون العام الماضي مرهقاً بالتكلفة العالية من دون نتائج تذكر ناهيك عن انخفاض الإنتاج، في وقت باتت شجرة الرمان تشهد إقبالاً كبيراً من مزارعي درعا وبات الاهتمام بقطافها وتسويقها أهم بكثير من الزيتون خاصة أنها تعود بالمردود الإنتاجي الكبير قياساً مع المردود الاقتصادي الوافر، إذ تزن حبة الرمان الواحدة نصف كيلو غرام واحد، وقد انتشرت زراعة الرمان على مساحات واسعة وخاصة في المنطقة الغربية " ليصبح "الرمان" أحد المواسم الاقتصادية المهمة في المحافظة، ولقد تطورت زراعة الرمان وأصبحت شائعة بكثرة في معظم مناطق حوران، وهي تسقى بواسطة شبكات ري حديثة، وهذا الإقبال من المزارعين على الرمان يعود إلى مردود الإنتاج الوفير والريعية الاقتصادية، وتوازن معادلة الربح لمصلحة المزارعين، نظراً لانخفاض التكلفة لشجرة الرمان وقلة الخدمات التي تتطلبها والتي تقتصر على عملية الري. وعن ميزات شجرة الرمان يجمع الفلاحون على أن أهم ما يميز ثمار هذه الشجرة مردودها الاقتصادي، لكونها تفسح المجال للمزارع استثمار أرضه في السنين الأولى لعمر الأشجار، وزراعة الأرض بمواسم أخرى كالزراعات الباكورية والبقوليات والخضراوات وغيرها، وقابليتها للتخزين، حيث يمكن جمع الثمار وتجفيفها بالشمس وتخزينها لمدة 6 أشهر بشرط خلوها من الجروح، وعدم تعرضها للأذية أثناء عملية التجفيف، ويمكن استخدامها طازجة للعصير، أو تصديرها لخارج القطر، وقد قدرت مديرية الزراعة بدرعا إنتاج محصول الرمان للموسم الحالي بالمحافظة بنحو 1500 طن في حين تبلغ المساحة المزروعة 200 هكتار.
أهم من الزيتون
سعيد الشحادات " أحد مزارعي "الرمان" في منطقة "زيزون" قال: «موسم الرمان أصبح بالنسبة إلى الفلاحين أهم من موسم الزيتون، وخصوصاً في ظل الأسعار المرتفعة للعديد من أصنافه، ولكون الشجرة الواحدة لا تحتاج إلى خدمات كثيرة مقارنة مع العديد من أصناف الأشجار المثمرة الأخرى، وتتمتع بقدرة دائمة على الإثمار السنوي، حيث يصل معدل حملها إلى 80 كغ للشجرة الواحدة دون خمس سنوات».
وحسب كلام عدنان المستريحي مزارع كرمة من طفس، لا يمكن تشبيه ثمار الرمان إلا بالذهب الأحمر، التي تنتشر بكثافة في مناطق "زيزون، وتل شهاب، وطفس"، بعدما أصبحت زراعة الرمان من أهم الزراعات من بين الأشجار المثمرة. وحالياً شارف موسم جني المحصول على الانتهاء، قائلاً: تقوم أسرتي والعمال الذين نتعاقد معهم من أبناء المنطقة بالتوجه في الصباح الباكر لقطاف الرمان، بعد تجهيز الأدوات الخاصة به من "السطل"، والمقصات الخاصة بالمحصول، وطرود الفلين والخشب. ويعد صنف "اللفاني والفرنسي"، أي "الحايك" أهم وأكثر الأصناف التي تزرع في "درعا" انتشاراً وإنتاجاً، حيث يصل معدل حمل الشجرة الواحدة إلى           80 كغ دون خمس سنوات، ويصل وزن الحبة إلى وزن 400-500 غرام، وتتم عملية الفرز حسب حجم حبة الرمان وقابليتها للتخزين واللون، واللون المفضل لدى التجار.
انتشارها بشكل لافت
المزارع "مروان الحسين" من أهالي بلدة "تل شهاب" قال : «تحظى زراعة أشجار "الرمان" باهتمام مزارعي المنطقة لفائدتها وريعيتها الاقتصادية وقلة تكاليفها نظراً لقلة الخدمات التي تحتاجها مقارنة مع بعض أصناف الأشجار المثمرة الأخرى إضافة إلى توافر المياه اللازمة لإروائها والتربة المناسبة لزراعتها وكذلك ما تمتاز به أشجار الرمان من مزايا الإثمار المبكر والقدرة على تجديد نفسها في حال تعرضها لظروف مناخية سيئة حيث أصبح معظم المزارعين يهتمون بزراعتها في بساتينهم ما جعلها تنتشر بشكل كبير في المناطق التي يتوافر فيها مصادر جيدة من مياه الري حيث يتم ري الأشجار بالطريقة التقليدية أو عبر الري الحديث الذي بدأ الكثير من المزارعين مؤخراً، وعن موعد القطاف وخطواته يقول المزارع " الحسين": «ان عملية قطف الثمار تبدأ خلال شهري "تشرين الأول" و"تشرين الثاني" حيث يقوم المزارعون والعمال من رجال ونساء بعملية القطاف وغالباً ما يتم استخدام المقص الزراعي لهذه العملية ومن ثم يتم فرز وتوضيب الثمار في صناديق مخصصة ونقلها إلى الأسواق وبيعها فيما يتم اختيار أنواع محددة من الثمار وخاصة من النوع الحامض و"اللفان" لتحضير "عصير الدبس" والذي يتم تحضيره من خلال فرط حبات "الرمان" وعصرها ثم غلي العصير إلى درجة حرارة محددة حتى يصبح لزجاً بالشكل المطلوب ويستخدم هذا العصير في تحضير بعض المأكولات والمقبلات ويصل سعر الكيلو غرام الواحد من "دبس الرمان" إلى نحو 350 ليرة حيث تمتاز ثمار "الرمان" وعصيره بفوائد صحية وغذائية متعددة فهو مفيد لمرضى القلب.
 
تؤمن فرص عمل
ويقول المهندس الزراعي "عدنان طافش «توفر زراعة "الرمان" فرص عمل لعدد كبير من الأسر الريفية سواء خلال القطاف والتقليم أو عبر صناعة ما يعرف بـ "عصير دبس الرمان"، إضافة إلى ما توفره زراعة المشاتل وإنتاج الغراس المثمرة من فرص عمل للكثير من الأشخاص نظراً لوجود إقبال على زراعة هذه الغراس حيث يتم تأمينها أيضاً من قبل مديرية الزراعة».
الشؤون الاقتصادية في "مديرية الزراعة بدرعا " من ناحيتها بينت أن محصول الرمان والمساحات المزروعة والإنتاج السنوي تعتبر مقبولة، ونظراً لمردوديتها الاقتصادية وهامش الربح الجيد الذي تعود به زراعة الرمان على الفلاحين، وبسبب انخفاض التكلفة وقلة الخدمات التي تتطلبها أشجار الرمان، باتت زراعته أحد أهم الزراعات من بين الأشجار المثمرة التي تلقى رواجاً وإقبالاً من المزارعين في المحافظة، حتى أخذت تنافس زراعة الزيتون في كثير من المناطق ولاسيما التي تتوافر فيها مصادر ري مناسبة». فكل موسم إنتاج للرمان يقارب من رقم 500 طن من مجمل المساحات المزروعة في محافظة البالغة 200 هكتار، التي تنتشر على نطاق واسع في المنطقة الغربية والمنطقة السهلية كـ "زيزون وتل شهاب، وطفس وتسيل والشجرة"، إلا أن هذا الموسم قدر بارتفاع الإنتاج لـ 1500 طن إذ يبلغ عدد الأشجار المزروعة 90 ألف شجرة، ومن أهم ميزات الشجرة القدرة على الإثمار بعد الزراعة في السنة الثالثة والرابعة والعطاء بشكل دائم، وهذا يتفاوت تبعاً إلى مستوى الخدمات المقدمة للأشجار التي تتميز بمقاومتها للظروف الجوية».
الرمان بـ90 ليرة
كما أشارت الشؤون الاقتصادية بالمديرية إلى الاهتمام الكبير للمزارعين هذا الموسم بزراعة الرمان على غيره من المواسم، لافتة القول: إن زراعة الرمان باتت تتركز في منطقة الاستقرار الثانية بالمزيريب وزيزون وتل شهاب والعجمي وجلين وداعل وغيرها مبيناً أن هذه الزراعة تتمتع بريعية اقتصادية ومردود وفير.
من جانبه بين معاون مدير الزراعة بسام الحشيش أن زراعة الرمان في المحافظة من الزراعة التكميلية وبدأت بالتوسع خلال سنوات الأزمة على حساب العنب والزيتون.
من جهته أشار رئيس دائرة الإرشاد الزراعي محمد الشحادات أن الكيلو الواحد من الرمان يباع في أسواق هال طفس حاليا بـ 40 ليرة يضاف إليها أسعار التكلفة بحدود 50 ليرة ليباع بأسواق دمشق بـ 90 ليرة للكيلو الواحد لافتاً إلى أن الدائرة أقامت مدرسة حقلية مختصة بالرمان في مدينة داعل للمزارعين في حقل مساحته 5 دونمات تم تطبيق كل العمليات الزراعية عليه واستفاد منها 15 مزارعاً وتستمر حتى التاسع من شهر كانون الأول القادم. وأجرت الدائرة العديد من اللقاءات حول تعزيز النهج التشاركي بين المرشد والمزارع وتعزيز مبدأ الإدارة المتكاملة في الزراعة ومكافحة الآفات للحصول على منتج خال من الآثار المتبقية للمبيدات وإدارة عمليات التسويق وخدمة أشجار الرمان بعد القطاف وتصنيع دبس وعصير الرمان. وقد أجرت الدائرة العديد من اللقاءات حول تعزيز النهج التشاركي بين المرشد والمزارع وتعزيز مبدأ الإدارة المتكاملة في الزراعة ومكافحة الآفات للحصول على منتج خال من الآثار المتبقية للمبيدات وإدارة عمليات التسويق وخدمة أشجار الرمان بعد القطاف وتصنيع دبس وعصير الرمان.