طاقات إبداعية في ملتقى النحت على الخشب

طاقات إبداعية في ملتقى النحت على الخشب

ثقافة

الاثنين، ٢٢ يونيو ٢٠١٥

ريم الحمش
بمشاركة عشرة نحاتين سوريين بدأت في قلعة دمشق فعاليات ملتقى النحت على الخشب بعنوان سورية جسر المحبة الذي تقيمه مديرية الفنون الجميلة بوزارة الثقافة بالتعاون مع معهد الفنون التطبيقية, ويشارك به النحاتون: محمد ميرا, د.سمير رحمة, عماد كسحوت, حسان حلواني, عادل الخضر, نسرين الصالح, يسرا محمد, فيصل دياب, محمد أبو خالد, مأمون الكردي, وسيتم عرض المنحوتات التي أنتجها الفنانون المشاركون وتكريمهم في معرض خاص يقام في نهاية الملتقى.
قال النحات المشارك عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة: الملتقيات بشكل عام ظاهرة صحية و دليل ناجح على عودة الحياة الطبيعة إلى سورية وتظهر مدى تعلق الفنان التشكيلي بوطنه سورية بلد الحضارة والإبداع, ويرى كسحوت أن هذه الملتقيات تفيد النحاتين بالدرجة الأولى إذ يتم من خلالها تبادل الخبرات والتجارب والاحتكاك بالمناهج والمدارس التي يتبعها كل نحات. يجسد الفنان كسحوت في عمله شيئاً من ذاته ورؤيته للحياة وعلاقة الإنسان بمحيطه بطريقة تشكيلية جميلة.
أما النحات المشارك الدكتور سمير رحمة أستاذ في كلية الفنون الجميلة فيقدم عمله بأسلوب تجريدي, محاولاً تحقيق المعادلة ما بين رؤيته الفنية وأفكاره ساكباً بموضوعية من ذاته الإنسانية فناً يحمل مقاييس الجمال والجاذبية, وتعبيرية قادرة على التغلغل داخل إحساس المتلقي لتلامس ذائقة المتلقي بخاصية إدراكية أرادها الفنان رحمة خالدة في ذاكرة فن النحت السوري. 
أما النحاتة نسرين الصالح فقد شكلت من جذع شجرة الحور عنصر جسد المرأة على قاعدة هرمية من خشب الحور لها أجنحة تعبير عن الأمل والحياة التفاؤل, وتقول: المرأة رمز للإنسانية، للوطن، ورمز الأنوثة والطهارة, تمر حالياً بظروف صعبة وتحتاج للعطف والحنان, والعمل ليس مجرد إمتاع للنظر وإنما يحرك في المشاهد وجداناً بصرياً أبعد من مجرد المتعة العابرة.
غير أن تجربة النحات حسان حلواني تظل متفردة بامتياز فهو يقدم عملاً بعنوان تكوينات حروفية اختارها من جمالية الحرف العربي, مستغلا ً خصوصية مادة خشب السرو في بلادنا فجاءت أعماله متميزة من حيث الشكل والحجم، وقوة التعبير، والتناسب البصري, مطلقاً لخياله العنان فتشكل الحرف وتثنى في انسياب آخاذ، منبئاً عن سيطرة الفنان على أدواته التشكيلية وعن مهاراته الأدائية, ويقول: أشعر أن ثمة معزوفة موسيقية أقوم بتأليفها أثناء نحت الخشب, فالنحت عملية لا محدودة من البحث والتكوين.
ويعد النحات عادل خضر طاقة إبداعية محدثة في الأسلوب النحتي المعاصر, والمعروف عنه إلمامه بأنواع الخامات المتوافرة، والعمل على تشكيلها وفق نماذج تعبيرية وتكوينية مبسطة، بحث في تشكيل مختلف الخامات معدن، جبس، خشب، زجاج، رخام أنجز العديد من ماكيتات نموذجية، كهياكل مصغرة لأعمال نصبيّة ضخمة، أتقن فن الميدالية، والبورتريه النحتي، له دراسات لمشاريع نحتية تتعلق بالعمل النصبي، شارك في العديد من ملتقيات النحت, أنجز عملاً ضخماً من الرخام التركي بيانكو رويال، وضع في حديقة مدينة المعارض بدمشق.
واختار الفنان محمد ميرا بأسلوب تجريدي شكل طائر أبو زريق الموجود على المساحة السورية بألوانه المختلفة في فصل الربيع, فهو عاشق للطبيعة و يبحر في مفرداتها، و يشكل من ثناياها أروع الأعمال عبر فضاءات تحافظ على نسب المنحوتة، فالنحات الناجح برأيه هو الذي يجعل من نفسه ومن محيطه ما يريد.
النحاتة يسرا محمد: شكلت جسد المرأة بنقلة نوعية تظهر ملامح التمرد, الصمود , العزة والشموخ ما جعلنا نشعر بالفخر رغم الانكسارات السياسية بوصفها ذات تأثير نفسي على الفنان وما يحدث من تغييرات تقود الفكر الإنساني إلى الابتكار الفني الذي يعتمد على التعبير الإيحائي الفاعل، معبرة عن حبها للوطن بصدق وعفوية عبر ملتقيات مختلفة امتزج فيها الفن بحب الوطن.
 عالمي...
التشكيلي ياسر حمود يشارك بـ أسبوع التصميم في بيروت
شاركت غاليري خواتم في الأشرفية في أسبوع التصميم في بيروت حيث ضمت إلى معروضاتها عملين جديدين للتشكيلي السوري ياسر حمود.
وعن هذه المشاركة يقول السيد وديع الصايغ مدير وصاحب غاليري خواتم إنه سعيد جداً بهذه المشاركة لهذا الفنان التشكيلي المميز في هذه المناسبة الفريدة، وأبدى إعجابه الشديد بالعملين المشاركين، وذكر أن العملين نالا القسط الأكبر من المشاهدة والتعليقات والإعجاب من رواد الصالة، وأضاف مازحاً: إن هذين العملين قد ابتلعا الصالة بكل معنى الكلمة.
يتميز التشكيلي حمود بأنه باحث دوماً عن النور في أعماله، حيث أظهرت معارضه الأخيرة بصمته المميزة، والتي حققت إضافة لافتة للمشهد التشكيلي السوري؛ وقد وصفها وزير الثقافة السابق رياض عصمت قائلاً: للفنان ياسر حمود تجربة خاصة ومتميزة في الفن السوري لأنها تستند إلى أربع دعامات، وهي: أولاً الجرأة في التعبير واستخدام الألوان، خاصة اللونين الأسود والأبيض. وثانياً الموسيقا، فكل عمل من أعماله يوحي بكونشرتو موسيقي، وثالثاً الألوان ألوان منطقة البحر الأبيض المتوسط، والتي تتميز بالحرارة والدفء الإنساني النابض بالحيوية والحياة، ورابعاً النزعة الصوفية، لأن أعمال ياسر حمود (تأمل) أو دعوة إلى التأمل، قوامها تواصل روحي شفاف وغير محدود الأفق.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الحدث من تنظيم مركز بحوث التصميم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث يشكل ملتقى سنوياً لمشاركة المعرفة ولعرض المواهب من أجل التطوير الثقافي والاقتصادي لكل من أصحاب الأعمال والمصممين من منطقة الشرق الأوسط، أوروبا، وشمال أمريكا وفي هذه السنة، يُقام أكثر من 150 حدثاً في حوالي 100 موقع حول بيروت للاحتفال بأفضل ما يقدمه مجال التصميم اللبناني والعالمي، ليجذب ما يقارب 25000 زائر؛ ليشكل بذلك أكبر مهرجان للتصميم الفني في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ياسر حمود, من مواليد طرطوس 1963, خريج كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، قسم العمارة الداخلية، 1987, عضو اتحاد الفنانين التشكيليين بسورية, شارك في العديد من المعارض الجماعية للفنانين العرب بين عام 1986 و 2002, نظّم وشارك في معرض الأصيل في دمشق واللاذقية لعامي 1991,1992.