التشكيلية لينا ديب..الفن بوح لما في الأعماق وانعكاس لمشاهداتي

التشكيلية لينا ديب..الفن بوح لما في الأعماق وانعكاس لمشاهداتي

ثقافة

الاثنين، ٢٠ يوليو ٢٠١٥

يعد الفن التشكيلي بالنسبة للفنانة التشكيلية لينا ديب بوحا لما في أعماقها من هواجس وانفعالات وانعكاسا لمشاهداتها اليومية معجونا بما تختزنه الذاكرة من ثقافة وأفكار وخبرة.

وتبين التشكيلية ديب أنها عندما تبدأ العمل على المساحة البيضاء يبدأ العقل والعاطفة بالعمل والحوار معاً لتلبية متطلبات العمل الفني ما يجعلها تجد في تلك المساحة فسحة للروح والحياة ومجالاً للتألق في جماليات الموضوع الذي تتناوله.

والمتابع لأعمال لينا ديب يجد مواضيع لوحاتها من صميم الواقع سواء كانت موضوعات اجتماعية أو من الطبيعة أو من الإرث الحضاري فالأفكار التي تستقيها من تلك الموضوعات تعيد صياغتها وفق مخزونها الجمالي والبصري والانفعالي بمعنى أن اللوحة تقودها إلى مساحة فيها تبسيط واختزال وحوار تعبيري بين المفردات والعناصر من جهة وبين الخطوط والألوان أو الرماديات من جهة ثانية .

وفي معظم أعمالها يسيطر عليها الحس الغرافيكي حسب تعبيرها وهذا النوع من الفن له خصوصية بالغة وفي معظم صالات العرض الحالية في بلدان العالم تعرض أعمال فنية غرافيكية وهي بالأساس مشتقة من فن الطباعة حيث يحفر العمل المراد طباعته على كليشة ويمكن أن يكون للوحة الواحدة عدة كليشات كما يمكن أن يكون اللون الناتج هو مزيج من كليشتين أو أكثر ما يتطلب مهارة ودقة تنفيذ عالية تفصح عن متعة في الاكتشاف والابداع والخصوصية مشيرة إلى أنها في أعمالها الجديدة تتجه للمزج بين أسلوبي الحفر والتصوير وهو ما يسمى المونوتيب .

1

وتتنوع مواضيع لوحات الفنانة التشكيلية لينا ديب بدءا من التراث والحارات القديمة في بلادنا وفي محاولة لتجسيد الأرث الحضاري والكلاسيكي ولتأكيد العراقة والأصالة وكأنها في مناداة للاخرين للمحافظة على هذا الأرث لنربط بما تبقى بالذاكرة وما نعيشه يوميا كما كانت حضارة أوغاريت النبع الذي استلهمت منه مفرداتها وعناصرها.

كما عملت أيضا على البحر ورموزه وتناولت في بعض لوحاتها مناظر أو لقطات من اللاذقية ككتل جمالية مع البحر وحركة القوارب طرحتها بعالم غرافيكي وتركت للمتلقي أن يولد في وعيه وخياله انطباعات عن العمل الفني وان تكون رؤيته الجمالية المرتبطة بالتداعيات الفكرية والاخلاقية والنفسية كما عملت أيضا على الطبيعة المحيطة بنا التي أثرت على مكنونات الفنانة الداخلية وفي صميمها ووجدانها لتنتج أعمالا فنية تترجم ذلك الانطباع المرتبط بالتداعيات الفكرية والنفسية والتي بمجملها تؤلف العمل الفني .

وعن رأيها بالمقاهي الثقافية ودورها في تنشيط الحركة الفنية التشكيلية أوضحت الفنانة لينا ديب أن لهذه الأماكن دورا كبيرا في تنشيط الحركة الفنية الثقافية وطرحها على مستوى شعبي وجماهيري وهذا النوع من الطرح يجعل لدى المتلقى وشريحة الشباب خصوصا نوعا من الثقافة التشكيلية البصرية كما أن هذه الطريقة من الصيغة التعبيرية والتسجيلية تجعل معظم المتلقين على تواصل مع الحركة الفنية التشكيلية.

وعن تأثير الأزمة على نفسيتها قالت ديب تأثرنا جميعا بالتضحيات التي قدمها شبابنا الذين سقوا بدمائهم تراب الوطن فرسمت أمهات الشهداء في حالة الرثاء في لحظة هي مزيج من الحزن وغبطة الشهادة بتقديم أغلى ما عندهم للوطن الغالي فكانت كثير من لوحاتي تعبيرا عن حالة الشهادة وعن الأمهات الباكيات على خلفية من الخراب الذي طال قرى ومدن سورية علما بأن لوحاتي في مجملها تعتمد الخطوط والمساحات التي تؤكد الثبات والتوازن على أرضية تعيد تكوين وهيكلة ما تهدم لإعادة البناء بمعنى أننا ما زلنا أقوياء ومستمرين للعيش بسلام وفرح وأمان.

الفنانة التشكيلية لينا ديب حاصلة على دبلوم دراسات عليا فنون جميلة وعلى الجائزة الأولى في معرض الشباب لفن الغرافيك عام 2005 على مستوى سورية وعلى العديد من جوائز التقدير للمشاركات الفنية التشكيلية وتعمل محاضرة في كلية العمارة في جامعة تشرين منذ عام 2000 وفي جامعة الوادي الدولية الألمانية كما شاركت في معارض اتحاد الفنانين التشكيليين والمعارض السنوية لوزارة الثقافة وبعض الوزارات الأخرى وعملت في رسوم قصص الأطفال وتصميم أغلفة الكتب والأزياء والشعارات والطوابع البريدية.

كما شاركت في معارض فنية محلية وخارجية وفي ورشات عمل مع فنانين دانماركيين وإسبان وأعمالها مقتناة في مؤسسات رسمية وضمن مجموعات خاصة في سورية وفرنسا وألمانيا وإنكلترا ولديها مكتب دراسات وتنفيذ ديكور عمارة داخلي.