البداية مع الحمضيات..خطوة عملية أخرى في طريق التعاون الاقتصادي السوري الروسي

البداية مع الحمضيات..خطوة عملية أخرى في طريق التعاون الاقتصادي السوري الروسي

الأزمنة

الثلاثاء، ١٢ يناير ٢٠١٦

شكلت زيارة وفد رجال الأعمال الروسي إلى دمشق أواخر العام الماضي إحدى الخطوات العملية لتمكين نظرائهم السوريين من تثبيت أقدامهم في السوق الروسية وتصدير منتجاتهم إليها كبديل أساسي للمنتجات التركية التي توقف ضخها إلى تلك السوق إثر العقوبات الاقتصادية التي فرضتها روسيا على تركيا. وإن كان قد سبق هذه الخطوة في 9 الشهر الماضي افتتاح قرية الصادرات والواردات الروسية السورية في اللاذقية والهادفة إلى دعم المشاريع ذات الأولوية في مجال التعاون الروسي السوري الاقتصادي وتطوير التجارة بين البلدين استيراداً وتصديراً وتطوير الصادرات السورية بشكل عام فيما كانت الخطوة الأخيرة لوفد رجال الأعمال الروس والممثل في أغلبيته لشركة معرض (foodcity) استكمالاً للأولى لتؤكد الخطوتان المتتابعتان البدء بالمنتجات الزراعية وخاصة الحمضيات والخضراوات مع التأكيد على نوعيتها وجودتها وحفظها بالشكل الأفضل لتستطيع الوصول إلى حالتها الجيدة في الروسية والمنافسة فيها.
 ويمتد معرض (foodcity) الدائم على مساحة 1 كم متربع في العاصمة الروسية موسكو ويؤمن احتياجاته من الخضراوات والحمضيات والمنتجات الزراعية الغذائية عبر الاستيراد ولديه عقود مع كبرى المولات على مساحة الأراضي الروسية وكانت المنتجات التركية هي الرقم واحد في المعرض تليها المنتجات المصرية والمغربية حسب ما قال منير حماتي المدير التنفيذي للمعرض الذي أشار إلى أنه تم حجز مساحة للمنتجات الزراعية الغذائية السورية على رجال الأعمال السوريين أن يستثمروا هذه المساحة بما يعود بالفائدة عليهم وعلى بلدهم وتأمين احتياجات السوق الروسية شرط أن تتمتع المنتجات بالمواصفة الروسية وأن تصل هذه المنتجات بحالة جيدة.
 وكشف حماتي خلال الاجتماع الذي عقد في فندق الشيراتون وضم العديد من رجال الأعمال وممثلي الجهات الفاعلة في الاقتصاد السوري من الراغبين في العمل مع روسيا الاتحادية أن العمل جار لتأمين خط بحري يصل بين السواحل السورية والروسية لنقل البضائع بين البلدين مبيناً أن إدارة المعرض مستعدة لتقديم كافة التسهيلات والمساعدات الممكنة للمصدرين السوريين.
 كلام حماتي كان قد سبقه حديث لمعاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور سامر خليل الذي أشار إلى أهمية استفادة رجال الأعمال السوريين من الفرصة السانحة الحالية لدخول المنتجات السورية وبخاصة الغذائية إلى الأسواق الروسية بعد خروج المنتجات التركية منها لافتاً إلى ما يتم العمل عليه حالياً لمنح مزايا تفضيلية لعدد من السلع ووضع لائحة أسعار استرشادية إلى جانب دراسة تمديد مدة إعادة القطع وتأمين الشحن البحري بين سواحل البلدين.
 رئيس اتحاد غرف التجارة السورية غسان القلاع بين أن تاريخ التعاون بين البلدين قديم جداً ولكن الفرصة المتاحة الحالية والواعدة في السوق الروسية لرجال الأعمال السوريين تتطلب توفير إعفاءات جمركية ووسائل النقل البحرية المناسبة لوصول الحمضيات والخضراوات السورية إلى الأسواق الروسية بحالة جيدة إضافة إلى حل مشكلة مدة إعادة القطع ما يتطلب من رجال الأعمال إنجاز أعمالهم بالسرعة الممكنة وبالمواصفات المطلوبة لتتمكن منتجاتنا من المنافسة في السوق الأمر الذي يفتح المجال لدخول أسواق دول أخرى ترتبط روسيا باتفاقيات معها.
مواصفات السلع والمنتجات السورية أصبحت جيدة بفضل استخدام التقنيات الحديثة كما قال رئيس اتحاد المصدرين محمد السواح لافتاً إلى أن البضائع السورية تصل إلى أسواق نحو 36 دولة ولكن بكميات قليلة معتبراً أن التسهيلات لدخول المنتجات السورية إلى الأسواق الروسية وإن كانت البداية مع الحمضيات والخضراوات تشكل بداية انطلاق جديدة للصناعة السورية الاقتصاد السوري.
الملحق التجاري في السفارة الروسية بدمشق أيغور ماتفيف ذكر أن الفرصة الحالية لتطوير التبادل التجاري بين البلدين سانحة أكثر من أي وقت آخر مؤكداً ضرورة استثمار القطاع الخاص من البلدين لهذه الفرصة وخاصة أن الحكومة الروسية مستعدة لتقديم كل وسائل المساعدة والدعم للشعب السوري.
 من جهته أوضح رئيس مجلس رجال الأعمال السوري الروسي سمير حسن أن المجلس يضع كافة إمكانياته وخبراته في خدمة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين لافتاً إلى أهمية وجود شركة مراقبة وتأسيس شركة نقل بحري لتطوير حجم الصادرات السورية إلى روسيا.